توقيت القاهرة المحلي 20:52:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المصريون والجيش... و «الإخوان»

  مصر اليوم -

المصريون والجيش و «الإخوان»

بقلم : محمد صلاح

مرة أخرى تتجدد حملة «الإخوان» والمنصات الإعلامية القطرية والقنوات التي تبث من الدوحة ولندن وإسطنبول ضد الجيش المصري. وبينما ينتظر عشرات الآلاف من الشبان المصريين نتائج الاختبارات والفحوص الطبية التي خضعوا لها، بعد تقديمهم طلبات للالتحاق بالكليات العسكرية المصرية، جيَّش «الإخوان» لجانهم الإلكترونية، ورصدت قطر الأموال، وانشغل عشرات الموظفين بتجهيز مواد وشرائط مصورة، واستعانوا بأعداد من الكومبارس لإنتاج أفلام وبرامج، أطلقوا عليها صفة «وثائقية»، للإساءة إلى الجيش المصري، والثأر منه بعدما استجاب للثورة الشعبية ضد حكم «الإخوان»، وأطاح محمد مرسي من المقعد الرئاسي، وأضاع حلم قطر في التمدد و «الإخوان» في التمكين وتركيا في التوسع، وحمل مصر على أكتافه وعبر بها نفقاً مظلماً، ونجا بالمصريين من مصير سعى «الإخوان»، وكل الجهات التي تدعمهم، إلى إسقاطها فيه. يعيش «الإخوان» وحلفاؤهم وهماً كبيراً، ويصدقون أنفسهم، ويتخيلون أن الظروف ستتغير وستسمح لهم بالعودة إلى السلطة، وأن في إمكان قطر أن تنال الفرصة في الشماتة واستعادة الدور، وأن بمقدور تركيا تحقيق أحلام قديمة تبددت.

إنها ليست الحملة الأولى، والمؤكد أنها لن تكون الأخيرة، طالما هناك من يمول، وما دامت الدوحة مصرّة على المضي في طريق دعم الإرهاب واحتضان المتطرفين ونشر الكراهية والتحريض على الفوضى والتخريب سيحتفظ الإخوان بالقدرة على الانتقام من الجيش والشعب في مصر، وسيواصلون محاولات الثأر بعدما تحول الأمل في التمكين إلى كابوس الهجرة والتشريد والسجن والسمعة السيئة. المهم في الأمر هنا أن كل هذه الأموال وتلك الأفلام وهذه البرامج وذلك المخطط تحقق فشلاً بعد آخر، بل صار الناس، ليس في مصر وحدها، يسخرون من هذه الأفعال ويتهكمون على صُناعها ويفخرون بأن الجيش المصري، الذي سينتهي قريباً من تنظيف سيناء من الإرهابيين، يحافظ على حدود البلاد وصلابة الدولة موحداً قوياً متماسكاً.

يعتقد «الإخوان» أن الجيش هو أكبر عقبة تواجه طموحات الجماعة في الحكم والانطلاق من مصر للسيطرة على بقية الدول العربية، وهم يظنون أن لديهم القدرة على استعادة شعبيتهم في الشارع إذا نجحوا في إسقاط الجيش أو تقسيمه أو إخضاعه، ويتغافلون عن كون الجيش في مصر لا يمثل فئة أو طائفة أو طبقة اجتماعية، ويغلقون عيونهم عن مشاهد جنازات شهداء الجيش في المدن والقرى والنجوع والأحياء الشعبية، وتصدمهم مشاهد آلاف الشباب وهم مقبلون على مقار الكليات العسكرية، بعد انتهائهم من مرحلة الدراسة الثانوية، وكل واحد فيهم يحتفظ بالأمل في أن يكون ضابطاً في جيش يتعرض لكل هذه المؤامرات والحملات، ومع ذلك ينتصر ويحتفظ بمكانته وقدرته باعتباره جزءاً من نسيج الشعب. بالقطع لا جدوى ولا فائدة ولا مجال لتفنيد أو مناقشة ما يرد في أفلام «الإخوان»، وبرامجهم وحملاتهم، إذ يمكنك أصلاً معرفة محتواها قبل عرضها، وحجم الحقد والغل والكراهية في نفوس أعضاء التنظيم تجاه المؤسسات الرسمية المصرية عموماً والجيش خصوصاً، والتي تتحول أكاذيب وفبركات و «عكاً» داخل كل فيلم أو أي برنامج!!

وعلى رغم أن الأموال القطرية تذهب هباء والجهد الإخواني يضيع بلا طائل، إلا أن التنظيم مستمر في نهجه، فليس أمامه إلا أن يخدع أعضاءه، الذين صدقوا يوماً أن مرسي سيعود إلى القصر الرئاسي يوم الأحد من دون أن يحدد لهم قادتهم عن أي أحد يتحدثون، واليوم وغداً ولفترة ستتواصل حملات الخداع لعناصر الجماعة بأن الأمل ما زال قائماً في العودة مجدداً إلى التمكين والحكم والسلطة. ينشط «الإخوان» في «ملعب» مواقع التواصل الاجتماعي، ويجدون مؤازرة من كل إخواني على وجه الأرض، فعناصر الجماعة بالأساس لا يؤمنون بوطن، وتتوهم بعض القوى والجهات الأخرى وقليل من النخب والنشطاء أن لدى «الإخوان» القدرة على تحريك الشارع، لكن دعواتهم وحملاتهم ومؤامراتهم تفشل على أرض الواقع، وهم إذا دعوا إلى تظاهرة إلكترونية انضم إليهم «الإخوان» في أميركا وإنكلترا وتركيا ويغردون جميعاً ويعزفون لحناً واحداً، لكن إذا دعوا إلى تظاهرة شعبية في أي ميدان أو شارع أو حارة في مصر فلن يجدوا سوى مصريين يعانون مشاكل حياتية وأزمات اقتصادية، لكن يضحون ليظل «الإخوان» في الشتات.. والجيش على مكانته.

نقلًا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المصريون والجيش و «الإخوان» المصريون والجيش و «الإخوان»



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة
  مصر اليوم - انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة

GMT 11:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 20:30 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

جماعة الحوثي تعلن تنفيذ 3 هجمات على أهداف حيوية في إسرائيل
  مصر اليوم - جماعة الحوثي تعلن تنفيذ 3 هجمات على أهداف حيوية في إسرائيل

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 20:12 2024 الخميس ,15 آب / أغسطس

عمر كمال يوجه رسالة مؤثرة لأحمد رفعت

GMT 10:00 2016 الأربعاء ,09 آذار/ مارس

إصبع ذكي يعيد حاسة اللمس للاصابع المبتورة

GMT 23:53 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مصمم مغربي يطرح تشكيلة راقية من القفطان الربيعي لموسم 2016

GMT 05:09 2015 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

توثيق ازدهار ونهاية مؤسس "داعش" أبو مصعب الزرقاوي

GMT 21:24 2017 السبت ,09 أيلول / سبتمبر

5 مواقف فتحت النار على سهير رمزي بعد خلع الحجاب

GMT 05:22 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

خبيرة موضة تقدم نصائح لارتداء فساتين الصيف خلال الشتاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon