توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"الممر"

  مصر اليوم -

الممر

بقلم : محمد صلاح

يدرك القاصي والداني حجم الكراهية التي يكنها "الإخوان" في أنحاء العالم للجيش المصري، ليس فقط لأنه فوت عليهم فرصة المشاركة في حكم مصر عقب ثورة تموز (يوليو) 1952، وتصديه لمؤامرات الجماعة وألاعيب التنظيم على مدى عقود، ولكن أيضاً لأن الجيش المصري مثَّل دائماً حائط صد أمام طموحات "التنظيم" وأحلامه، وظل دائماً مانعاً عتيداً حال دون أن يتمكن "الإخوان" من الوصول إلى حكم مصر، إلى أن حلت كوارث "الربيع العربي" وأعاصيره، وانتشرت الفوضى وساد الارتباك وغابت المعايير، وقفز "الإخوان" بمساعدة قوى دولية وإقليمية وسذاجة أو غباء سياسي لدى النخب والناشطين والثورجية إلى واجهة الصورة، واستحوذوا على السلطة والنفوذ والحكم، لكن الجيش عاد ليحقق إرادة الشعب المصري، واستجاب إلى أوامره ورغباته وحقق مطلبه بإبعاد "الإخوان"، وأعادهم إلى مواقعهم الأولى، حيث دهاليز المؤامرات وسراديب التحالفات المشبوهة وخيارات التيه والهجرة.

ومنذ ثورة الشعب المصري ضد حكم "الإخوان" وإبعاد محمد مرسي عن المقعد الرئاسي، لم يتوقف "التنظيم" عن توظيف تحالفاته، خصوصاً مع قطر وتركيا، واستخدامه مؤسسات غربية خصوصاً في مجالي الإعلام والمنظمات الحقوقية بهدف الإساءة إلى الجيش المصري، واستغلال كل حادثة وأي واقعة من أجل إسقاط الجيش أو تقسيمه أو إحباطه أو الوقيعة بينه وبين فئات الشعب، وأنفقت قطر أموالاً ضخمة من أجل تحقيق ذلك الغرض، وقدمت تركيا دعماً لوجستياً لتحقيق الهدف نفسه، وأنهك "الإخوان" عناصرهم في البقاء خلف أجهزة الكومبيوتر لغزو مواقع التواصل الاجتماعي وتغذيتها بمواد تسيء إلى الجيش وبأفلام مفبركة تظهره على غير حقيقته، ومقالات وقصص وروايات وحكايات من نسج الخيال عن كراهية الشعب المصري للجيش، وصدَّق بعض "الإخوان" أن الحكم في مصر سينهار وأن الانقلاب يترنح!! وأن مرسي سيعود إلى القصر الرئاسي يوم الأحد، حتى أن بعض المحللين العرب والكتاب الغربيين الذين اعتمدوا لفترات طويلة على "الإخوان" كمصادر لمعلوماتهم صدقوا الكذبة الكبرى، بينما كان المصريون يتهكمون على ما تبثه القنوات التركية وتروجه المنصات الإعلامية القطرية و"ترشه" اللجان الإلكترونية "الإخوانية"، ويسخرون من تحليلات بعيدة عن الواقع وأبحاث تذهب إلى نتائج خيالية.

كل ذلك يبرر الحملة الشرسة التي يشنها "الإخوان" الآن ضد الفيلم المصري "الممر"، ليس فقط لأن موضوع الفيلم يتعلق بالجيش المصري، ولكن لأن التنظيم وعناصره وحلفاءه فوجئوا بالإقبال الشديد من جانب المصريين لمشاهدة الفيلم، بل والإعجاب به ثم تحية القائمين عليه، وكأن كل المجهود الذي بذله "الإخوان" للإساءة إلى الجيش ضاع في الهواء، وأن كل الأموال التي أنفقتها قطر ذهبت مع الرياح، وأن كل الدعم الذي قدمته تركيا كأن لم يكن.

زاد غضب "الإخوان" بعدما أدركوا كم التقدير الذي يكنه المصريون للجيش، وارتباط فئات الشعب بالقوات المسلحة، وعلى رغم أن الفيلم لم يتناول التطورات بعد خراب "الربيع العرب"، أو حتى إسهامات الجيش في جهود التنمية، وإنما دار موضوعه حول أسباب هزيمة حرب الأيام الستة في حزيران (يونيو) 1967 ثم مرحلة حرب الاستنزاف بعدها، وتحمُّل المصريين معاناة الهزيمة، وإصرارهم على إعادة بناء الجيش لاسترداد سيناء، إلا أن ردود فعل المصريين الذين حرصوا على مشاهدته أظهرت مكانة الجيش عندهم وفخرهم بأنهم يمتلكون جيشاً مر بهذه الظروف وتلك الصعاب، وظل ولاؤه للبلد والشعب على رغم المحكّات والصعوبات والأهوال.

بغض النظر عن التحليل الفني للفيلم، فإن ادعاء منصات "الإخوان" أن قوى الأمن تلقي القبض على المواطنين في الشوارع وتدفع بهم إلى صالات العرض لرؤيته وإجبارهم على التصفيق بعد انتهائه، زاد من رغبة المصريين في التنكيل بـ"الإخوان" وإغضابهم وتكديرهم بصورة أكبر، ولأن ذلك "التنظيم" أدمن الفشل ولا يتعلم، ومعه حلفاؤه، من الأخطاء فإن الهجوم المستمر على "الممر" زاد من نسب الإقبال على مشاهدته، فـ"الإخوان" وغيرهم من التنظيمات الإرهابية لا يصدقون أن المصريين حريصون دائماً على التصرف عكس رغبات الإرهابيين!

المصدر :

الحياة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الممر الممر



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon