توقيت القاهرة المحلي 05:04:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صرخات طرب

  مصر اليوم -

صرخات طرب

بقلم ـ محمد صلاح

ما أن يتم الإعلان عن مشروع جديد في مصر أو السعودية أو الإمارات أو البحرين، حتى تبدأ الآلة الإعلامية القطرية في الهجوم عليه، وإن كان مجرد فكرة هدفها تحسين أحوال شعوب أي من الدول الأربع، وفوراً ينساق «الإخوان» خلف الرغبة القطرية، وهم يعرفون الأدوار التي يتعين عليهم القيام بها، وتبدأ برامجهم، التي تصدر من قنوات تبث من الدوحة ولندن واسطنبول، في تشويه فكرة المشروع، والتشكيك في القدرة على تنفيذه، والادعاء بأن الأموال ستنفق بلا طائل أو فائدة، وأن الهدف كسب فئة من الشعب على حساب باقي الفئات، وإذا ما ظهر المشروع إلى النور وبدأ الناس يجنون ثماره وفرح المستفيدون به وأشادوا بنتائجه، يشتد الصراخ القطري والعويل الإخواني والحزن التركي، فتتحول المنصات الإعلامية إلى استخدام لغة السخرية والتهكم و«التريقة»، بهدف إشعار المبتهجين بالحدث الجديد بالخجل من كونهم لا يدركون مصالحهم، ولا يعرفون «المستخبي» ولا يقدرون كم أنفقت الدوحة وعانت أنقرة واجتهد «الإخوان» من أجل تخديرهم.

حدث هذا عند الإعلان عن مشروع «نيوم»، وتكرر مرات عدة مع احتفاء العالم بكل إنجاز في الإمارات، أو عندما تنقل وسائل الإعلام مناسبة مبهجة في البحرين، أو مع كل مشروع كبير وإنجاز ضخم يتم الإعلان عنه في مصر، من مشاريع التنمية في سيناء إلى تعمير الصحراء، ومن قناة السويس على البحر الأحمر إلى مدينة العلمين الجديدة على المتوسط، ومن آلاف الكيلومترات من الطرق الجديدة إلى تطوير السكك الحديد والجسور على النيل. لم يتوقف تدفق الأموال القطرية من أجل إفساد فرحة الناس، ولم يصمت الإخوان يوماً عن بث الطاقة السلبية للتغطية على كل حدث إيجابي في الدول الأربع، ولم تمتنع تركيا عن إفساح المجال لفلول «الإخوان» لممارسة التحريض على العنف والفوضى والاكتئاب.

في مصر حظي مشروع العاصمة الإدارية الجديدة بالاهتمام القطري، وجيشت المنصات الإعلامية للدوحة نفسها بهدف التقليل من شأنه واستخدامه لتحريض المواطنين المصريين ضد الحكم، ولم تتوقف اللجان الإلكترونية الإخوانية والبرامج التلفزيونية من تركيا عن اصطياد واقعة، أو تفاصيل صغيرة، من أجل خداع الناس بأن المشروع الضخم لا يخدم سوى السيسي ومن حوله!! وبينما يطالع الناس في مصر ودول أخرى عشرات الآلاف من المهندسين والعمال يجتهدون على مدى النهار وطوال الليل لإنجاز المشروع والانتهاء من تنفيذه، والعمل على شق الطرق في قلب الصحراء ومد خطوط السكك الحديد وأنابيب المياه وأسلاك الكهرباء إلى حيث المقرات والأبنية السكنية الجديدة وأحياء السفارات والفنادق، لم يجد «الإخوان» وحلفاؤهم سوى التركيز على افتتاح مسجد «الفتاح العليم» الذي جرى الانتهاء من تشييده في مدة قياسية وبدأ الناس يصلون فيه في بداية العام الجاري.

استغرب الناس في مصر كيف لتنظيم كـ«الإخوان» أن يسخر من مسجد جديد ومن أعداد المصلين فيه ومن الأموال التي أنفقت على تشييده، لكنهم يعرفون أن «الإخوان» صاروا يعيشون عالماً خاصاً بهم، ويستخدمون الأموال القطرية والدعم اللوجسيتي والمعنوي التركي من أجل إفساد الفرحة وطمس الحقيقة والإساءة إلى كل إنجاز ونشر الإحباط وتوزيع الكآبة وترويج الأكاذيب.

عموماً لن تتوقف الحرب القطرية الإخوانية ضد مصر والسعودية والإمارات والبحرين، وكلما استمرت إنجازات الدول الأربع محلياً وإقليمياً ودولياً ازداد غضب الدوحة ورصدها لأموال أكثر علّها تصل إلى غايتها، وكلما ذهبت شظايا المنصات الإعلامية في الهواء دون أن تؤثر في التلاحم الشعبي والصمود الجماهيري في الدول الأربع يبحث «الإخوان» عن آليات جديدة ووسائل بديلة لنشر الفوضى والإخلال بالأمن ومحاولة إحباط الناس، وكلما ظهر إلى النور مشروع جديد في أي من الدول الأربع المقاطعة لقطر سطعت مصابيح استوديوات البرامج في اسطنبول لمحاولة تعتيم الصورة وتغييب الوعي وإفساد البهجة. لكن في المقابل لا يدرك حلفاء الشر أن الشعوب صارت تنتظر صراخ عناصر ذلك المحور لتُطرب وتضحك وتحتفل، وتمارس حياتها بصورة طبيعية على إيقاع الغضب القطري، والحزن الإخواني، والفشل التركي.

نقلا عن الحياة 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صرخات طرب صرخات طرب



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon