توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«إخوان» ضد التعليم

  مصر اليوم -

«إخوان» ضد التعليم

بقلم - محمد صلاح

 لا حاجة إلى أدلة كثيرة لإثبات تردي مستوى التعليم في مصر. تكفي الإشارة إلى أن ذلك البلد العربي الكبير حَكَمَه لمدة سنة رئيس إخواني حصل على درجة الدكتوراه، فكان أداؤه بهذا المستوى المزري. الأمر لا يتعلق بمحمد مرسي وحده، أو حتى «الإخوان المسلمين»، فهناك أبناء جيل ركبوا موجة الثورات ونفَّذوا، بوعي أو من دون وعي، توجهات جماعات وتنظيمات وجهات خارجية لم تكن تريد الخير للوطن، وإنما تدميره وتفتيته وإسقاطه، وأصبحوا الآن يتهكمون على كل نجاح، ويسخرون من كل إنجاز.

دخل الإخوان سريعاً على خط المواجهة بين أهالي تلاميذ المدارس والمدرّسين من جهة وبين وزير التعليم المصري الدكتور طارق شوقي من جهة أخرى، بعدما أفصح الوزير عن خطة ستطبق مع العام الدراسي الجديد لتطوير التعليم. ولأن كل مشروع جديد أو تطور تقني حديث يتسبب، على رغم إيجابياته، بضرر للبعض، فإن مشروع تطوير التعليم في مصر سيُربك الأهالي الذين ألِفوا نظاماً تعليمياً ظل يضمن نجاح الغالبية العظمى من التلاميذ من دون تحصيل للعلم، كما أنه النظام الذي أفرز فئة من المنتفعين من أباطرة المدارس و «حيتان» الدروس الخصوصية ومراكز مجموعات التقوية، وهؤلاء شكلوا نظاماً تعليمياً موازياً للتعليم الرسمي، كان «الإخوان المسلمون»، على مدى عقود، أكثر المستفيدين منه، وحققوا من ورائه أرباحاً مالية، وربطوا مصالح الناس بوجود الجماعة، ما انعكس في صناديق الانتخابات ولجان الاقتراع، وكذلك في التظاهرات والاعتصامات ومظاهر الفوضى. يُحرض «الإخوان» الناس الآن ضد مشروع تطوير التعليم ويخدعون الأهالي بأن أبناءهم سيتعرضون للضرر ويحذرون المدرسين بأن مصالحهم ستتعرض للأذى، ويستخدمون الدعم المادي القطري واستقرار عناصرهم في تركيا والآلة الإعلامية الضخمة واللجان الإلكترونية للإساءة إلى المشروع والحؤول دون تنفيذه، ليس فقط لأنه سيفتح العقول ويحدّ من تقبل الناس لأفكار «الإخوان»، ولكن أيضاً لأن الجماعة بالأساس ضد أي تعليم يكشف زيف ادعاءاتها ويفضح خططها.

من دون الدخول في تفاصيل كثيرة، فإن المشروع ضد كل توجهات «الإخوان» وأهدافهم، فتحديث منظومة التعليم ظل هدفاً للحكومات المصرية المتعاقبة، لكن من دون إجراءات جادة، إلا بعض «الرتوش» البسيطة التي ربما ساعدت في مزيد من تدهور التعليم، حتى باتت مصر في المرتبة قبل الأخيرة، متقدمة على غينيا، وفقاً لتصنيف المنتدى الاقتصادي العالمي للنظم التعليمية في 140 دولة في العام 2016. لم يسعَ الوزير شوقي إلى تجميل ما هو قبيح، بل أعلن للمصريين أن نظامهم التعليمي يحتاج إلى «الهدم التام». ومنذ تسعينات القرن الماضي، كان كل وزير للتعليم يتحدث عن أن مشروعه الرئيس هو تطوير التعليم، ويسعى إلى تجريب ما هو مُجرّب من دون جدوى، أما شوقي الآتي من أروقة «يونيسكو» فطرح مشروعاً طموحاً يتجاوز الأفكار التقليدية، ويجعل نحو 20 مليون تلميذ في مراحل التعليم قبل الجامعي، وأقل من مليون مدرس، مطالبين بعد شهور قليلة بالتعامل مع وسائل التكنولوجيا الحديثة كمصدر أساسي للتعليم.

ووفقاً للمشروع فإن مرحلة التعليم الأساسي سيُلغى فيها نظام التدريس بالمواد، وسيتم اعتماد الموضوعات على أن تتاح المعلومات عبر «بنك المعرفة»، وسيتولى المُعلمون تبويب تلك الموضوعات لتلاميذهم، وتحديد المتعلق بها من مقالات ومواد فيلمية ودراسات علمية مُحققة حصلت عليها مصر من شركات عالمية، بعد تعريبها. وستتيح المناهج الجديدة للطلاب أكثر من 7000 فيديو ثلاثي الأبعاد لشرح مواد علمية، وسيتعامل الطلاب مع برامج تفاعلية لشرح الرياضيات، وستتاح لهم خرائط ثلاثية الأبعاد في الجغرافيا، وسيتحولون إلى باحثين لا مُتلقّين، بعد «هدم النظام القائم وبناء آخر جديد».

الوزير شوقي أكد أن المشكلات اللوجيستية المرتبطة بالمشروع مأخوذة في الاعتبار، وسيتم التعامل معها بالتعاون مع مختلف الجهات في الدولة، وستتيح الوزارة للطلاب شريحة مجانية للاتصال بالإنترنت تعمل في أي بقعة على أرض مصر، لتتساوى الفرص بين أفقر طالب وأغنى طالب، فالوضع الحالي «ليس أسوأ منه شيء يخشاه المتخوفون».

بغض النظر عن تفاصيل المشروع فإن «الإخوان» يقحمون أنفسهم دائماً لتحويل كل إنجاز إلى مصيبة وتسخين الأجواء في كل كارثة وسرقة فرحة المصريين بعد كل نجاح، وهم خرجوا فاشلين من أداء دورهم في كارثة السيول وفشلوا في النيل من لاعب ليفربول المصري محمد صلاح، والآن يجيشون أنفسهم ويصوبون منصاتهم الإعلامية ضد مشروع تطوير التعليم... وكالعادة سيفشلون.


نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«إخوان» ضد التعليم «إخوان» ضد التعليم



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon