توقيت القاهرة المحلي 20:36:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زُبيدة والديب وركام «الإخوان»

  مصر اليوم -

زُبيدة والديب وركام «الإخوان»

بقلم - محمد صلاح

من تحت أنقاض الهزيمة وركام الفشل، وبقايا أحلام مؤسس التنظيم حسن البنا، تسعى جماعة «الإخوان المسلمين» إلى البقاء ضمن المشهد السياسي المصري، مستعينة بدول ومنظمات ونخب رتبت أوضاعها على مستقبل أطاحه الشعب المصري بثورته على حكم محمد مرسي، وجيش صارت الجماعة على يقين بأن بقاءه مصنفاً ضمن أفضل عشرة جيوش في العالم يعني ضياعها، وانتصاره على الإرهاب في سيناء وفي معركة تنمية كل أنحاء مصر يعني فناء الجماعة ودفنها تحت ركام هزيمتها.

كل متابع للشأن المصري، لاحظ أخيراً ارتفاع حدة هجوم اللجان الإلكترونية «الإخوانية» ووسائل الإعلام القطرية والتركية تجاه مصر، وحتى لا يبدو الأمر ثأرياً أو استمراراً لرد فعل «الإخوان» والدول والجهات التي تدعمهم وتضررت بالمصير المزري للجماعة، تم تطوير سيناريو التصعيد بإضافة جهات أخرى، يفترض أنها محايدة، إلى الحملة، فتدفقت التقارير الحقوقية السلبية، وقصص الاختفاء القسري المفبركة، والموضوعات الصحافية الكئيبة، والبرامج التلفزيونية عن مصر و «مأساة أهلها»! ولأن «الإخوان» اخترقوا على مدى سنوات وسائل إعلام، وتسرطنوا داخل خلايا منظمات حقوقية، وانتشروا في مراكز بحثية غربية، ولأن الأموال القطرية انهمرت بغزارة للإنفاق على جمعيات ومنظمات وصحف وقنوات ومواقع إلكترونية، فإن المعزوفة الصاخبة تم تنفيذها للإيحاء بأن أهوالاً تحدث في مصر، وأن لا أحد يستطيع أن يمشي في الشوارع وإلا تعرض للقنص، وأن الخطر يحيط بذلك البلد العربي الكبير إذا أعيد انتخاب السيسي لولاية ثانية، وأن البلد مظلم والخراب يسوده، والغلاء يقتل البشر في دروبه، و «العسكر» يقتحم البيوت ليلاً... ونهاراً أيضاً!، والفتاة زُبيدة مختفية قسرياً بعدما تم تعذيبها واغتصابها، والشاب عمر الديب تم خطفه وكهربته!

أن تظهر زُبيدة بعدذاك علناً لتنفي الواقعة وتفضح صانعيها، أو أن يبث «داعش» شريطاً مصوراً للديب وهو يتدرب على القتل والتفجير، فلا تستغرب ذلك لأن أسلوب «الإخوان» لم يعد ينطلي إلا على من امتطتهم الجماعة وجعلتهم أذرعاً لها. ليس لتصعيد الحملة علاقة بظهور السيسي مرتدياً زيه العسكري أو ذهابه إلى سيناء أو انتصارات الجيش هناك في معركته ضد الإرهابيين لكنه مرتبط بقرب موعد الانتخابات الرئاسية، ومن غير المستبعد، حتى يكتمل السيناريو، تنفيذ بعض العمليات الإرهابية لتخويف الناس من الخروج والتوجُّه إلى مراكز الاقتراع، وأن يتم تطوير السيناريو ليناسب مرحلة الاقتراع، فيتحول الحديث عن مأساة مصر في الولاية الأولى للسيسي، إلى التركيز على السخرية من حملات دعم الرجل أو الاغتيال المعنوي لأي شخص يناصره. ولن يكتمل العرض بالطبع من دون أن يختتم بالعزف على أنغام تزوير الانتخابات وتزييف إرادة المصريين، واصطياد بعض المشاهد أو فبركتها أو استعادتها من الأرشيف، للادعاء أن لجان الاقتراع خالية، وأن السيسي دفع بجنود الأمن المركزي ليصوتوا له!

عموماً فإن الفيلم «الإخواني»- القطري- التركي ليس جديداً، وإنما هو الجزء الثاني من النسخة الأولى، التي طُرحت قبل أربع سنوات، عندما خاض السيسي الانتخابات الرئاسية للمرة الأولى، وما بين جزءَي الفيلم هناك عشرات المسلسلات والتمثيليات التي سعى فيها «الإخوان»، والقنوات التي تبث من اسطنبول ولندن والدوحة ووسائل الإعلام المخترقة «إخوانياً»، إلى إفشال الحكم في مصر وإحباط الناس وتيئيسهم و «الطرمخة» على عنف الجماعة وإرهاب «داعش» في سيناء، وهرولة رموز «الإخوان» في أروقة الإدارة الأميركية وطرقات الكونغرس.

يزداد الهجوم «الإخواني» ضراوة كلما وجد منتجو الفيلم أنه لم يحقق الغاية المطلوبة، وكلما ظهر أن الشعب المصري لا يتأثر بما يضخ عبر المنصات الإعلامية «الإخوانية» وتوابعها التي تسوّق دائماً أن كل «إخواني» انضم إلى «داعش» مختفٍ قسرياً، وإذا تم القبض عليه قبل أن يقتل الآخرين فإن السلطات مارست القمع ضده، وإذا اخترق الحواجز وانتحر مفجراً نفسه وسط الجموع بحزام ناسف، فلا علاقة للإخوان به، وإذا بث «داعش» شريطاً مصوراً يظهره وهو يتدرب على التفخيخ والتفجير والقتل، فإنه فعلها يأساً من إمكان إصلاح الأحوال في مصر، ولأن العنف لا يولد إلا العنف، ولولا إقصاء مرسي لظل يؤمن بالديموقراطية!

تحصّنت مصر ضد كل أفلام «الإخوان» وأدركت الثمن الفادح الذي دُفع للحفاظ على الدولة موحدة، وأدركت حجم الأكاذيب وكمية الفبركات وأنهار الأموال التي تُنفق حتى تكون نهاية الفيلم «الإخواني» سعيدة للجماعة وحلفائها حتى على أنقاض الدولة المصرية، فقرر المصريون كتابة سيناريو آخر لا يتضمن إلا نهاية تعيسة لـ «الإخوان» على أنقاض وركام الجماعة!

 

 

نقلا عن الحياه اللندنيه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زُبيدة والديب وركام «الإخوان» زُبيدة والديب وركام «الإخوان»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:20 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما
  مصر اليوم - أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon