توقيت القاهرة المحلي 07:38:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

موسم الشماتة والفضائح

  مصر اليوم -

موسم الشماتة والفضائح

بقلم : محمد صلاح

 بينما كانت وسائل الإعلام المحترمة في العالم تنقل عن صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية المعلومات عن رسائل مسربة، كشفت أن قطر دفعت مبالغ طائلة بمئات ملايين الدولارات لإرهابيين في العراق، لأجل إطلاق عدد من مواطنيها وأفراد من الأسرة الحاكمة، اختُطفوا في العراق العام 2015، كانت الآلة الإعلامية القطرية تمارس التّشفي وتحاول شغل الناس بمعلومات وتقارير وصور ومشاهد من كارثة السيول التي ضربت مصر أخيراً، وأدت إلى خسائر مادية، وتعطل لبعض الطرق وازدحام للمرور وسقوط لوحات معدنية وأعمدة كهرباء وبعض أسوار، وتهدّم أسقف مجمعات تجارية وتراكم المياه في شوارع وميادين.

وحين كان الناس يطالعون تفاصيل عن وصول أموال الشعب القطري إلى إرهابيين يمارسون القتل والتدمير والحرق والخراب ضد العرب في أنحاء شتى، ويستغربون ما جاء في رسالة بعث بها السفير القطري في العراق زايد بن سعيد الخيارين، اعتبر فيها إن «الدوحة تعرضت للسرقة» بعدما تذمّر من سعي الميليشيات المتطرقة إلى السطو على قطر، حين دخلت الدوحة في مفاوضات سرية لأجل تحرير مواطنيها الـ25، فكتب نصاً: «كلهم لصوص، السوريون و «حزب الله» اللبناني وكتائب «حزب الله» العراقي. كلهم يريدون المال وهذه فرصتهم»، كانت لجان إلكترونية إخوانية وقنوات تبث من الدوحة وإسطنبول ولندن تروج لمقاطع مصورة عن تداعيات تدفق السيول في بعض الأحياء المصرية، وتراكم المياه في شوارع منطقة التجمع الخامس، وتكرر مشاهد مواطنين احتجوا على تباطؤ جهود الإنقاذ وتصريف المياه أو إغاثة من تقطعت بهم السبل وعجزوا عن العودة إلى منازلهم.

لم تجرؤ وسيلة إعلام محسوبة على الإخوان، من بين تلك التي تطل من خلالها وجوه فرت من مصر بعد ثورة الشعب المصري على حكم الإخوان ولجأت إلى الكفيل القطري، أن تناقش ما نشرته «واشنطن بوست» أو تحلل المعلومات الواردة في التقرير الخطير الذي كشف ما كان يجري خلف ستار، عندما وافقت الدوحة على دفع 275 مليون دولار على الأقل مقابل إطلاق 9 أفراد من الأسرة الحاكمة و16 مواطناً آخرين تعرضوا للاختطاف أثناء رحلة صيد في العراق. لكن تلك الوجوه اجتهدت في مناقشة تفاصيل الإنفاق على البنية التحتية في مصر، وتساءلوا عن الأموال التي أُهدرت على الخدمات وأعمال الرصف وتصريف مياه الأمطار.

أسهب تقرير الصحيفة الأميركية في الحديث عن تفاصيل أرقام تتعلق بالصفقة، وذكر أنها كانت تقوم على دفع 150 مليون دولار نقداً للأشخاص والجماعات الذين لعبوا أدوار الوساطة لتحرير الرهائن، وهم إرهابيون وضعتهم الولايات المتحدة من مدة طويلة في خانة الإرهاب، لكن الإعلام القطري المدعوم إخوانياً، مشغول بالحديث عن شارع التسعين في منطقة التجمع الخامس شرق القاهرة، والأموال التي أُنفقت لتمهيده وأسعار الفيلات والشقق على جانبيه، وأعداد السيارات التي تمر منه كل ساعة وتقديرات الخسائر التي تعرض لها المواطنون جراء تحول أجزاء من الشارع إلى برك تجمعت فيها المياه!!

ذكرت «واشنطن بوست» أن دفع الأموال القطرية للإرهابيين «لم يكن سوى جزء من صفقة أكبر شملت حكومات العراق وإيران وتركيا، فضلاً عن ميليشيات «حزب الله» اللبناني وفصيلين اثنين من المعارضة السورية، بما في ذلك جبهة النصرة»! لكن معلومات كتلك جرى تغييبها في إعلام ظل على مدى سنوات يحرض الشعوب العربية ضد بعضها البعض، ويسعى إلى هدم المجتمعات العربية على من فيها، ويبرر للإرهابيين جرائمهم ويضع مناخاً يساعد الإرهاب على التفشي واصطياد حتى الكوارث الطبيعية، ليروج بين الناس أكاذيب وفبركات وادعاءات تصب في النهاية في اتجاه إبقاء المجتمعات العربية ساحة ملتهبة.

المدهش أن الآلة الإلكترونية الإخوانية المدعومة قطرياً عرضت وقائع السيول في مصر تحت عنوان «أين ذهبت أموال المصريين؟» حين كانت تمارس الشماتة في كارثة طبيعية تقع في مصر وغيرها من دول العالم، وتخلف خسائر مادية بل ضحايا من البشر، بينما كانت «واشنطن بوست» تفضح الصفقة القطرية مع الإرهابيين وتكشف أن دخول أطراف أخرى على الخط «رفع المبلغ المطلوب لإطلاق الرهائن»!! عموماً اعتادت الشعوب العربية، خصوصاً في الدول التي تعارض دعم قطر للإرهاب: مصر والسعودية والإمارات والبحرين على موسم للشماتة يمارسه الإخوان وكل الجهات التي تدعمهم، وعلى رأسها الدوحة، كلما وقع حادث أو عملية إرهابية أو كارثة طبيعية، بينما العالم كان مهتماً أكثر بمتابعة أسرار العلاقة بين قطر والإرهاب، أو قل فضائح تورط الدوحة في دعم الإرهابيين.

نقلا عن الحياة اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موسم الشماتة والفضائح موسم الشماتة والفضائح



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:37 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
  مصر اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 02:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025
  مصر اليوم - محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025

GMT 15:53 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

إستياء في المصري بسبب الأهلي والزمالك

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على وصفات طبيعية للعناية بالشعر التالف

GMT 02:56 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الفنانة ميرنا وليد تستعد لتقديم عمل كوميدي جديد

GMT 19:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 13:48 2018 السبت ,05 أيار / مايو

سيارة بدون "عجلة قيادة ودواسات" من سمارت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon