توقيت القاهرة المحلي 20:12:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

موسم الشماتة والفضائح

  مصر اليوم -

موسم الشماتة والفضائح

بقلم : محمد صلاح

 بينما كانت وسائل الإعلام المحترمة في العالم تنقل عن صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية المعلومات عن رسائل مسربة، كشفت أن قطر دفعت مبالغ طائلة بمئات ملايين الدولارات لإرهابيين في العراق، لأجل إطلاق عدد من مواطنيها وأفراد من الأسرة الحاكمة، اختُطفوا في العراق العام 2015، كانت الآلة الإعلامية القطرية تمارس التّشفي وتحاول شغل الناس بمعلومات وتقارير وصور ومشاهد من كارثة السيول التي ضربت مصر أخيراً، وأدت إلى خسائر مادية، وتعطل لبعض الطرق وازدحام للمرور وسقوط لوحات معدنية وأعمدة كهرباء وبعض أسوار، وتهدّم أسقف مجمعات تجارية وتراكم المياه في شوارع وميادين.

وحين كان الناس يطالعون تفاصيل عن وصول أموال الشعب القطري إلى إرهابيين يمارسون القتل والتدمير والحرق والخراب ضد العرب في أنحاء شتى، ويستغربون ما جاء في رسالة بعث بها السفير القطري في العراق زايد بن سعيد الخيارين، اعتبر فيها إن «الدوحة تعرضت للسرقة» بعدما تذمّر من سعي الميليشيات المتطرقة إلى السطو على قطر، حين دخلت الدوحة في مفاوضات سرية لأجل تحرير مواطنيها الـ25، فكتب نصاً: «كلهم لصوص، السوريون و «حزب الله» اللبناني وكتائب «حزب الله» العراقي. كلهم يريدون المال وهذه فرصتهم»، كانت لجان إلكترونية إخوانية وقنوات تبث من الدوحة وإسطنبول ولندن تروج لمقاطع مصورة عن تداعيات تدفق السيول في بعض الأحياء المصرية، وتراكم المياه في شوارع منطقة التجمع الخامس، وتكرر مشاهد مواطنين احتجوا على تباطؤ جهود الإنقاذ وتصريف المياه أو إغاثة من تقطعت بهم السبل وعجزوا عن العودة إلى منازلهم.

لم تجرؤ وسيلة إعلام محسوبة على الإخوان، من بين تلك التي تطل من خلالها وجوه فرت من مصر بعد ثورة الشعب المصري على حكم الإخوان ولجأت إلى الكفيل القطري، أن تناقش ما نشرته «واشنطن بوست» أو تحلل المعلومات الواردة في التقرير الخطير الذي كشف ما كان يجري خلف ستار، عندما وافقت الدوحة على دفع 275 مليون دولار على الأقل مقابل إطلاق 9 أفراد من الأسرة الحاكمة و16 مواطناً آخرين تعرضوا للاختطاف أثناء رحلة صيد في العراق. لكن تلك الوجوه اجتهدت في مناقشة تفاصيل الإنفاق على البنية التحتية في مصر، وتساءلوا عن الأموال التي أُهدرت على الخدمات وأعمال الرصف وتصريف مياه الأمطار.

أسهب تقرير الصحيفة الأميركية في الحديث عن تفاصيل أرقام تتعلق بالصفقة، وذكر أنها كانت تقوم على دفع 150 مليون دولار نقداً للأشخاص والجماعات الذين لعبوا أدوار الوساطة لتحرير الرهائن، وهم إرهابيون وضعتهم الولايات المتحدة من مدة طويلة في خانة الإرهاب، لكن الإعلام القطري المدعوم إخوانياً، مشغول بالحديث عن شارع التسعين في منطقة التجمع الخامس شرق القاهرة، والأموال التي أُنفقت لتمهيده وأسعار الفيلات والشقق على جانبيه، وأعداد السيارات التي تمر منه كل ساعة وتقديرات الخسائر التي تعرض لها المواطنون جراء تحول أجزاء من الشارع إلى برك تجمعت فيها المياه!!

ذكرت «واشنطن بوست» أن دفع الأموال القطرية للإرهابيين «لم يكن سوى جزء من صفقة أكبر شملت حكومات العراق وإيران وتركيا، فضلاً عن ميليشيات «حزب الله» اللبناني وفصيلين اثنين من المعارضة السورية، بما في ذلك جبهة النصرة»! لكن معلومات كتلك جرى تغييبها في إعلام ظل على مدى سنوات يحرض الشعوب العربية ضد بعضها البعض، ويسعى إلى هدم المجتمعات العربية على من فيها، ويبرر للإرهابيين جرائمهم ويضع مناخاً يساعد الإرهاب على التفشي واصطياد حتى الكوارث الطبيعية، ليروج بين الناس أكاذيب وفبركات وادعاءات تصب في النهاية في اتجاه إبقاء المجتمعات العربية ساحة ملتهبة.

المدهش أن الآلة الإلكترونية الإخوانية المدعومة قطرياً عرضت وقائع السيول في مصر تحت عنوان «أين ذهبت أموال المصريين؟» حين كانت تمارس الشماتة في كارثة طبيعية تقع في مصر وغيرها من دول العالم، وتخلف خسائر مادية بل ضحايا من البشر، بينما كانت «واشنطن بوست» تفضح الصفقة القطرية مع الإرهابيين وتكشف أن دخول أطراف أخرى على الخط «رفع المبلغ المطلوب لإطلاق الرهائن»!! عموماً اعتادت الشعوب العربية، خصوصاً في الدول التي تعارض دعم قطر للإرهاب: مصر والسعودية والإمارات والبحرين على موسم للشماتة يمارسه الإخوان وكل الجهات التي تدعمهم، وعلى رأسها الدوحة، كلما وقع حادث أو عملية إرهابية أو كارثة طبيعية، بينما العالم كان مهتماً أكثر بمتابعة أسرار العلاقة بين قطر والإرهاب، أو قل فضائح تورط الدوحة في دعم الإرهابيين.

نقلا عن الحياة اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موسم الشماتة والفضائح موسم الشماتة والفضائح



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon