توقيت القاهرة المحلي 11:54:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ضجيج المنصات وهدوء الدبابات

  مصر اليوم -

ضجيج المنصات وهدوء الدبابات

بقلم - محمد صلاح

يفوق ضجيج المنصات الإعلامية القطرية واللجان الإلكترونية الإخوانجية الغاضبة تجاه الحملة التي يشنها الجيش المصري ضد مخابئ وأنفاق وأوكار الإرهابيين في سيناء، أصوات الطائرات والمدرعات وطلقات المدافع والبنادق وكل الأسلحة التي يستخدمها ضباط وجنود الجيش، أو حتى وسائل الإعلام المصرية، وهي تتابع ما يجري في شبه الجزيرة وتلاحق أخبارها. لكن المصريين اعتادوا على هكذا ضجيج؛ بل صاروا ينتظرون ردود فعل الإخوان، وكل الدول والجهات التي تدعمهم، كلما ارتكب الإرهابيون مجزرة، أو شهدت مصر تطوراً أو صدر قرار أو اتخذ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إجراءً أو حتى وقع حادث قدري، إذ يتوقعون دائماً أن يأتي الإخوان، ومن يحترمونهم، بتصرفات تثير السخرية غالباً، والضحك أحياناً.

وكثيراً ما تتحول بعض العبارات التي تركز عليها اللجان الإلكترونية الإخوانية إلى مفردات ثابتة في القنوات التي تنفق عليها قطر، وتبث من الدوحة ولندن وإسطنبول، لكنها تصبح لدى المصريين «نكات» تخفف عنهم هموم الحياة وتصرفات الإخوان، كالزعم بأن الجيش المصري يحتل سيناء! أو أن السيسي يسعى إلى تصفية «المجاهدين» حتى يسلم سيناء إلى إسرائيل نظيفة! المهم أن الحملة على الإرهاب في سيناء لم تبدأ في التاسع من الشهر الجاري وإنما قبله بفترة، فشبه الجزيرة يعاني منذ حكم الإخوان، من تسرطن جماعات وأفراد جرى زرعهم فيها، وعلى مدى أربع سنوات فشل هؤلاء في احتلال ولو متر واحد من الأرض أو البقاء عليه، وهم حاولوا أكثر من مرة عن طريق هجمات، شاركت فيها أعداد كبيرة منهم، تحقيق ذلك الغرض والسيطرة على موقع عسكري أو مكمن للشرطة ورفع علم داعش عليه والتقاط بعض الصور والأفلام ليحتفي بها الإعلام القطري وتسوّق لها اللجان الإخوانية، لكنهم فشلوا في كل مرة وعادوا إلى أسلوبهم المعروف بالهجوم الخاطف، أو القنص أو زرع العبوات الناسفة، أو استخدام الإرهابيين أو الضرب من بُعد، ثم الفرار للاختباء في الأنفاق أو المغارات أو بين أشجار الزيتون أو الذوبان بين الأهالي.

صحيح أن الإرهاب استنزف، إضافة إلى أرواح الشهداء وجروح المصابين، أموالاً طائلة. وعطل التنمية في سيناء، ووضع عقبات أمام جهود الاستثمار في شبه الجزيرة ومدن مصرية، لكن الدولة احتفظت بقدرتها على مواجهة وملاحقة ومطاردة الإرهابيين وعدم السماح لهم أبداً بالتمركز في مكان واحد لأنها اعتمدت سياسة النفس الطويل. قبل شهرين وفي احتفال عام كلّف السيسي رئيس الأركان الفريق محمد فريد حجازي القضاء على الإرهاب في سيناء في غضون ثلاثة شهور، والمدركون لطبيعة الأوضاع عن قرب في مصر، يعرفون أن أعداداً غير قليلة من الإخوان انضموا إلى تنظيم داعش في سيناء، واحتاج الأمر لملاحقتهم إلى جهود استخباراتية وجمع للمعلومات ومسح لطبيعة الأماكن التي انضموا فيها إلى زملائهم الداعشيين، ويبدو أن الأجهزة المصرية نجحت على مدى شهرين في تحديد الأماكن التي يفر إليها الإرهابيون، والمعسكرات المخفية بين الجبال ووسط الأشجار التي يستقبل فيها عناصر داعش «إخوانهم» من عناصر الإخوان، قبل أن تبدأ تنفيذ الحملة لتطهير سيناء منهم. دعك هنا من نفي الجماعة المستمر أي علاقة لها بداعش، فالتنظيم الأخير فضح الإخوان وتسبب في غضبهم، حين بث مقاطع مصورة للإخواني المعروف عمر إبراهيم الديب أثناء وجوده في سيناء وتلقيه تدريبات على تصنيع المتفجرات، وهو الذي ظلت جماعة الإخوان المسلمين تدعي اختفاءه قسرياً واختطافه بواسطة أجهزة الأمن وتصفيته. على الأرجح أن يعلن الجيش المصري نهاية عمليته الشاملة مطلع الشهر المقبل، لكن ذلك لن يعني أبداً زوال خطر الإرهاب الذي تعاني منه مصر وغيرها من دول العالم، أما تلميح الإخوان بأن للحملة علاقة بالانتخابات الرئاسية المقبلة فيدعو إلى التساؤل، وما الضرر في أن ينهي الرئيس المصري فترة ولايته الأولى منظفاً سيناء من الإرهابيين؟

في هدوء ومن دون ضجيج كبير، يواصل الجيش المصري حملته ضد الإرهاب في سيناء، أما ضجيج الإخوان فهو مستمر منذ ثورة الشعب المصري ضد حكم الجماعة، ويخشى التنظيم أن يفقد حلفاؤه الثقة فيه مع تحسّن الأحوال الاقتصادية ووضع حد للإرهاب في سيناء، ولم يعد أمامه إزاء رفض الشعب المصري لكل دعوة إلى التظاهر أو الثورة أو العصيان إلا مزيداً من الضجيج!

نقلا عن الحياة اللندنية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضجيج المنصات وهدوء الدبابات ضجيج المنصات وهدوء الدبابات



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon