توقيت القاهرة المحلي 06:29:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وما ذنب الدجاج؟

  مصر اليوم -

وما ذنب الدجاج

بقلم -محمد صلاح

ليس معروفاً عن «الإخوان المسلمين» خفة الظل، بل الراسخ في عقول الناس أن أعضاء الجماعة، حتى قادتها ورموزها حين يلجأون إلى السخرية أو المزاح، فإن رد فعل الناس لا يخرج عن الامتعاض أو عسر الهضم! لذلك، بدت حملة الجماعة ضد الدواجن المجمدة التي طرحتها منافذ البيع التابعة للدولة في مصر، وخلطت بين الأكاذيب والفبركات والبذاءات وبين السخرية من الحكم في مصر والشماتة في أحوال المصريين، ثقيلة الدم وغير مقنعة، فتحولت الحملة إلى مجال خصب لدى عموم المصريين المعروف عنهم خفة الظل للتهكم والسخرية والضحك على جماعة تركت السياسة بعدما تاجرت بالدين، وسعت إلى نشر العنف في الشارع وحرق مؤسسات الدولة وهدم أبراج الكهرباء ومحطاتها، واهتمت بصحة المصريين وخافت عليهم من تأثير الدواجن المجمدة. المضحك أكثر أن وسائل الإعلام «الإخوانية»، أو تلك التي تنفق عليها قطر والفضائيات التي تبث من الدوحة وإسطنبول ولندن، خصصت مساحات واسعة من وقتها وأنفقت أموالاً طائلة لتأمين مواد وبرامج تناقش «قضية الدواجن»، ما يعكس يأس الإخوان والجهات الداعمة للجماعة من تحقيق أي انتصار في الحرب التي تُشن منذ خمس سنوات بهدف إسقاط الدولة المصرية. مر أسبوع على بداية الحملة، ولم يمت أحد نتيجة تناول تلك الدواجن، فزاد تهكم المصريين على كل الجهات التي وقفت خلفها ودعمتها وأنفقت عليها وسعت إلى استثمار الموضوع، لعله يشجع الناس على الخروج إلى الشوارع والزحف إلى الميادين، والمطالبة بإسقاط الحكم وإعادة محمد مرسي إلى المقعد الرئاسي! يدرك المصريون أن أجواء الانتخابات الرئاسية التي تعيشها البلاد حالياً، تفتح المجال واسعاً أمام «الإخوان» وكذلك «الثورجية» والناشطين للسعي إلى العودة إلى واجهة الحوادث مجدداً ويلحظون جهات وشخصيات غير مصرية، صارت آليات يستخدمها «الإخوان» وبينهم نخب سياسية وثقافية لم تزر مصر ولم تطّلع على الأحوال فيها، وتتلقى المعلومات من منصات إعلامية قطرية وتركية أو غربية وتصدق ما يرد فيها، ثم تبني عليها تحليلاتها وآراءها ومواقفها! فيستغرب المصريون كيف لتلك العقول أن تقول كلاماً كهذا أو تتخذ مواقف كتلك!

يقارن الناس في مصر بين رد فعل «الإخوان» تجاه غضب المصريين من حكم الجماعة وفشلها في إدارة أمور البلاد لمدة سنة، وإصرارها على «أخونة» مؤسسات الدولة، وبين مواقف التنظيم من الحكم الحالي وتجييش كل أعضاء الجماعة وعناصرها ورموزها وقادتها ووسائل الإعلام المرتبطة بها، ومراكز الأبحاث والمنظمات الحقوقية المتعاطفة أو المتورطة مع «الإخوان» لتحقيق أهداف محددة: إفشال الحكم وتحريض الناس على الثورة ونشر الفوضى في البلاد، وإشاعة الإحباط بين الناس، ما جعل التنظيم يصل إلى هذا المستوى المذري من افتعال الأزمات بشتى السيناريوات، حتى إذا ما سعت الحكومة المصرية إلى تخفيف الأعباء عن المواطنين وطرحت دواجن بسعر مخفض، استلزم الأمر وضع استراتيجيات وخطط وتنسيق بين المراتب التنظيمية لـ «الإخوان» في العالم، وتقسيم الأدوار بين المنصات الإعلامية «الإخوانجية»، وصنع أفلام وتنفيذ برامج لمجرد تخويف الناس من دجاج طرحته أسواق ومنافذ بيع حكومية بأسعار مخفضة، هذا الهراء جعل المصريين يتذكرون تساؤل مرشد «الإخوان» محمد بديع في مؤتمر حاشد لـ «الإخوان» أثناء حكم الجماعة لمصر: وما ذنب النباتات؟ عندما أبدى حزنه على حصار المتظاهرين مقر «الإخوان» في ضاحية المقطم! فتساءلوا: إذا كانت الجماعة تخوض حرباً ضد المجتمع وتسعى بكل الطرائق إلى الصعود إلى السلطة، فما ذنب الدجاج؟

يدرك «الإخوان» وكل الجهات الداعمة لهم وناشطون يسيرون في ركاب الجماعة، أن الشعب المصري لن يعيد الكرة مرة أخرى، وأن ثورة جديدة لن تحدث بعدما اكتشف المصريون أن «الإخوان» استخدموا كل الأطراف واستغلوا براءة فئات شعبية خرجت في كانون الثاني (يناير) 2011 ورفعت مطالب شرعية، وأن قوى إقليمية دعمت «الإخوان» ليفوزوا بالسلطة، وهذا يفسر فشل كل المحاولات التي حصلت لتحريض الناس على التظاهر أو الانتشار في الميادين، وبقيت مسألة الغلاء وارتفاع الأسعار وانخفاض الدخول والفقر والعوز «أوتاراً» تعزف عليها الجماعة، وإذا ما استطاع الحكم حل معضلات تتعلق بالأمور الحياتية للناس، فإن التنظيم يكون فقد آخر ورقة في حوزته، ويبدو أن أوراق «الإخوان» تتطاير واحدة بعد أخرى فلم يعد أمام التنظيم سوى الدجاج!

نقلا عن الحياة اللندنية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وما ذنب الدجاج وما ذنب الدجاج



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon