توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ذكرى الحلم الضائع

  مصر اليوم -

ذكرى الحلم الضائع

محمد صلاح

مرت السنوات عصيبة عامرة بالأحداث والمعضلات والانتصارات والانكسارات والاحتفالات وسرادقات العزاء. اليوم الذكرى السابعة لأحداث 25 كانون الثاني (يناير) 2011، قل عليها ثورة أو انتفاضة أو «هوجة» أو مؤامرة أو مخططاً خارجياً أو حلم الإخوان الضائع لا فرق، فالتسميّة لن تلغي ما جرى أو توقف تداعياته، المهم أن مصر نجت من مصير آلت إليه دول أخرى بفعل أحلام مماثلة! والأهم أنها تجاوزت مرحلة الإخوان وإن بقيت آثارهم ومحاولاتهم للانتقام والثأر والعودة! بعد سبع سنوات من هتاف الإخوان «والثورجية» الشهير: «يسقط يسقط حكم العسكر» يملأ التنظيم الآن الدنيا صياحاً وضجيجاً وصراخاً نصرةَ لرئيس الأركان السابق الفريق سامي عنان، الذي كان واحداً ممن ثار الإخوان وداعميهم وحلفائهم وشركائهم ضده وضد حكم مبارك! المفارقة مثيرة للسخرية بالفعل كغيرها من المفارقات والتصرفات التي كُشفت بعد 25 كانون الثاني (يناير) 2011: التحالفات التي تتغير، والمواقف التي تتبدل، والمصالح التي تتعارض ثم تتصالح، والدول التي تدعم الإرهاب وتدّعي مواجهته، والرموز التي تتهم الأميركان ثم «تتسكع» في أروقة البيت الأبيض، واليساريون الذين بنوا تاريخهم على مواجهة الإخوان ويسيرون الآن في ركاب الجماعة ويرفعون شعاراتها، والمعارضون الذين ينالون ثمن مواقفهم ولا يدفعون ثمن قناعاتهم!

حلت الذكرى السابعة لأحداث 25 كانون الثاني (يناير) ومصر على أعتاب انتخابات رئاسية جديدة وأتت قضية الفريق سامي عنان لتعطي الإخوان وداعميهم شحنة نشاط لمزيد من الأكاذيب والشتائم والفبركات والبذاءات! موضوع عنان رهن التحقيق الآن، لكن الأهم حال الإحباط الذي أصاب كل الأطراف التي احتشدت للوقوف خلفه ومساندته والهتاف له بعدما تبخرت أحلامهم، خصوصاً وأن قرار الترشح احتفت به وسائل الإعلام القطرية وروّجت له القنوات التلفزيونية المعارضة التي تبث من مدن تركية، واشتغلت عليه اللجان الإلكترونية الإخوانية. بالطبع كان لافتاً غياب أي رد فعل شعبي داخل مصر يعارض الإجراءات التي اتخذت ضد عنان، وهو أمر أصاب الفريق الداعم لحملته بغضب تحول إلى سعار وصل ببعضهم حد الجهر بالدعوة إلى اغتيال الرئيس المصري رداً على تبدد الأمل، واليأس من جدوى كل الجهود التي بذلت والأموال التي أُنفقت، والوقت الذي ضاع لإسقاط الدولة المصرية أو إبعاد السيسي أو تقسيم الجيش أو نشر الفوضى أو إحداث فتنة أو إشاعة الرعب بين فئات الشعب المصري. هكذا وضع الإخوان وحلفاؤهم كل البيض في سلة عنان مع أن مسألة فوز الرجل في المنافسة الانتخابية كانت محل شك كبير، بل إن كل المتابعين للشأن المصري يدركون جيداً أنه كان يعاني صعوبات في تأمين عدد التوكيلات التي تلزم ضمان ترشحه، ورغم استعداد الإخوان لتجييش عناصرهم للاقتراع لصالحه، فإنه لم يكن ليمثل تهديداً حقيقياً لفرص السيسي في الفوز بالانتخابات. مشكلة عنان أنه دخل سوق الانتخابات الرئاسية محسوباً على الجماعة، وبدا وكأنه لا يدرك، تماماً كما لا يدرك حلفاء الإخوان، أن مشكلة ذلك التنظيم ليست مع الحكم بالدرجة الأولى، إنما هي أساساً مع الشعب المصري الذي أظهر مراراً مواقف تؤكد رفضه السماح بعودة الجماعة إلى واجهة الأحداث مجدداً أو القبول بمرشح يستقوي بالإخوان ويحظى بدعم حلفاء الجماعة وأموالهم. هذا ما فسر حال الحزن الشديد الذي ضرب أعضاء فريق الإخوان الذين تعبوا في تسويق تحولهم نحو تأييد مرشح عسكري وهم الذين ظلوا يهتفون، لا لحكم العسكر، وأجهدوا لجانهم الإلكترونية في البحث عن مبررات لتأييد مرشح سبعيني، وهم الذين ملأوا الدنيا ضجيجاً بقصص تمكين الشباب، وأهلكوا قنواتهم برامج وحوارات لإقناع أتباعهم بتأييد مرشح صنع تاريخه العسكري في عهد مبارك وهم الذين ثاروا على مبارك ورجال حكمه. يتساءل الثورجية والنشطاء ممن ارتضوا بأن تمتطيهم جماعة الإخوان عن أسباب غياب أي رد فعل داخل مصر مناصر لعنان أو حتى متعاطف معه؟ هم لا يدركون إلى أي مدى صارت قرارات الجيش وأفعاله انعكاساً لرغبات شعبية، ليس لكون التحديات التي واجهتها مصر منذ ثورة الشعب المصري على حكم الإخوان كبيرة، أو لكون نسيج الجيش وتكوينه عاكساً للفئات الاجتماعية والجغرافية في مصر، ولكن أيضاً لأن الجيش مهمته تحقيق طموحات الشعب وليس أحلام الجماعة، ولا يمكنه التغاضي عن حقوق الشهداء الذين راحوا ضحايا الإرهاب وعنف الإخوان ومؤامرات حلفائهم، ولا يمكن أن يقبل بمرشح لا يستند إلى قاعدة شعبية، وإنما إلى ظهير إخواني ودعم قطري تركي ورعاية غربية.

نقلا عن موقع الحياه اللندنيه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذكرى الحلم الضائع ذكرى الحلم الضائع



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon