توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أفلام قطرية ومسلسلات تركية

  مصر اليوم -

أفلام قطرية ومسلسلات تركية

بقلم - محمد صلاح

 تفاعل المصريون بشدة وبمنتهي الجدية مع قضية اختفاء جمال خاشقجي وبرعوا بل وتفننوا في التصدي للحملة القطرية والتسريبات التركية والمؤامرات الإخوانية. بديهي أن مكانة أرض الحرمين الشريفين لدى المصريين أحد الأسباب، كما أن العلاقات المتميزة بين البلدين على كافة المستويات سبب آخر، وبالطبع فإن المصريين يثمّنون بشدة موقف السعودية تجاه بلدهم عقب ثورة الشعب المصري ضد حكم «الإخوان» وتصدي المملكة لمحاولات غربية لممارسة ضغوط على مصر من أجل إعادة السلطة إلى «الإخوان» والمقعد الرئاسي إلى محمد مرسي، وجهود وجولات الأمير سعود الفيصل رحمه الله لتحذير الدول الغربية من أي إجراءات ضد مصر، وهم ربما وجدوا أن من واجبهم الآن رد الجميل ودفع الإرهاب القطري والتآمر التركي والأذى الغربي عن السعودية، لكن أحد الأسباب المهمة لموقفهم أنهم ذاقوا كل أنواع المؤامرات والأكاذيب والفبركات والتحريض والأفلام والمسلسلات التي تنفذها المنصات الإعلامية القطرية واللجان الإلكترونية الإخوانية ووسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية الغربية الآن ضد المملكة وتحصنوا ضدها وعرفوا أساليب التعاطي معها لإفشالها. يبدو وكأن المصريين يشاهدون الآن الفيلم مرة أخرى مع بعض التعديلات الطفيفة التي تناسب كون المستهدف تغير لكن الجناة هم أنفسهم والآليات هي نفسها والسيناريو ذاته وحتى المشاهد المضحكة كالخبر الذي روجته المنصات القطرية عن الأغاني التي رغب قتلة خاشقجي في سماعها أثناء تقطيعهم جثمانه مكررة ومقززة، تماماً كالأخبار التي كانت المنصات القطرية تروجها عن الضباط المصريين وهم يتلذذون بتعذيب الثوار والتنكيل بالمعتصمين في ميداني رابعة والنهضة. لا تستغرب إذاً هذا التفاعل والنشاط البالغ في الأوساط المصرية تجاه قضية خاشقجي وحماستهم للدفاع عن السعودية وكشف المؤامرة عليها، فالمصريون كما أدركوا من قبل أن إرهاب «الإخوان» وفُجور المنصات الإعلامية القطرية والأكاذيب والمواقف التركية والابتزاز الغربي لم يكن من أجل شرعية أو ديموقراطية وإنما فقط من أجل تسليم الدولة المصرية إلى «الإخوان» أو إسقاطها وهدمها على من فيها، يعرفون الآن أن الأفلام القطرية والمسلسلات التركية والخيال العلمي الغربي لا علاقة له بحياة خاشقجي أو حرصاً عليه أو تعبر عن رغبة حقيقية في كشف حقيقة ما جرى له، وإنما هي مجرد واجهات وادعاءات ومزاعم تخفي وراءها دوافع للنيل من بلد عربي ساند مصر ووقف مع إرادة شعبها ثم أعلن تصديه لدعم قطر للإرهاب واتخذ إجراءات تحول دون تغلغل «الإخوان» وتسرطنهم في منطقة الخليج. المدهش أيضاً أن المصريين أكثر الناس اطمئناناً على السعودية وهم مقتنعون تماماً بأن المسعى القطري سيفشل والحيل التركية ستخيب والأذى الإخواني سيرتد إلى الجماعة فهم عاشوا التجربة من قبل ويعرفون نتائجها، ويمارسون حياتهم الآن بشكل طبيعي بينما كل الأموال التي أنفقتها الدوحة والدعم اللوجستي الذي قدمته أنقرة والاستنفار الإخواني في أنحاء العالم أفضى إلى فشل حلف الشر في إسقاط الدولة المصرية ونشر الفوضى في ربوع مصر أو حتى تبييض وجه «الإخوان» وغسل سمعة الجماعة.

يكفي للذاكرة استعادة واحدة من عشرات الدعوات التي أطلقها «الإخوان» وتبنتها تركيا وروجت لها قطر وأنفقت عليها لحث المصريين على الثورة والتظاهر والاحتشاد والخروج إلى الشوارع تحت مسمى «ثورة الجياع» أو «إعادة الشرعية» أو أي لافتة أخرى والكثافة التي جرى التعامل بها لتلك الدعوة أو تلك وترقب العالم ووسائل الإعلام الحدث الكبير ثم تأتي المفاجأة لهم، وليس للمصريين بالطبع، بمرور اليوم هادئاً أو استثمار فئات الشعب المصري الدعوة الإخوانية للخروج للتنزه نكاية في «الإخوان» وإظهاراً لتمسكهم بأمن وسلامة وطنهم وكشفاً للفشل التركي والخيبة القطرية.

يرصد المصريون أعداداً لا حصر لها من الأخبار والمعلومات المتناقضة التي جرى ترويجها بهدف توريط السعودية بأي شكل، ويلاحظون كيف وضع مراسلو وسائل الإعلام القطرية العبارات على ألسنة كل مسؤول غربي أو شخصية عامة في أي مكان للإيحاء بموقف دولي ضد المملكة، ولم يغب عنهم بعد قاموس الفبركات الذي استخدمه «الإخوان» ضد مصر من قبل ويُستخدم الآن ضد السعودية ويعرفون أن غالبية ما يتداوله الإعلام الآن حول قضية خاشقجي أمنيات قطرية وأمال تركية وأحلام غربية ستنتهي إلى كابوس كبير يضرب المتآمرين، خصوصاً أن الزمن تغير ولم يعد الناس يثقون في المنصات الإعلامية القطرية التي لم تعد تعرض أخباراً أو تقارير وإنما أفلاماً كوميدية بينما تبدل الذوق العام وصار لا يتحمل ملل ورتابة وفبركات المسلسلات التركية.

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أفلام قطرية ومسلسلات تركية أفلام قطرية ومسلسلات تركية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon