توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وكلاء تركيا وقطر

  مصر اليوم -

وكلاء تركيا وقطر

بقلم-محمد صلاح

ليس غريباً أن يُحمّل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أطرافاً أخرى غير تركية المسؤولية عن تدهور قيمة الليرة، فالكائن الإخواني اعتاد على سلوك كهذا، إذ لا يقر أبداً بخطأ ولا يعترف بفشل، وإنما يبحث دائماً عن أطراف أخرى يحملها المسؤولية عن عثراته وجرائمه وكوارثه، ويجد دائماً عوناً ودعماً من المنصات الإعلامية القطرية التي سيطر عليها الإخوان، والتي تحمّل الآن مصر والسعودية والإمارات والبحرين المسؤولية عن العطب الذي أصاب العملة التركية! عموماً لا يجد داعمو الفوضى وبقايا شظايا الربيع العربي، حين يواجههم الناس بأخطائهم، أو قل جرائمهم ومواقفهم المخزية وارتمائهم في الحضن التركي والمال القطري، سوى أن يتجهوا بك إلى مسارات أخرى، فيتهموك بتأييد القمع ومساندة الحكام في حربهم ضد الحرية، فيكونون أكثر عرضة للسخرية، إذ إن الناس يدركون تماماً أن مواقف هؤلاء بالأساس داعمة للإرهاب ومساندة للإرهابيين وأفكارهم ضد الحريات بالأساس، ومجرد تلقيهم دعماً لوجستياً من أنقرة، ومالياً من الدوحة يضعهم في معسكر داعمي الإرهاب، الأهم أن الإخوان الذين حكموا مصر سنة كاملة لم ينشروا الحرية ولم يطبقوا الديموقراطية، وإنما حاصروا المحاكم واعتدوا على المعارضين وسعوا إلى أخونة مؤسسات الدولة ومارسوا العنف ضد كل من وقف في طريقهم.


لا تستغرب حين تطالع آراء ومواقف المعارضين العرب ذوي التوجهات والقناعات الإخوانية حول ما يحدث في تركيا، فهم بالفعل خارج سياق حقائق الأمور وما يجري حولهم، ولا تندهش أيضاً حين تجدهم يضعون اسم تركيا ضمن جملة غير مفيدة لمجرد تذكرتك أن هناك نموذجاً يفخر به الشخص الإخواني ويدعوك إلى الانبهار به على رغم ما فيه من أخطاء وخطايا وتاريخ مذرٍ، وجغرافيا مخجلة وعملة تتجه إلى الحضيض. لا تنتظر من ذلك المعارض العربي الهائم على وجهه في الأرض، ينتقل من بلد إلى آخر، ومن فندق إلى منتجع، ومن ندوة إلى حلقة بحثية، ومن مؤتمر إلى لقاء تلفزيوني، أن يذكر قطر بسوء أو أن يشير، وهو يتحدث عن تدني أحوال العرب وانعدام الحريات وسطوة السلطة، إلى ما يحدث للمعارضين في الدوحة أو العقاب الذي يمارسه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد جزء من شعبه.

ولا تنتظر منه عندما يتحدث عن أخطاء الحكام أن يعرج على علاقة تركيا بإسرائيل أو الود بين أردوغان وقادة الدولة العبرية، فذلك المعارض العربي وبمنتهى البساطة يعمل ضد الدول العربية الأخرى، إضافة إلى بلده، كما أن من مهامه الدفاع باستماتة عن تركيا والنيل من الحكام العرب بكل السبل وتلميع قطر بكل الطرق والإساءة إلى الدول المقاطعة للدوحة بسبب دعمها للإرهاب بكل جوارحه، ولذلك تأتي مواقفه مثيرة للاشمئزاز وكلامه مثيراً للسخرية وهو يسعى إلى سد قرص الشمس بإحدى يديه، من دون أن يدرك أن الناس لم يعد ينطلي عليها «شغل» الإخوان وأفعالهم!! اللافت هنا أن المعارض الإخواني صاحب الهوى التركي والولاء القطري يقحم نفسه ليكون مشاركاً دائماً في كل كارثة في أي دولة عربية، فالأمر بالنسبة له صار وظيفة عليه أن يثبت قدراته كل يوم ليحتفظ بها، فيجتهد مع كل مصيبة ويدلي برأيه لعل كفيله يتأكد من ولائه، ويثمن جهوده في إثبات أن تركيا «حلوة» وقطر «جميلة».

صحيح هناك تحذيرات صدرت عن خبراء اقتصاديين عرب من ضخ مزيد من الأموال في تركيا في الوقت الحاضر، لكن الأمر لم يخرج عن نقاش بين اقتصاديين ومستثمرين يناقشون أموراً مالية واقتصادية وأوضاعاً متدهورة للعملة التركية، وهناك حملات داخل مصر مثلاً ضد البضائع والسلع التركية، لكن كلها ردود فعل تجاه السياسات التركية المعادية لمصر والمناصرة لإرهاب الإخوان وأفعالهم، بينما تتعرض دول عربية وعلى رأسها الدول الأربع المقاطعة لقطر لحملات على مدار اليوم تسيء إلى زعمائها ومحاولات الاغتيال المعنوي لرموزها وضرب البنية التحتية فيها وتحريض الناس ضد بعضهم البعض وبث الفتن، وحين يعترض مواطنون بسطاء على تورط الدوحة وأنقرة والإخوان في هذه الجرائم والأفعال، فإن وكلاء تركيا وقطر من المعارضين العرب يجهزون حناجرهم «ويشغلون» عقولهم... ويترقبون أرقام حساباتهم المصرفية!..

نقلا عن الحياه اللندنيه 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وكلاء تركيا وقطر وكلاء تركيا وقطر



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon