توقيت القاهرة المحلي 10:09:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وكلاء تركيا وقطر

  مصر اليوم -

وكلاء تركيا وقطر

بقلم-محمد صلاح

ليس غريباً أن يُحمّل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أطرافاً أخرى غير تركية المسؤولية عن تدهور قيمة الليرة، فالكائن الإخواني اعتاد على سلوك كهذا، إذ لا يقر أبداً بخطأ ولا يعترف بفشل، وإنما يبحث دائماً عن أطراف أخرى يحملها المسؤولية عن عثراته وجرائمه وكوارثه، ويجد دائماً عوناً ودعماً من المنصات الإعلامية القطرية التي سيطر عليها الإخوان، والتي تحمّل الآن مصر والسعودية والإمارات والبحرين المسؤولية عن العطب الذي أصاب العملة التركية! عموماً لا يجد داعمو الفوضى وبقايا شظايا الربيع العربي، حين يواجههم الناس بأخطائهم، أو قل جرائمهم ومواقفهم المخزية وارتمائهم في الحضن التركي والمال القطري، سوى أن يتجهوا بك إلى مسارات أخرى، فيتهموك بتأييد القمع ومساندة الحكام في حربهم ضد الحرية، فيكونون أكثر عرضة للسخرية، إذ إن الناس يدركون تماماً أن مواقف هؤلاء بالأساس داعمة للإرهاب ومساندة للإرهابيين وأفكارهم ضد الحريات بالأساس، ومجرد تلقيهم دعماً لوجستياً من أنقرة، ومالياً من الدوحة يضعهم في معسكر داعمي الإرهاب، الأهم أن الإخوان الذين حكموا مصر سنة كاملة لم ينشروا الحرية ولم يطبقوا الديموقراطية، وإنما حاصروا المحاكم واعتدوا على المعارضين وسعوا إلى أخونة مؤسسات الدولة ومارسوا العنف ضد كل من وقف في طريقهم.


لا تستغرب حين تطالع آراء ومواقف المعارضين العرب ذوي التوجهات والقناعات الإخوانية حول ما يحدث في تركيا، فهم بالفعل خارج سياق حقائق الأمور وما يجري حولهم، ولا تندهش أيضاً حين تجدهم يضعون اسم تركيا ضمن جملة غير مفيدة لمجرد تذكرتك أن هناك نموذجاً يفخر به الشخص الإخواني ويدعوك إلى الانبهار به على رغم ما فيه من أخطاء وخطايا وتاريخ مذرٍ، وجغرافيا مخجلة وعملة تتجه إلى الحضيض. لا تنتظر من ذلك المعارض العربي الهائم على وجهه في الأرض، ينتقل من بلد إلى آخر، ومن فندق إلى منتجع، ومن ندوة إلى حلقة بحثية، ومن مؤتمر إلى لقاء تلفزيوني، أن يذكر قطر بسوء أو أن يشير، وهو يتحدث عن تدني أحوال العرب وانعدام الحريات وسطوة السلطة، إلى ما يحدث للمعارضين في الدوحة أو العقاب الذي يمارسه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد جزء من شعبه.

ولا تنتظر منه عندما يتحدث عن أخطاء الحكام أن يعرج على علاقة تركيا بإسرائيل أو الود بين أردوغان وقادة الدولة العبرية، فذلك المعارض العربي وبمنتهى البساطة يعمل ضد الدول العربية الأخرى، إضافة إلى بلده، كما أن من مهامه الدفاع باستماتة عن تركيا والنيل من الحكام العرب بكل السبل وتلميع قطر بكل الطرق والإساءة إلى الدول المقاطعة للدوحة بسبب دعمها للإرهاب بكل جوارحه، ولذلك تأتي مواقفه مثيرة للاشمئزاز وكلامه مثيراً للسخرية وهو يسعى إلى سد قرص الشمس بإحدى يديه، من دون أن يدرك أن الناس لم يعد ينطلي عليها «شغل» الإخوان وأفعالهم!! اللافت هنا أن المعارض الإخواني صاحب الهوى التركي والولاء القطري يقحم نفسه ليكون مشاركاً دائماً في كل كارثة في أي دولة عربية، فالأمر بالنسبة له صار وظيفة عليه أن يثبت قدراته كل يوم ليحتفظ بها، فيجتهد مع كل مصيبة ويدلي برأيه لعل كفيله يتأكد من ولائه، ويثمن جهوده في إثبات أن تركيا «حلوة» وقطر «جميلة».

صحيح هناك تحذيرات صدرت عن خبراء اقتصاديين عرب من ضخ مزيد من الأموال في تركيا في الوقت الحاضر، لكن الأمر لم يخرج عن نقاش بين اقتصاديين ومستثمرين يناقشون أموراً مالية واقتصادية وأوضاعاً متدهورة للعملة التركية، وهناك حملات داخل مصر مثلاً ضد البضائع والسلع التركية، لكن كلها ردود فعل تجاه السياسات التركية المعادية لمصر والمناصرة لإرهاب الإخوان وأفعالهم، بينما تتعرض دول عربية وعلى رأسها الدول الأربع المقاطعة لقطر لحملات على مدار اليوم تسيء إلى زعمائها ومحاولات الاغتيال المعنوي لرموزها وضرب البنية التحتية فيها وتحريض الناس ضد بعضهم البعض وبث الفتن، وحين يعترض مواطنون بسطاء على تورط الدوحة وأنقرة والإخوان في هذه الجرائم والأفعال، فإن وكلاء تركيا وقطر من المعارضين العرب يجهزون حناجرهم «ويشغلون» عقولهم... ويترقبون أرقام حساباتهم المصرفية!..

نقلا عن الحياه اللندنيه 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وكلاء تركيا وقطر وكلاء تركيا وقطر



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon