توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قطر والإرهاب: معلومات جديدة ... قديمة

  مصر اليوم -

قطر والإرهاب معلومات جديدة  قديمة

بقلم : محمد صلاح

هل كان العالم في حاجة إلى تقرير لوسيلة إعلام غربية يتحدث عن علاقة قطر بالإرهاب حتى يصدق ويتأكد ويثبُت في يقينه أن الدوحة تدعم إرهابيين وتنفق عليهم وتمدهم بالمال والدعم اللوجستي وتستخدمهم لتحقيق طموحات سياسية وتسعى من وراء التعاون معهم إلى إيذاء دول أخرى وشعوب استعصت عليها؟ لا فرق كبيراً بين المعلومات التي وردت في تقرير «بي بي سي» حول علاقة قطر بجماعات وتنظيمات وشخصيات إرهابية في سورية ولبنان والعراق وبين المعلومات التي كشفت عنها الدول الأربع المقاطعة لقطر: السعودية ومصر والإمارات والبحرين حول تورط الدوحة في دعم الإرهاب والإرهابيين، وحتى التفاصيل التي وردت في التقرير الأخير حول الموضوع كُشف عنها من قبل في بيان للدول الأربع صدر قبل أكثر من عام، ورصدت فيه قيام الحكومة القطرية بتقديم أموال ضخمة لدعم جماعات إرهابية في العراق، وخلفيات اللقاء الذي عقد بين وزير الخارجية القطري عبدالرحمن آل ثاني بقاسم سليماني في بغداد. أما لماذا ظلت دول وجهات ومنظمات ومراكز أبحاث ووسائل إعلام غربية تقاوم مسألة فضح قطر وتسعى إلى حمايتها من عقاب المجتمع الدولي، فالإجابة بسيطة، إذ إن بعض تلك الجهات جرت سرطنتها على مدى سنوات بعناصر إخوانية تم زرعها وتثبيتها واستغلالها للدفاع عن «الإخوان» وكل الدول والجهات التي تدعم الجماعة، وعلى رأسها بالطبع قطر، كما أن أقساماً في أجهزة استخبارات ووسائل إعلام ومراكز بحثية غربية أسست منذ سنوات علاقات مع أجهزة في الدوحة، وارتبطت بصلات عملية معها، كان من الصعب عليها أن تأتي بين يوم وليلة وتقطعها أو تتوقف عن السياسات ذاتها التي ظلت على مدى سنوات تمارسها، وكذلك فإن بعضاً من بقايا المسؤولين والنخبة الغربية ما زال يحتفظ بالأمل في حدوث تغيرات في الشرق الأوسط تعيد الإسلاميين مرة أخرى إلى واجهة الصورة، إذ اعتمد على مدى سنوات نظرية تؤمن بأن حكم الإسلاميين للدول العربية كفيل بكبح جماح التنظيمات الدينية الراديكالية، ولأن قطر ظلت على مدى سنوات الدولة الأولى الداعمة لـ «الإخوان» وتنظيمات إرهابية أخرى، فإن الحفاظ على صورتها ومحاولة تبييض وجهها يبقى هدفاً لدى تلك الجهات وهذه الشخصيات!!

وأخيراً، فإن حجم الأموال القطرية التي أنفقت من أجل تبييض وجه الدوحة لدى دول وجهات غربية كان كبيراً جداً، والإغراءات التي قدمت على شكل صفقات تجارية ومعاملات مالية كانت ضخمة ربحت من ورائها شركات ورجال أعمال الكثير، فكان عليهم حماية النظام القطري ونفي تهمة دعم الإرهاب عنه.

عموماً، فإن أموال الشعب القطري التي ذهبت إلى الإرهابيين أو وسائل إعلام، أو حتى أشخاص في المنطقة، لم تحقق هدفاً واحداً بالنسبة للدوحة أو «الإخوان»، فشعوب الدول الأربع تمارس حياتها بشكل طبيعي، و«الإخوان» في مصر مثلاً فقدوا شعبية جماهيرية ظلوا يحتفظون بها على مدى عقود، وصارت كل دعوة تصدر عن «الإخوان» للثورة أو العصيان لا تقابل إلا بالسخرية والتهكم من جانب الجماهير، ومشاريع التنمية في مصر والسعودية والإمارات والبحرين تسير بسرعة، حتى القضايا السياسية والأمنية في المنطقة يتم النقاش حولها أو محاولة حلها من دون أن يكون لقطر دور في أي منها، بل في الغالب يكون البحث في طُرق إبعاد قطر وتفادي الأذى القادم منها دائماً أحد البنود المطروحة.

اعتمدت الدول الأربع سياسة النفس الطويل في التعاطي مع الأزمة القطرية واعتبرتها مجرد مشكلة صغيرة لا يجب أبداً أن تؤثر في نشاطها السياسي أو مشاريعها المستقبلية، أما الإرهاب فعلى رغم خطورته، فإنه ينحسر، بعدما ظلت الدوحة على مدى سنوات تعمل على نشره، والمؤكد أن وسائل إعلام غربية أخرى ستكشف، بمرور الوقت، مزيداً من الحقائق وكثيراً من المعلومات حول صلات قطر بالإرهاب والإرهابيين، بعدما أدت الدول الأربع المقاطعة إياها دورها في تحذير المجتمع الدولي من مخاطر سياسات الدوحة وتحالفاتها السرية مع التنظيمات الإرهابية.

نقلًا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قطر والإرهاب معلومات جديدة  قديمة قطر والإرهاب معلومات جديدة  قديمة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon