توقيت القاهرة المحلي 20:29:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سيناء النظيفة

  مصر اليوم -

سيناء النظيفة

بقلم : محمد صلاح

 على الأرجح سيجري في غضون أيام الإعلان عن انتهاء العملية العسكرية الشاملة 2018، التي بدأها الجيش المصري لتصفية الإرهابيين في شبه الجزيرة في 9 شباط (فبراير) الماضي، لكن انتهاء العملية لن يعني التوقف عن مطاردة باقي الإرهابيين والتكفيريين، أو الإعلان عن انتهاء الإرهاب هناك في شكل نهائي، فمصر ستظل تواجه الإرهاب طالما بقيت دول تدعمه وتنفق على منفذيه وتبرر جرائمه عبر منصات إعلامية ضخمة. انتهاء العملية يعني إعادة الحياة إلى طبيعتها في سيناء، التي تعاون أهلها في شكل كبير مع قوات الجيش والشرطة لإنجاح المهمة الشاقة لتبقى معدلات الإرهاب في شبه الجزيرة طبيعية كغيرها من المناطق في مصر، أو حتى دول أخرى بينها دول غربية.

كان الهدف من العملية تطهير سيناء وتنظيفها من الإرهاب، وتمهيد البيئة أمنياً واجتماعياً هناك لإطلاق مخطط التنمية فيها، الذي رصدت الدولة له 275 بليون جنيه، إذ طلب الرئيس عبدالفتاح السيسي الإسراع في تنفيذ المخطط باعتباره مسألة «أمن قومي»، ويهدف إلى توطين 3 ملايين مواطن في سيناء في غضون أربعة أعوام، علماً بأن عدد السكان في الشمال حالياً لا يتخطى 450 ألفاً، ومن بين النجاحات المهمة للعملية توثيق هويات كل السكان في شمال سيناء ووسطها، إذ إن غالبيتهم غير مُسجل ضمن مواطني الدولة، ما صعب لسنوات عملية التدقيق والرقابة الأمنية. كانت سيناء تحولت ملاذاً للإرهابيين بعدما ضربت عواصف الربيع العربي مصر، واستفحلت الظاهرة بوصول الإخوان إلى سدة الحكم، ثم نزع السلطة عنهم بعد ثورة الشعب المصري على حكم الجماعة، إضافة بالطبع إلى انتقال أعداد من الإرهابيين من دول أخرى إلى هناك، إما فراراً بعد هزيمتهم في مناطق الصراع، أو لإعانة إخوانهم الإرهابيين ودعمهم من أجل مواجهة الجيش والشرطة والأهالي. كان لزاماً على الحكم بعد مرحلة الإخوان وضع الأسس الضرورية الاجتماعية والاقتصادية لعملية الربط الكثيف بين سيناء والوادي، فبدلاً من نفق واحد لمرور السيارات بين ضفتي القناة، وهو نفق الشهيد أحمد حمدي الموجود في السويس، أصبح هناك ستة أنفاق سيتم افتتاح خمسة جدد منتصف العام الجاري، فضلاً عن جسر ضخم يعمل بالتوازي مع جسر السلام، إضافة إلى تدشين عبارات جديدة بين ضفتي القناة. الهدف بالطبع القضاء على أسباب انفصال وابتعاد شبه الجزيرة عن باقي الأراضي المصرية.

العملية العسكرية رغم أنها تركزت في سيناء، لكن كان معروفاً منذ انطلاقها أنها تمتد في كل ربوع مصر، وليس سيناء فقط، بمشاركة أكثر من 120 ألف جندي من الجيش والشرطة، غالبيتهم تركزت جهودهم في شبه الجزيرة. والمؤكد أن وتيرة العمليات الإرهابية انخفضت، ورغم انضمام تنظيمات إخوانية كـ «حسم» و «لواء الثورة» إلى منظومة التنظيمات الإرهابية، إلا أن الدعم الشعبي الذي لاقته جهود الأجهزة الأمنية أفضى إلى تأييد غير مسبوق في التعاطي مع العناصر الإرهابية.

ووفقاً للأرقام الرسمية، فإن القوات البرية التي شاركت في العملية عبارة عن 127 كتيبة برية تضم 60 ألف مقاتل و3000 معدة، مُقسمة كالتالي: 88 كتيبة بإجمالي 42 ألفاً و630 مقاتلاً و800 مركبة في سيناء، وفي غرب مصر 15 كتيبة تضم 5 آلاف و175 مقاتلاً و150 مركبة، وفي الجنوب 10 كتائب بإجمالي 4 آلاف 956 مقاتلاً و189 مركبة، وفي المنطقة المركزية تشارك 12 كتيبة بـ6500 مقاتل و385 مركبة، وفي الشمال 6 كتائب تضم 3500 مقاتل و180 مركبة. ويضاف إلى تلك القوات 52 ألفا ًو570 فرداً و2750 معدة من الشرطة المدنية. كما شاركت القوات البحرية التي تؤمن مسرح العمليات في البحرين الأبيض والأحمر بـ4900 مقاتل و60 وحدة بحرية، والقوات الجوية تشارك بـ355 طائرة من أنواع مختلفة منها 230 طائرة في سيناء وحدها، والدفاع الجوي يشارك بـ15 كتيبة تضم 3100 مقاتل و295 معدة.

تعكس تلك الأرقام حجم العملية وكلفتها المالية، وجدية التعاطي مع الأوضاع في سيناء بهدف تنظيفها من الإرهاب والقضاء على أماكن تجمع الإرهابيين، ما ينزع من الإخوان والجهات التي تدعمهم سلاحاً ظلوا يستخدمونه لمحاولة الثأر من الشعب المصري، والتأثير في الأحوال المعنوية للمصريين بإشاعة الطاقة السلبية والشماتة مع سقوط كل شهيد، واتهام الدولة بالتقصير أحياناً، وبالتسبب في الإرهاب في أحيان أخرى. بعد أيام سيتم إعلان سيناء نظيفة من الإرهاب لتزداد معاناة الإخوان ومن يحترمونهم!

نقلاً عن الحياة اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيناء النظيفة سيناء النظيفة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:59 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تصريحات فيفي عبده تتصدر التريند
  مصر اليوم - تصريحات فيفي عبده تتصدر التريند

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 20:29 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

أنجلينا جولي تكشف عن شعورها تجاه عملها بعد رحيل والدتها

GMT 15:48 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

ليونيل ميسي يختار نجمه المفضل لجائزة الكرة الذهبية 2024

GMT 13:55 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

اتفاق رباعي علي خارطة طريق لإيصال الغاز إلي بيروت

GMT 06:11 2020 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

الشكشوكة التونسية

GMT 19:44 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل العثور على "سوبرمان هوليوود" ميتاً في صندوق

GMT 04:38 2019 الثلاثاء ,09 تموز / يوليو

تعرفي على 9 موديلات مميزة لتزيّني بها كاحلكِ

GMT 22:22 2019 الأربعاء ,27 شباط / فبراير

مستوى رمضان صبحي يثير غضب لاسارتي في الأهلي

GMT 04:46 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

إليكِ أفكار سهلة التطبيق خاصة بديكورات المطابخ الحديثة

GMT 02:17 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

مناظر خلابة ورحلة استثنائية في جزر فينيسيا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon