توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وللربيع فوائد!

  مصر اليوم -

وللربيع فوائد

بقلم ـ محمد صلاح

بقدر ما كان للربيع العربي نتائج كارثية وخسائر فادحة، وخراب ضرب دولاً وفتّت مجتمعات وشتّت أسراً وخلّف شهداء وضحايا، لا يمكن إغفال نتائج إيجابية خرجت من قلب المحن وقصص بطولية نُسجت من خيوط المآسي، ومفاجآت مبهرة بعد الأوجاع والآلام والمعاناة.

صحيح أن المتآمرين على الأمة العربية نجحوا مرحلياً في إلحاق الخسائر بدول عربية عصف الربيع العربي بأجوائها، وتمكنوا من إسقاط جيوش أُنفق على إعدادها وتدريبها وتسليحها أموال طائلة واخترقوا مؤسسات دول، ثم وظّفوها للعمل ضد مجتمعاتها لخدمة مصالح مطلقي الربيع ومحركيه واغتالوا معنوياً شباناً وفتيات وأطفالاً وشيوخاً وحكاماً ومسؤولين وأجهزة، وأجهزوا على شخصيات عامة ورموز سياسية وثقافية وتاريخية وأجهضوا أحلام شعوب في تحقيق التنمية والإصلاح والخروج من الأزمات الاقتصادية والمعضلات المجتمعية وشغلوا الدول العربية بهمومها الداخلية وأنهكوا الشعوب في السعي إلى استعادة الأمن والسلم الأهليين، لكن صحيح أيضاً أن الربيع العربي بكل مساوئه ونتائجه السلبية فضح تنظيمات وجماعات وأشخاصاً ظلوا على مدى عقود يظهرون ما لا يبطنون ويخربون، وهم في نظر الناس إصلاحيون ويدعمون التطرف والإرهاب، بينما يتعامل معهم من حولهم باعتبارهم طيبين مسالمين، وكشف إلى أي مدى كانوا أشراراً بينما هم في نظر الغالبية ملائكة.

عرف الناس حقائق مذهلة عن جماعة «الإخوان» لم يكن سهلاً كشفها وفضحها إلا بمحكات على أرض الواقع سمعوا من قادتهم عكس ما كانوا يسمعونه منهم قبل أن يحل الربيع بخرابه وكوارثه. أدرك الناس أن هتافات قادة «الإخوان» على مدى عقود في تظاهراتهم عن النشاط السلمي لم تكن إلا خداعاً وبهتاناً، وأن بيانات الجماعة لشجب الإرهاب وإدانته لم تكن إلا ستاراً تخفي خلفه مؤامراتها لدعم مادي ومعنوي ولوجستي كان يتدفق باستمرار وعلى الدوام من «الإخوان» إلى الجهاد أو القاعدة أو الجماعة الإسلامية أو داعش أو أي تنظيم إرهابي مهما اختلف اسمه أو لافتته، رأى الناس أخطاء أنظمة غضت البصر عن نشاط «الإخوان» المدمر بل ربما تحالفت علناً أو سراً مع ذلك التنظيم بعدما صدقت وعود الجماعة وتعهدات قادتها بالإبقاء على المجتمعات هادئة والمناخ السياسي بارداً فصار المجال واسعاً أمام «الإخوان» للتسرطن في كل مدينة والتغلغل إلى كل قرية والتسرب إلى كل شارع لتأسيس كيانات موازية للدولة وأنظمة اقتصادية بديلة لخداع الناس وكسب تعاطفهم!!

واكتشف الجميع أن أنظمة دفعت برجال أعمال وسياسيين ومشاهير للتعامل سراً مع «الإخوان» لاتقاء شر الجماعة أو طمأنتها أو كسب ودها أو رضاها!! أما هؤلاء الناشطون الذين احتلوا الاستديوهات أثناء فترة الربيع الغابرة وأطلقوا النظريات والتف حولهم الناس في الشوارع والميادين باعتبارهم ثواراً وأحراراً فغالبيتهم انفضح أمرهم وكشفت صلاتهم بمؤسسات غربية وجهات أجنبية وجماعات إرهابية وظهر أنهم كانوا يبيعون أوطانهم ويحصلون على ثمن مواقفهم وكلامهم وتمثيلهم على من حولهم. لولا الربيع العربي لظل «الإخوان» يحظون بتعاطف الناس ويمارسون الخداع دون أن يكتشفوا، وبقيت صورة النشطاء ناصعة البياض "يقبضون" خلف الأضواء أو يظهر كل واحد منهم على مواقع التواصل حملاً وديعاً يدعو إلى الحرية ومحاربة الفساد ويتغنى بالإنسانية. أدركت الشعوب أهمية الدولة الوطنية وتماسكها وأيقنت أن الدولة لابد أن تكون فوق الطوائف والطبقات والفئات الاجتماعية والفصائل والتقسيمات العرقية والميليشيات والجماعات التي تدين بالولاء إلى مرشد أو زعيم طائفة أو ذلك الشخص الذي يجلس بعيداً ويحرك الخيوط ليهدم أوطانهم بدعوى تحقيق صالح الأمة. لولا الربيع العربي لظل ولاء بعض الناس إلى الميليشيات لا إلى الجيوش التي أُسّست لتحميهم وتدافع عنهم وتضحي من أجل حدود البلد وبقاء الوطن وكشف المؤامرات وتحدي الصعاب وحفظ الأمن للجميع وتقدم الصفوف لمحاربة الإرهاب. نعم للربيع العربي فوائد رغم كل سلبياته ويكفي أنه فضح منصات إعلامية قطرية وتركية وغربية تنفق أموالاً طائلة لتخدع الشعوب وتنشر الفوضى وهي ترتدي أزياء الملائكة ولا تمارس إلا أفعال الشياطين!

نقلا عن الحياة 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وللربيع فوائد وللربيع فوائد



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon