توقيت القاهرة المحلي 19:22:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وداعاً أيها السلاح إذا فاز بايدن على ترمب!

  مصر اليوم -

وداعاً أيها السلاح إذا فاز بايدن على ترمب

بقلم :هدى الحسيني

أي سياسة خارجية سيعتمدها المرشح الديمقراطي جو بايدن إذا ما فاز في الانتخابات الرئاسية الأميركية؟ أحد مستشاريه قال، إن البيت الأبيض لبايدن سيركز سياسته الخارجية على تنشيط الولايات المتحدة في الداخل، وإعادة تأهيل التحالفات المتوترة، وبناء فريق من الديمقراطيات لحل أكبر تحديات العالم.
جاك سوليفان الذي شغل منصب تخطيط السياسات لوزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، وكان أحد مساعدي بايدن عندما كان نائب الرئيس، يُعتبر الآن من اللاعبين الرئيسيين في سياسة بايدن الخارجية. يصفه البعض بأنه مزيج من زبيغنيو بريجنسكي والجنرال برنت سكوكروفت. هو الآن مستشار بايدن في السياسة الخارجية، ويعتبر العقل الذي يضع هذه السياسة. وما يقوله يؤخذ بجدية؛ لأنه في حال فوز بايدن سيكون المستشار الأساسي في السياسة الخارجية. في لقاء في «المجلس الأطلنتيك» في نهاية الشهر الماضي أكد سوليفان أهمية بناء القوة المحلية الأميركية وشبكتها في الشراكات العالمية في مواجهة المنافسة المتزايدة في الصين وروسيا.
أوضح أن أحد المبادئ المركزية لنهج بايدن في السياسة الخارجية هو أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تنجح في سياستها الخارجية ما لم تستثمر في مصادر قوتها في الداخل: في البنى التحتية. وبينما قد يرغب الكثير من مسؤولي الإدارة الجدد في الإسراع في تكييف السياسات الأميركية الجديدة في الخارج، حذر سوليفان من أن «لدينا قدراً هائلاً من العمل الذي يتعين علينا القيام به في الداخل، مثل وباء كورونا ومكافحة العنصرية».
جادل بأن «أي شخص يعمل في السياسة الخارجية في السنوات المقبلة، لا يمكنه الاكتفاء باهتمام عابر بما يحدث داخل بلدنا لأنه أمر أساسي لقدرتنا على أن نكون فاعلين في العالم»، برأيه أن استعادة القوة المحلية للولايات المتحدة ستساعد في إعادة تأهيل مكانة أميركا العالمية، مشيراً إلى أن «الكثير من الأشخاص في العالم حالياً يبحثون في أماكن مثل الصين أكثر مما ينظرون إلى الولايات المتحدة، من حيث النموذج الناجح للحوكمة والاقتصاد».
قال سوليفان في «الأطلنتيك»، إن أحد الاختلافات الرئيسية بين بايدن والرئيس الحالي دونالد ترمب هو وجهتا نظريهما تجاه حلفاء أميركا، موضحاً أن بايدن يعتقد أن الولايات المتحدة أقوى عندما تعمل جنباً إلى جنب مع حلفاء ديمقراطيين متشابهين في التفكير لتحقيق أهداف مشتركة، «في حين أن ترمب يرى الحلفاء عائقاً أكثر من كونهم مصدر قوة».
لن يحدث التغيير بين عشية وضحاها؛ لأنه حسب سوليفان، بعد 3 سنوات من المحادثات الصعبة والمشاحنات، فإن انتخاب بايدن لن يغير فجأة رأي الشركاء بالنسبة إلى واشنطن. قال «سيحتاج المسؤولون الأميركيون إلى الاعتراف بأوجه قصورنا وعيوبنا، لكن أيضاً نشير إلى الطريق نحو غدٍ أفضل». يجب أن يكونوا «متواضعين حيال ذلك ونأخذ وقتنا من أجل اكتساب احترام جديد بشكل مطرد، ومكانة أعظم في عيون العالم».
قال سوليفان، إن إدارة بايدن ستعيد التواصل مع المؤسسات الدولية، في خروج ملحوظ عن خط ترمب تجاه منظمات مثل الأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية ومنظمة الصحة العالمية، «يجب أن تكون الولايات المتحدة على طاولة المفاوضات في المؤسسات الدولية للمساعدة في صياغة حلول للمشاكل الكبيرة التي لا يمكن لأي دولة حلها بمفردها».
حسب سوليفان، سيركز بايدن «على إصلاح هذه المؤسسات»، بدلاً من «مجرد الابتعاد»، لا بل سيذهب إلى أبعد من ذلك ويتطلع إلى بناء مجموعة أقوى من الشركاء الديمقراطيين المتشابهين في التفكير لتطوير مجموعة من الأولويات الواضحة بشأن قضايا مثل «صعود الصين»، المناخ، وباء كورونا والتجارة: أن التركيز على الدول الديمقراطية ينبع من الاعتقاد بأن الذي يجعل أميركا مميزة هو أننا لسنا محايدين بين الأنظمة المستبدة والشعوب التي تسعى إلى حقوق الإنسان الأساسية والكرامة، بل نختار جانباً.
أشار إلى أن بعض الأولويات لإدارة بايدن الجديدة ستكون إعادة الانضمام إلى اتفاقية باريس للمناخ ومحاولة تعزيزها. تنظيم قمة للديمقراطيات العالمية، وسحب القوات الأميركية من أفغانستان وإعادة تقييم الوضع الحالي للعلاقات الأميركية - الصينية، وإعادة الانضمام إلى الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، لكنها، ستبدأ التفاوض على اتفاقية متابعة «تتعلق بمخاوفنا المستمرة من إيران بسبب برنامجها النووي وسلوكها في المنطقة»، وشدد على الحاجة إلى التركيز «ليس فقط على المسألة النووية، لكن العمل مع الشركاء الإقليميين في جميع المجالات للحد من التوترات وتخفيف حدة النزاعات، ونزع فتيل الأزمات غير الواعية، وهذا يعني دفع كل من أصدقائنا وخصومنا في المنطقة إلى طاولة المفاوضات».
تتفق سياسة بايدن الخارجية مع أمر واحد في سياسة ترمب، وهو التركيز على تقليص وجود القوات الأميركية بسرعة في الشرق الأوسط وجنوب آسيا. قال سوليفان، إن هناك إجماعاً واسعاً عبر الحزب الديمقراطي على الحاجة إلى «إنهاء الحروب إلى الأبد»، وإن الأولوية الرئيسية لإدارة بايدن ستكون «إعادة قواتنا إلى الوطن».
في «الأطلنتيك» تحدث سوليفان عن مواجهة بكين وموسكو والتعاون معهما. سلط الضوء على تجربة بايدن السابقة مع كل القادة الصينيين والروس في صد أفعالهم العدوانية مع متابعة مجالات الاهتمام المشترك أيضاً. قال، إن بايدن يعرف المسار الخطير الذي قررت روسيا اتباعه، وسوف يكون قوياً وحازماً في رده لدفع المسار إلى التراجع عن ذلك، لكن بايدن من جهة أخرى، سيبحث عن الفرص عندما يكون في مصلحة أميركا الجلوس على الطاولة مع روسيا، لا سيما في قضايا مثل الحد من التسليح. وفي حين أن بايدن سيسعى إلى التنافس «من موقع قوة» مع بكين، فإنه سيسعى أيضاً للعمل مع الصين وأي دولة أخرى بشأن القضايا التي تعزز الأغراض الأساسية للسياسة الخارجية الأميركية.
لم يتردد سوليفان في القول إن الكثير من الوسائل التقليدية التي استخدمتها الولايات المتحدة للترويج لسياستها الخارجية في حاجة ماسة إلى الإصلاح. أشار إلى أن مؤسسة السياسة الخارجية الأميركية سوف تحتاج أيضاً إلى إعادة التفكير في الطريقة التي تسعى بها لتحقيق أهدافها، وشدد على أنه «يتعين علينا إعادة التوازن إلى مجموعة أدوات الأمن القومي الخاصة بنا، بطريقة ترفع من مستوى الدبلوماسية وأدوات القوة المدنية بديلاً لاستخدام القوة العسكرية ونشرها»، مشدداً على أن تخفيض القوات العسكرية الأميركية في مناطق مثل الشرق الأوسط وجنوب آسيا، سيحل مكانها تركيز أكبر على المشاركة الاقتصادية والدبلوماسية.
كشف سوليفان عن أن النقاشات المكثفة داخل الحزب الديمقراطي أثناء الحملة الانتخابية، أبرزت الحاجة إلى دمج وجهات نظر جديدة في عملية صنع القرار في السياسة الخارجية. قال، إن وجود الآراء الصحيحة في غرف الاجتماعات سيكون أمراً أساسياً، مشيراً إلى أن بايدن ملتزم بضمان مشاركة ممثلي العمال والنشطاء البيئيين في مناقشات السياسة الخارجية والاتفاقيات التجارية منذ بداية عهده. وحول ما تقوله وسائل الإعلام الأميركية عن الانقسامات المحتملة داخل الحزب الديمقراطي بشأن السياسة الخارجية، رد سوليفان بأن «هناك تقارباً أكثر من الاختلاف» بين المعتدلين والتقدميين، وتحديداً فيما يتعلق بإنهاء الحروب، ومناصرة الديمقراطيات العالمية ضد الأنظمة المستبدة الفاسدة.
لنأخذ في الاعتبار احتمال فوز بايدن، رغم أن الاحتمالات في السياسة، خصوصاً الأميركية، تتغير بين يوم وآخر، جاك سوليفان عندما يتحدث عن السياسة الخارجية فإنه ينقل حرفياً كيف يفكر بايدن. ولا يضر إن أصغينا له لمعرفة كيف سنتموضع كدول عربية مع إدارة جديدة. وكما قال لي مصدر أميركي، إن بايدن لن يكون نسخة مكررة عن الرئيس السابق باراك أوباما، ثم إنه سيعتمد كثيراً على المستشارين، ولن يكون قربه إلا مستشارين يثق بهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وداعاً أيها السلاح إذا فاز بايدن على ترمب وداعاً أيها السلاح إذا فاز بايدن على ترمب



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon