توقيت القاهرة المحلي 20:48:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا يخفى السيسى عن المصريين؟

  مصر اليوم -

ماذا يخفى السيسى عن المصريين

بقلم : عماد الدين حسين

 نشر فى : الجمعة 2 فبراير 2018 - 10:05 م | آخر تحديث : الجمعة 2 فبراير 2018 - 10:05 م

لمن وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى تحذيره شديد اللهجة ظهرا الأربعاء الماضى؟!

الرئيس كان يتحدث خلال افتتاح حقل ظهر العملاق للغاز الطبيعى فى محطة المعالجة بمنطقة الجميل المواجهة للحقل الواقع على مساحة ١٩٠ مترا من شواطئ بورسعيد.

قال الرئيس خلال كلمته المرتجلة: «اللى حصل فى مصر قبل سع سنوات لن يتكرر، وحياتى وحياة الجيش ثمن المساس بأمن مصر، أنا مش سياسى، واللى عايز يخرب مصر لازم يخلص منى الأول. سأطلب من المصريين تفويضا لمواجهة الأشرار إذا لزم الأمر، والاستقرار سبب النجاح، ومحدش يأخذكم فى سكة ويضيع بلدكم. ناس كتير بتقف قدام الميكروفون وهم لا يعرفون معنى دولة، وربنا وحده الذى يعلم كيف رجعت البلد تانى. حاولوا تدمير علاقتنا مع إيطاليا، حتى لا يتم اكتشاف حقل ظهر، ولولا ترسيم الحدود مع قبرص ما انجزنا الحقل».

فى هذا اليوم كان السيسى صارما وغاضبا ومحتدا، ولم يحاول أن يزوّق كلماته أو يصيغها بصورة ملتبسة. وهذا السلوك استمرار لما فعله ليلة إعلان ترشحه من فندق الماسة مساء الجمعة قبل الماضية، حينما قال بوضوح إن «الحرامى اللص لن أسمح له بالاقتراب من كرسى الرئاسة».

أحد الإعلاميين الكبار الذى كان يجلس بجانبى ونحن داخل قاعة الاحتفال فى بورسعيد، قال لى إنه لو كان يكتب مقالا عن التصريحات التى قالها الرئيس لاختار لها عنوان «ما الذى يخفيه السيسى، وجعله يتحدث بهذه اللهجة الشديدة؟!»، هذا الاعلامى يعتقد أن الرئيس توافر له وقائع ومعلومات محددة، وربما تحركات على الأرض، وبالتالى أراد أن يحذر هذه الأطراف بصورة لا لبس فيها، وصلت إلى قوله إنه «ليس سياسيا وبتاع كلام» ثم أردفها أنه قد يطلب تفويضا جديدا من الشعب.

لدى بعض التقديرات أن السيسى واثق بالطبع من الفوز فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، وبالتالى يطلب فعلا من الناس النزول للشارع، أولا لتفوضه شعبيا من جديد، وثانيا لتعويض أى نقص فى عدد المشاركين فى الانتخابات. وإذا نزلت الناس إلى الشارع فعلا، فقد يتم اتخاذ إجراءات قاسية بحق بعض المعارضين، وهو ما ألمح إليه السيسى دون مواربة.

كنت داخل القاعة حينما كان الرئيس يتحدث، وبعد نهاية كلمته سألتنى الصديقة الإعلامية رندا أبوالعزم، مديرة مكتب قناة العربية بالقاهرة، عن الأطراف التى وجه إليها الرئيس رسالته.

قلت لها إن تقديرى وليس معلوماتى ــ أنه يمكن تخمين الآتى:
الطرف الأول هو الفريق الذى دعم ووقف وراء ترشح سامى عنان لرئاسة الجمهورية قبل أن يتم إبعاده.

الرسالة التى وصلت إلى الاجهزك الحكومية هى أن عنان وفريقه تحولوا إلى «حصان طروادة» لإعادة الإخوان مرة أخرى إلى داخل العملية السياسية.

قد يرى البعض أن هذا التحليل غير صحيح، وأن عنان كان يبحث فقط عن طموح رئاسى مشروع، لكن لدى الدوائر الحكومية الأمر مختلف تماما، بل ويتم ربطه بتحركات إقليمية ودولية، تريد استئناف المحاولة التى جرت بعد ٢٥ يناير ٢٠١١، ليس فى مصر فقط ولكن فى كل المنطقة. ويربط هؤلاء الموضوع مع المحاولات التركية للضغط على مصر عبر ليبيا والسودان، ويضيفون إليها البيان الذى أصدره السيناتور جون ماكين يوم ٢٥ يناير الماضى وانتقد فيه بعنف غياب الحريات وحقوق الإنسان.

الطرف الثانى الذى يبدو أن الرئيس وجه إليه التحذير هو التحركات الداخلية التى جرت فى الأيام الأخيرة، وأبرزها دعوة محمد أنور السادات بتنظيم مسيرة سلمية إلى مقر الرئاسة، ثم دعوة «الحركة المدنية الديمقراطية» إلى مقاطعة الانتخابات، وربما بعض البيانات التى صدرت عن نواب «٢٥ ــ ٣٠»، وفيها جرى تصوير الأوضاع بصورة قاتمة تماما. الطبيعى أن هذه القوى ترى كل تحركاتها سلمية وطبيعية وفى إطار القانون، لكن دوائر حكومية تراها محاولات للانقلاب على الدستور، كما قال لـ«الشروق» قبل أيام أحد أعضاء كتلة «دعم مصر» المؤيدة للحكومة.

قابلت أحد كبار الداعمين للحكومة يوم الأربعاء الماضى، فى بورسعيد، وهو يرى أن أوضاع البلد لا تتحمل مثل هذه التحركات، خصوصا فى ظل وجود تربص خارجى. والأخطر الحالة الصعبة التى تمر بها المنطقة. وقلت له لكن الحكومة عاجزة تماما عن استيعاب غالبية القوى السياسية المدنية، وتصر على حشرها، فى ركن ضيق.. فماذا تتوقع منها؟. يحتاج الأمر إلى حلول سياسية عاجلة.

نقلا عن الشروق  القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا يخفى السيسى عن المصريين ماذا يخفى السيسى عن المصريين



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

وصول قوات سعودية للمشاركة بتمرين "السهم الثاقب 2024" في مصر
  مصر اليوم - وصول قوات سعودية للمشاركة بتمرين السهم الثاقب 2024 في مصر

GMT 13:37 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين
  مصر اليوم - مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين

GMT 00:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

بيومى فؤاد مع محمد رمضان لأول مرة في السينما
  مصر اليوم - بيومى فؤاد مع محمد رمضان لأول مرة في السينما

GMT 06:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب
  مصر اليوم - غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 15:58 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين الجسمي يحتفي بيوم العلم الإماراتي

GMT 09:04 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

فولكس واغن تعيد إحياء علامة الأوف رود الأميركية "سكاوت"

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 10:40 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هيدي كرم تتحدث عن صعوبة تربية الأبناء

GMT 04:30 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

قائمة الفائزين بـ"جوائز الكرة الذهبية" 2024

GMT 07:31 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

نوريس يفوز بجائزة ميامي لسباقات فورمولا 1
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon