توقيت القاهرة المحلي 09:28:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هذه النخبة المهلهلة

  مصر اليوم -

هذه النخبة المهلهلة

بقلم : عماد الدين حسين

 كيف وصل الحال بغالبية نخبتنا أن تكون بائسة ومهلهلة إلى هذا الحد؟!.

كيف انحدر بنا الحال من نجيب محفوظ، وتوفيق الحكيم، وزكى نجيب محمود، وطه حسين، والعقاد، ومحمد حسنين هيكل، وإحسان عبدالقدوس، وعبدالرحمن الشرقاوى، وأحمد بهاء الدين، وأنيس منصور إلى أسماء وشخصيات يتصدر بعضهم الساحة ويخجل المرء من ذكر أسمائهم؟!!.
أدرك وأعرف على المستوى الشخصى أن هناك شخصيات كثيرة محترمة يمكنها أن تتصدر الساحة السياسية والثقافية والإعلامية، لكنها لأسباب متعددة تتوارى طوعًا أو كرهًا فى الخطوط الخلفية.

كنا نعتقد أن ظاهرة أن يعمل كل من هب ودب إعلاميًا أمر يمكن تفهمه بسبب ظروف ما بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيه، لكن أن يستمر الأمر حتى هذه اللحظة، فإنه أمر يسىء إلى الدولة والحكومة والرئاسة والأجهزة وسائر المجتمع.

من يتابع تطورات الأيام الأخيرة وما قيل عن تسريبات من هنا أو هناك سوف يكتشف أن حال ما يسمى بالنخبة فى مصر صار بائسًا بشكل لا يمكن تخيله.

حينما يكون لدينا من يعتبر نفسه إعلاميًا، ولا يعرف حتى مجرد الكلام المنطقى، وأن يتمتع بالحد الأدنى من الشخصية السوية، فالمؤكد أن هناك مشكلة كبرى، لابد أن نتنبه إليها.

حينما يكون لدينا إعلامى لا يستطيع حتى التفريق بين المصدر الغامض أو المدعى أو بين الضابط الحقيقى أو حتى بين المواطن، فتلك مشكلة خطيرة تستدعى التوقف والتنبه!!.

ربما قام شخص أو جهة معينة فى الداخل أو من الخارج بنصب كمين لبعض الشخصيات العامة، والحصول على تسجيلات معينة، ورغم أن بعضها قد يكون مفبركًا بالفعل، فإن تأثيراتها كانت شديدة السلبية، وفى اتجاهات متعددة سواء بصورتنا العامة أو حتى بعلاقاتنا مع بعض الدول الصديقة، ناهيك عن ترسيخ مفاهيم غير صحيحة لدى الرأى العام.

مرة أخرى ما يشغلنى اليوم هو تركيبة بعض الإعلاميين التى تحولهم إلى أداة مدمرة تسىء لمهنة الإعلام وللأمن القومى وللوطن بأكمله.

أظن أنه حان الوقت أن تبحث الجهات المختصة فى جدوى استمرار الاستعانة ببعض الوجوه التى صارت تمثل خطرًا على الذوق العام والمصلحة العامة، بل وتكرس صورة مشوهة لمصر.

المفترض أن الإعلام المصرى هو جزء مهم من القوة الناعمة لهذا الوطن وكان ولا يزال هو الإعلام الأهم فى المنطقة العربية بأكملها، لكن بعض الممارسات والانتهاكات توجه ضربة لهذا الإعلام وتجعل البعض يترحم على أيام زمان، أو حتى الأيام التى سبقت ثورة 25 يناير!!.

القضية ليست فقط التسريبات، ولكن مستوى التدنى والانحطاط الذى نسمعه من بعض فضائيات «بير السلم» خصوصًا من بعض القنوات المصنفة رياضية.

هذا النوع من «إعلام الترامادول» لا يسىء لسمعتنا فقط، ولكن يدمر الأخلاقيات لدى الشباب لسنوات طويلة قادمة، ومن لا يصدق ذلك عليه أن يراجع مستوى الحوارات والخناقات فى الأسابيع الأخيرة، وتسابق بعض القنوات على «فرش الملاية» بصورة يصعب تصورها فى «حوش بردق» قبل ثورة يوليو 1952!!!.

هذه النوعية من البرامج وإعلامييها قد تفيد هذا الشخص أو تلك الجهة ليوم أو أسبوع أو حتى عام، لكن تأثيرها المدمر على الأخلاق العامة يصعب حصره وتقديره، وإذا استمرت هذه الموجة فسوف ندفع ثمنها مستقبلا بصورة فادحة.

من العيب بل ومن العار أن يكون هؤلاء هم النوعية التى تكون فى صدارة مشهد الإعلام المصرى، لأنه مع مثل هؤلاء فليس هناك حاجة للأعداء والخصوم، أن يبذلوا أى جهد للإساءة إلينا أو الكيد لنا!!.

نقلاً عن الشروق القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هذه النخبة المهلهلة هذه النخبة المهلهلة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 02:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا
  مصر اليوم - نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 21:40 2019 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

هزة أرضية بقوة 6.5 درجات تضرب إندونيسيا

GMT 02:54 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

خبراء يكشفون عن مخاطر تناول العجين الخام قبل خبزه

GMT 23:10 2019 الجمعة ,05 إبريل / نيسان

نادي برشلونة يتحرك لضم موهبة "بالميراس"

GMT 07:26 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

حسابات التصميم الداخلي الأفضل لعام 2019 عبر "إنستغرام"

GMT 06:56 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

أب يُصاب بالصدمة بعدما استيقظ ووجد ابنه متوفيًا بين ذراعيه

GMT 11:35 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تشيزني يبيًن ما دار مع رونالدو قبل ركلة الجزاء هيغواين

GMT 09:16 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

زوجة المتهم بقتل طفليه "محمد وريان" في المنصورة تؤكد برائته

GMT 17:55 2018 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

فستان ياسمين صبري يضع منى الشاذلي في موقف محرج
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon