توقيت القاهرة المحلي 00:10:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هذه النخبة المهلهلة

  مصر اليوم -

هذه النخبة المهلهلة

بقلم : عماد الدين حسين

 كيف وصل الحال بغالبية نخبتنا أن تكون بائسة ومهلهلة إلى هذا الحد؟!.

كيف انحدر بنا الحال من نجيب محفوظ، وتوفيق الحكيم، وزكى نجيب محمود، وطه حسين، والعقاد، ومحمد حسنين هيكل، وإحسان عبدالقدوس، وعبدالرحمن الشرقاوى، وأحمد بهاء الدين، وأنيس منصور إلى أسماء وشخصيات يتصدر بعضهم الساحة ويخجل المرء من ذكر أسمائهم؟!!.
أدرك وأعرف على المستوى الشخصى أن هناك شخصيات كثيرة محترمة يمكنها أن تتصدر الساحة السياسية والثقافية والإعلامية، لكنها لأسباب متعددة تتوارى طوعًا أو كرهًا فى الخطوط الخلفية.

كنا نعتقد أن ظاهرة أن يعمل كل من هب ودب إعلاميًا أمر يمكن تفهمه بسبب ظروف ما بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيه، لكن أن يستمر الأمر حتى هذه اللحظة، فإنه أمر يسىء إلى الدولة والحكومة والرئاسة والأجهزة وسائر المجتمع.

من يتابع تطورات الأيام الأخيرة وما قيل عن تسريبات من هنا أو هناك سوف يكتشف أن حال ما يسمى بالنخبة فى مصر صار بائسًا بشكل لا يمكن تخيله.

حينما يكون لدينا من يعتبر نفسه إعلاميًا، ولا يعرف حتى مجرد الكلام المنطقى، وأن يتمتع بالحد الأدنى من الشخصية السوية، فالمؤكد أن هناك مشكلة كبرى، لابد أن نتنبه إليها.

حينما يكون لدينا إعلامى لا يستطيع حتى التفريق بين المصدر الغامض أو المدعى أو بين الضابط الحقيقى أو حتى بين المواطن، فتلك مشكلة خطيرة تستدعى التوقف والتنبه!!.

ربما قام شخص أو جهة معينة فى الداخل أو من الخارج بنصب كمين لبعض الشخصيات العامة، والحصول على تسجيلات معينة، ورغم أن بعضها قد يكون مفبركًا بالفعل، فإن تأثيراتها كانت شديدة السلبية، وفى اتجاهات متعددة سواء بصورتنا العامة أو حتى بعلاقاتنا مع بعض الدول الصديقة، ناهيك عن ترسيخ مفاهيم غير صحيحة لدى الرأى العام.

مرة أخرى ما يشغلنى اليوم هو تركيبة بعض الإعلاميين التى تحولهم إلى أداة مدمرة تسىء لمهنة الإعلام وللأمن القومى وللوطن بأكمله.

أظن أنه حان الوقت أن تبحث الجهات المختصة فى جدوى استمرار الاستعانة ببعض الوجوه التى صارت تمثل خطرًا على الذوق العام والمصلحة العامة، بل وتكرس صورة مشوهة لمصر.

المفترض أن الإعلام المصرى هو جزء مهم من القوة الناعمة لهذا الوطن وكان ولا يزال هو الإعلام الأهم فى المنطقة العربية بأكملها، لكن بعض الممارسات والانتهاكات توجه ضربة لهذا الإعلام وتجعل البعض يترحم على أيام زمان، أو حتى الأيام التى سبقت ثورة 25 يناير!!.

القضية ليست فقط التسريبات، ولكن مستوى التدنى والانحطاط الذى نسمعه من بعض فضائيات «بير السلم» خصوصًا من بعض القنوات المصنفة رياضية.

هذا النوع من «إعلام الترامادول» لا يسىء لسمعتنا فقط، ولكن يدمر الأخلاقيات لدى الشباب لسنوات طويلة قادمة، ومن لا يصدق ذلك عليه أن يراجع مستوى الحوارات والخناقات فى الأسابيع الأخيرة، وتسابق بعض القنوات على «فرش الملاية» بصورة يصعب تصورها فى «حوش بردق» قبل ثورة يوليو 1952!!!.

هذه النوعية من البرامج وإعلامييها قد تفيد هذا الشخص أو تلك الجهة ليوم أو أسبوع أو حتى عام، لكن تأثيرها المدمر على الأخلاق العامة يصعب حصره وتقديره، وإذا استمرت هذه الموجة فسوف ندفع ثمنها مستقبلا بصورة فادحة.

من العيب بل ومن العار أن يكون هؤلاء هم النوعية التى تكون فى صدارة مشهد الإعلام المصرى، لأنه مع مثل هؤلاء فليس هناك حاجة للأعداء والخصوم، أن يبذلوا أى جهد للإساءة إلينا أو الكيد لنا!!.

نقلاً عن الشروق القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هذه النخبة المهلهلة هذه النخبة المهلهلة



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

وصول قوات سعودية للمشاركة بتمرين "السهم الثاقب 2024" في مصر
  مصر اليوم - وصول قوات سعودية للمشاركة بتمرين السهم الثاقب 2024 في مصر

GMT 13:37 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين
  مصر اليوم - مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين

GMT 00:02 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي تعود بعد 7 سنوات بمية دهب
  مصر اليوم - هيفاء وهبي تعود بعد 7 سنوات بمية دهب

GMT 06:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب
  مصر اليوم - غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 15:58 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين الجسمي يحتفي بيوم العلم الإماراتي

GMT 09:04 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

فولكس واغن تعيد إحياء علامة الأوف رود الأميركية "سكاوت"

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 10:40 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هيدي كرم تتحدث عن صعوبة تربية الأبناء

GMT 04:30 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

قائمة الفائزين بـ"جوائز الكرة الذهبية" 2024

GMT 07:31 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

نوريس يفوز بجائزة ميامي لسباقات فورمولا 1
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon