توقيت القاهرة المحلي 04:36:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا لا يتعظ الفاسدون؟!

  مصر اليوم -

لماذا لا يتعظ الفاسدون

بقلم - عماد الدين حسين

فى اليوم الذى ظهر فيه الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك ممددا على سرير طبى فى اليوم الأول لمحاكمته بتهمة قتل المتظاهرين فى إبريل ٢٠١١، ظننت يومها وكتبت أن هذا المشهد سوف يجعل الجميع يعد خطواته وأنفاسه ويحاسب نفسه حساب الملكين، قبل أن يفكر فى ارتكاب أى خطأ، وأن مبارك «سيكون لمن خلفه آية» بعد الحكم عليه وعلى حبيب العادلى، فى 2 يونيو 2012، أو حتى بعد إدانته فى حكم نهائى وبات بالفساد واستغلال أموال الدولة فى قضية «القصور الرئاسية» هو ونجليه.

لكن تفكيرى كان مثاليا وساذجا، فلم يمر أقل من عامين وبضعة شهور، إلا وكان الرئيس التالى محمد مرسى وغالبية قادة جماعته داخل السجون بتهمة محاولة أخونة مصر وتغيير هويتها. وبعدها بشهور قليلة ظهر محمد مرسى وقادة الجماعة داخل أقفاص زجاجية فى المحاكم المختلفة.

وللمرة الثانية ظننت يومها أن هذا المشهد الذى يتكرر لرئيسين للجمهورية، فى ظرف أقل من عامين ونصف العام، سيكون عبرة لمن يعتبر ورسالة قاطعة لكل من تسول له نفسه بالفساد أو الانحراف أو التجبر، أو حتى الخطأ البسيط.

ومرت الأيام والشهور والسنوات، وتبين لى أننى كنت ساذجا أيضا. حيث فوجئنا بضباط الرقابة الإدارية، يلقون القبض على وزير الزراعة السابق صلاح هلال فى ميدان التحرير فى سبتمبر 2015، بعد تسجيلهم لمكالمات تؤكد فساده، مقابل الحصول على أموال نقدية وملابس وعضوية أحد الأندية الرياضية ورحلات حج وعمرة!

مشهد القبض على الوزير الذى كان على رأس عمله، جعل معظمنا يعتقد أنه يستحيل أن يتورط وزير أو محافظ أو أى مسئول آخر فى أى قضية فساد مماثلة، لكن للمرة الثالثة، تبين أننا كنا مثاليين وسذج أكثر مما ينبغى. حيث كررت سعاد الخولى نائبة محافظ الاسكندرية التجربة بحذافيرها وتم إلقاء القبض عليها فى 27 أغسطس الماضى!!.

ومع نشاط هيئة الرقابة الإدارية ورئيسها الوزير اللواء محمد عرفان، تبين لنا أن حجم الفساد فى مصرأكبر مما نتخيل، حيث سقط قاضٍ كبير فى مجلس الدولة قبل أقل من عام ثم انتحر، وسقط قاضٍ آخر رئيس محكمة بالجيزة قبل أيام.

لا يكاد يمر يوم تقريبا إلا ونسمع ونقرأ ونشاهد خبرا عن سقوط مسئول فى هذه المحافظة أو تلك. رئيس حى أو سكرتير عام محافظة، أو رئيس القسم الهندسى فى هذه الإدارة أو ذاك الجهاز. رشاوى من كل صنف ولون، من الأموال الساخنة إلى الجنس، بل ورحلات حج وعمرة، ولا أعرف كيف يطلب المرتشى رحلة حج أو عمرة!!!. هل يخدع نفسه أم يخدعنا أم يخدع الله حاشا لله؟!!!.

السؤال الجوهرى من كل ما سبق هو: لماذا لا يتعظ الناس من تجارب ونماذج رءوس الفساد التى تتساقط يوميا؟!
إذا كان وزير الزراعة السابق تم القبض عليه فى الشارع، ومحاكمته وسجنه عشر سنوات، فلماذا لم يتعظ محافظ المنوفية الدكتور هشام عبدالباسط وسقط فى المصيدة؟!

نظريا الرجل برىء حتى تثبت إدانته، لكن هناك تسجيلات له مع رجل الأعمال لتسلم الأموال مقابل تسجيل قطعة أرض له بصورة مخالفة للقانون.

يقول البعض إن النفس أمارة بالسوء، وإن كل الفاسدين يعتقدون أنهم لن ينكشفوا. كما أنه يصعب أن يظل الجميع أنقياء وأتقياء طوال الوقت، وأنه طالما أن هناك يوم قيامة، وجنة ونار، فسيظل هناك أخيار وأشرار، وإلا من الذى سيدخل النار؟!.
فى المقابل يقول البعض إن المهم هو تغيير التشريعات وتشديدها، حتى يفكر كل من تسول له نفسه ألف مليون مرة قبل أن ينحرف، وأن يطبق القانون على الجميع، وعلى الكبير قبل الصغير.

الفساد موجود فى كل مكان بالعالم لكن نسبته قليلة فى البلدان المتقدمة، لأن المناخ والقوانين تحاربه بلا هوادة.
هذه القضايا الكثيرة للفاسدين يوميا، تكشف كيف أجرم نظام حسنى مبارك فى حق هذا البلد، حينما ترك الفساد يرتع ويزدهر، ويقفز من مستوى «الركب» الذى تحدث عنه زكريا عزمى ذات يوم، ليتجاوز الرءوس للأسف.

مرة أخرى شكرا لكل من يحاربون الفساد، وعلينا أن نذكر الفاسدين كل لحظة بأن سقوطهم محتوم، فربما يرتدعون ويتوقفون!

نقلا عن الشروق الفاهريه

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا لا يتعظ الفاسدون لماذا لا يتعظ الفاسدون



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:37 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين
  مصر اليوم - مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين

GMT 00:02 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي تعود بعد 7 سنوات بمية دهب
  مصر اليوم - هيفاء وهبي تعود بعد 7 سنوات بمية دهب

GMT 05:51 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

سامسونغ تطلق نسخة جديدة من "جلاكسي فولد" القابل للطي

GMT 11:37 2019 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

اعترافات قاتلة طفليها في محافظة الدقهلية

GMT 21:22 2019 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل وفاة 35 معتمرًا وإصابة 4 إثر حادث "مكة"

GMT 00:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

رانيا يوسف تنتظر استدعاء النيابة بشأن الفيديو الإباحي

GMT 09:30 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

محمد بن سلمان يلتقط صور"سلفي" في "الفورميلا أي"

GMT 07:39 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"جزر السيشل" في المحيط الهندي جنة لعشاق الطبيعة

GMT 19:26 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

طبال يبيع زوجته لـ"ثري عربي" مقابل 2000 ريال

GMT 20:52 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

المطربة ساندي تتعرض للإصابة خلال تصوير "عيش حياتك"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon