توقيت القاهرة المحلي 00:08:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل هناك مواعيد مقدسة للقضاء على الإرهاب؟!

  مصر اليوم -

هل هناك مواعيد مقدسة للقضاء على الإرهاب

بقلم - عماد الدين حسين

قبل نحو ثلاثة شهور طلب الرئيس عبدالفتاح السيسى من الفريق محمد فريد، رئيس الأركان، أن يقضى على الإرهاب فى سيناء خلال ثلاثة شهور، وظُهر الأحد الماضى طلب رئيس الأركان من الرئيس مد المهلة قليلا، وهو ما وافق عليه الرئيس، مطلب رئيس الأركان منطقى جدًا وطبيعى، وموافقة الرئيس عين الصواب.
أحد أهم الأسباب للقضاء على الإرهاب أن نشخصه جيدًا وأن نعرف حقيقة قوة الإرهابيين، بحيث لا نهون أو نهول منها.

كنت موجودًا صباح الأحد الماضى فى قاعدة شرق القناة لمكافحة الإرهاب فى سيناء، ضمن مجموعة من إعلاميين ومسئولين حضروا قيام الرئيس السيسى بتدشين هذه القاعدة، وهى صرح عسكرى كبير، أتمنى أن يأتى وقت ويعرف المصريون أهميتها.

من بين أهم الأشياء التى سمعتها فى هذا اليوم أن القادة ــ سواء كانوا ميدانيين على الأرض أو فى غرف العمليات أو فى وزارة الدفاع ــ يتعاملون بجدية مع التهديد الإرهابى، والحمد لله فقد اختفت النبرة التى شاعت فى بعض وسائل الإعلام لفترة طويلة، وهى أن الإرهابيين مجرد شرذمة صغيرة، سوف يتم القضاء عليهم خلال أسبوع أو شهر أو بضعة أشهر!.

الكلام يوم الأحد كان مختلفًا، وهو أننا نتعامل مع عدو وخصم شرس، ليس فقط على المستوى الفكرى ــ حيث يكفر الجميع ــ ولكن لأنه أيضا ينفذ عمليات غاية فى الإجرام والوحشية، ويتلقى دعما خارجيا متواصلا وضخما سواء على مستوى السلاح أو التمويل أو التخطيط أو الترويج الإعلامى.

من الطبيعى فهم الظروف التى تحدث فيها الرئيس يوم الاحتفال بالمولد النبوى، وطلب خلالها من رئيس الأركان مهلة الشهور الثلاثة للقضاء على الإرهابيين.

وقتها كانت المشاعر جياشة ومنفعلة بسبب المجزرة الإجرامية والإرهابية الأكبر على الإطلاق بمسجد الروضة واستشهاد أكثر من ٣٠٠ شخص كانوا يؤدون صلاة الجمعة فى المسجد.

اليوم نحن نتحدث بلغة العقل، وكما يقال فإن «الانتقام طبق لابد أن يقدم باردًا» بمعنى التريث والهدوء وعدم الاندفاع، ودراسة كل الأسباب والظروف وامتلاك أكبر قدر من المعلومات عن الإرهابيين، حتى يمكن دحرهم، وبالتوازى فإنه معلوم للجميع أن القضاء على الإرهاب عملية مركبة ومعقدة وتحتاج وقتا وجهدا ومالا، والأهم تعاونا حقيقيا بين المتضررين منه، خصوصا البلدان العربية، تخيلوا لو أن مصر قضت على كل الإرهابيين فى الداخل، لكنهم ظلوا يتحركون بكل حرية فى سوريا أو اليمن أو ليبيا، فى هذ الحالة فسوف نظل متأثرين بتحركاتهم بسبب تقدم التكنولوجيا ووجود دعم خارجى لهم، وبالتالى علينا الإدراك أن هناك سياقًا عامًا فى المنطقة والإقليم والعالم، صار يتحكم فى تصعيد أو تخفيض وتيرة العنف والإرهاب، ومن لا يصدق عليه قراءة التفاصيل والمناورات بشأن ما يحدث فى الغوطة الشرقية لدمشق.

وإذا أضفنا الأزمات الاقتصادية الصعبة التى نمر بها وتداعياتها على ملايين المصريين، فسوف ندرك أن القضاء على الإرهاب، يحتاج نفسا طويلا وصبرا عظيما، وقبل كل ذلك جبهة داخلية قوية أساسها الرئيسى هو تحقيق أكبر قدر من التوافق الوطنى.

للأسف لا توجد مواعيد مقدسة يمكن الالتزام بها فى التعامل مع الإرهاب والقضاء عليه، لأننا مرة أخرى لا نستطيع بمفردنا التحكم فى الظاهرة الإرهابية، التى هى بطبيعتها إقليمية وعالمية. لكن وحتى لا يبدو الكلام السابق، وكأنه التماس أعذار للحكومة، فالمهم أن تكون هناك ثوابت وخطط متوافق عليها بشأن التصدى للإرهاب، وحتى لا نعيد اختراع العجلة بعد كل عملية إرهابية نوعية!!.

مرة أخرى الإرهاب فى مصر ليس سهلا، والقضاء عليه ليس مستحيلا، لكن المهم أن تكون الاستراتيجية واضحة ومرنة فى مقاومته، وأن تتضمن كسب عقول وقلوب أهالى سيناء، حتى لا يتحول بعضهم ــ لا قدر الله ــ حاضنة شعبية للإرهابيين.

نقلا عن الشروق القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل هناك مواعيد مقدسة للقضاء على الإرهاب هل هناك مواعيد مقدسة للقضاء على الإرهاب



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

وصول قوات سعودية للمشاركة بتمرين "السهم الثاقب 2024" في مصر
  مصر اليوم - وصول قوات سعودية للمشاركة بتمرين السهم الثاقب 2024 في مصر

GMT 13:37 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين
  مصر اليوم - مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين

GMT 00:02 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي تعود بعد 7 سنوات بمية دهب
  مصر اليوم - هيفاء وهبي تعود بعد 7 سنوات بمية دهب

GMT 06:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب
  مصر اليوم - غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 15:58 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين الجسمي يحتفي بيوم العلم الإماراتي

GMT 09:04 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

فولكس واغن تعيد إحياء علامة الأوف رود الأميركية "سكاوت"

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 10:40 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هيدي كرم تتحدث عن صعوبة تربية الأبناء

GMT 04:30 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

قائمة الفائزين بـ"جوائز الكرة الذهبية" 2024

GMT 07:31 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

نوريس يفوز بجائزة ميامي لسباقات فورمولا 1
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon