توقيت القاهرة المحلي 07:38:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل هناك مواعيد مقدسة للقضاء على الإرهاب؟!

  مصر اليوم -

هل هناك مواعيد مقدسة للقضاء على الإرهاب

بقلم - عماد الدين حسين

قبل نحو ثلاثة شهور طلب الرئيس عبدالفتاح السيسى من الفريق محمد فريد، رئيس الأركان، أن يقضى على الإرهاب فى سيناء خلال ثلاثة شهور، وظُهر الأحد الماضى طلب رئيس الأركان من الرئيس مد المهلة قليلا، وهو ما وافق عليه الرئيس، مطلب رئيس الأركان منطقى جدًا وطبيعى، وموافقة الرئيس عين الصواب.
أحد أهم الأسباب للقضاء على الإرهاب أن نشخصه جيدًا وأن نعرف حقيقة قوة الإرهابيين، بحيث لا نهون أو نهول منها.

كنت موجودًا صباح الأحد الماضى فى قاعدة شرق القناة لمكافحة الإرهاب فى سيناء، ضمن مجموعة من إعلاميين ومسئولين حضروا قيام الرئيس السيسى بتدشين هذه القاعدة، وهى صرح عسكرى كبير، أتمنى أن يأتى وقت ويعرف المصريون أهميتها.

من بين أهم الأشياء التى سمعتها فى هذا اليوم أن القادة ــ سواء كانوا ميدانيين على الأرض أو فى غرف العمليات أو فى وزارة الدفاع ــ يتعاملون بجدية مع التهديد الإرهابى، والحمد لله فقد اختفت النبرة التى شاعت فى بعض وسائل الإعلام لفترة طويلة، وهى أن الإرهابيين مجرد شرذمة صغيرة، سوف يتم القضاء عليهم خلال أسبوع أو شهر أو بضعة أشهر!.

الكلام يوم الأحد كان مختلفًا، وهو أننا نتعامل مع عدو وخصم شرس، ليس فقط على المستوى الفكرى ــ حيث يكفر الجميع ــ ولكن لأنه أيضا ينفذ عمليات غاية فى الإجرام والوحشية، ويتلقى دعما خارجيا متواصلا وضخما سواء على مستوى السلاح أو التمويل أو التخطيط أو الترويج الإعلامى.

من الطبيعى فهم الظروف التى تحدث فيها الرئيس يوم الاحتفال بالمولد النبوى، وطلب خلالها من رئيس الأركان مهلة الشهور الثلاثة للقضاء على الإرهابيين.

وقتها كانت المشاعر جياشة ومنفعلة بسبب المجزرة الإجرامية والإرهابية الأكبر على الإطلاق بمسجد الروضة واستشهاد أكثر من ٣٠٠ شخص كانوا يؤدون صلاة الجمعة فى المسجد.

اليوم نحن نتحدث بلغة العقل، وكما يقال فإن «الانتقام طبق لابد أن يقدم باردًا» بمعنى التريث والهدوء وعدم الاندفاع، ودراسة كل الأسباب والظروف وامتلاك أكبر قدر من المعلومات عن الإرهابيين، حتى يمكن دحرهم، وبالتوازى فإنه معلوم للجميع أن القضاء على الإرهاب عملية مركبة ومعقدة وتحتاج وقتا وجهدا ومالا، والأهم تعاونا حقيقيا بين المتضررين منه، خصوصا البلدان العربية، تخيلوا لو أن مصر قضت على كل الإرهابيين فى الداخل، لكنهم ظلوا يتحركون بكل حرية فى سوريا أو اليمن أو ليبيا، فى هذ الحالة فسوف نظل متأثرين بتحركاتهم بسبب تقدم التكنولوجيا ووجود دعم خارجى لهم، وبالتالى علينا الإدراك أن هناك سياقًا عامًا فى المنطقة والإقليم والعالم، صار يتحكم فى تصعيد أو تخفيض وتيرة العنف والإرهاب، ومن لا يصدق عليه قراءة التفاصيل والمناورات بشأن ما يحدث فى الغوطة الشرقية لدمشق.

وإذا أضفنا الأزمات الاقتصادية الصعبة التى نمر بها وتداعياتها على ملايين المصريين، فسوف ندرك أن القضاء على الإرهاب، يحتاج نفسا طويلا وصبرا عظيما، وقبل كل ذلك جبهة داخلية قوية أساسها الرئيسى هو تحقيق أكبر قدر من التوافق الوطنى.

للأسف لا توجد مواعيد مقدسة يمكن الالتزام بها فى التعامل مع الإرهاب والقضاء عليه، لأننا مرة أخرى لا نستطيع بمفردنا التحكم فى الظاهرة الإرهابية، التى هى بطبيعتها إقليمية وعالمية. لكن وحتى لا يبدو الكلام السابق، وكأنه التماس أعذار للحكومة، فالمهم أن تكون هناك ثوابت وخطط متوافق عليها بشأن التصدى للإرهاب، وحتى لا نعيد اختراع العجلة بعد كل عملية إرهابية نوعية!!.

مرة أخرى الإرهاب فى مصر ليس سهلا، والقضاء عليه ليس مستحيلا، لكن المهم أن تكون الاستراتيجية واضحة ومرنة فى مقاومته، وأن تتضمن كسب عقول وقلوب أهالى سيناء، حتى لا يتحول بعضهم ــ لا قدر الله ــ حاضنة شعبية للإرهابيين.

نقلا عن الشروق القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل هناك مواعيد مقدسة للقضاء على الإرهاب هل هناك مواعيد مقدسة للقضاء على الإرهاب



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 02:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا
  مصر اليوم - نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 21:40 2019 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

هزة أرضية بقوة 6.5 درجات تضرب إندونيسيا

GMT 02:54 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

خبراء يكشفون عن مخاطر تناول العجين الخام قبل خبزه

GMT 23:10 2019 الجمعة ,05 إبريل / نيسان

نادي برشلونة يتحرك لضم موهبة "بالميراس"

GMT 07:26 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

حسابات التصميم الداخلي الأفضل لعام 2019 عبر "إنستغرام"

GMT 06:56 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

أب يُصاب بالصدمة بعدما استيقظ ووجد ابنه متوفيًا بين ذراعيه

GMT 11:35 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تشيزني يبيًن ما دار مع رونالدو قبل ركلة الجزاء هيغواين

GMT 09:16 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

زوجة المتهم بقتل طفليه "محمد وريان" في المنصورة تؤكد برائته

GMT 17:55 2018 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

فستان ياسمين صبري يضع منى الشاذلي في موقف محرج
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon