توقيت القاهرة المحلي 22:14:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

احذروا من انسحاب الشباب نهائيًا

  مصر اليوم -

احذروا من انسحاب الشباب نهائيًا

بقلم - عماد الدين حسين

فى اليوم التالى لإبعاد سامى عنان عن الترشح لانتخابات الرئاسة والتحفظ عليه، ذهب بعض الشباب الذين حرروا توكيلات للمحامى الحقوقى خالد على إلى مقر حملته، وطلبوا استعادة توكيلاتهم.

بعض القائمين على الحملة سألوهم عن السر وراء هذا الطلب الغريب. الشباب أجابوا بأن أسرهم أصيبت بالقلق والهلع والرعب من التطورات الأخيرة، وخافوا كثيرا على أولادهم، وطالبوهم بسرعة التوجه إلى مقر الحملة وإلغاء توكيلاتهم، حتى لا تتعرض حياتهم لأى مكروه.

هذه الرواية سمعتها من أحد كبار الداعمين لحملة خالد على مساء يوم الأربعاء الماضى، حينما قابلته صدفة فى استوديو قناة فضائية قبل يوم من إعلان خالد على انسحابه رسميا من السباق الانتخابى. وفى تقديرى أن هذه الحكاية هى أخطر التداعيات التى صاحبت التطورات الأخيرة.

هؤلاء الشباب الذين ذهبوا لاسترداد توكيلاتهم كانت أعمارهم فوق العاشرة بقليل حينما قامت ثورة ٢٥ يناير، وحينما يذهبون إلى مكاتب الشهر العقارى لعمل توكيلات لأى مرشح، فالمعنى الحقيقى أنه لايزال هناك بعض الأمل، فى عدم هجران الشباب ــ أو حتى بعضهم ــ للمشاركة السياسية. وحينما يذهب هؤلاء ويشاركون ثم يصابون بهذه الصدمة، ويقررون استرداد توكيلاتهم فذلك ثمن فادح، سوف يدفعه المجتمع بأكمله إن آجلا أو عاجلا للأسف الشديد.

هذا الشباب استجاب لما يطلبه منهم المسئولون طوال الوقت، بالمشاركة فى العملية السياسية الرسمية والطبيعية. لم يتظاهروا فى الشوارع ــ حتى ولو سلما ــ ولم ينضموا لتنظيمات متطرفة، ولم يحملوا السلاح، ويتحولوا إلى إرهابيين كما فعل غيرهم. وأغلب الظن أن غالبية هؤلاء الشباب أولاد الطبقة المتوسطة القريبة من يسار الوسط الديمقراطى ويعادون فطريا التنظيمات الظلامية المتطرفة. هم يريدون حياة سياسية طبيعية، بها تعددية وتنوع واختلاف، فى إطار القانون والدستور والدولة المدنية.

إقدام هؤلاء على الانسحاب ومحاولة استرداد توكيلاتهم لهما تداعيات خطيرة للغاية. هناك احتمالات كثيرة لهم، إما أن ينضموا إلى حزب الكنبة، «ويشتروا دماغهم أو يكبروها»، وهناك احتمال أن يكفروا بالعملية السياسية برمتها، واحتمال أسوأ أن يتطرفوا بعد أن سلكوا الطريق المشروع والقانونى وانصدموا صدمة كبيرة.

مرة أخرى لا أتحدث عن القانون والدستور، بل عن المواءمة والإدارة الرشيدة، وكيفية جذب الجميع أو الغالبية للعملية السياسية بكل الطرق المشروعة.

سيقول قائل: وهل منعت الحكومة أنصار خالد على من عمل التوكيلات؟!.

الإجابة هى: لا طبعا، وقد يقولون أيضا إن خالد على «تلكك» وانسحب بعد أن أدرك أنه لن يكون قادرا على جمع الـ٢٥ ألف توكيل. وقد يرد خالد على وأنصاره، ويقولون إنهم تعرضوا لمضايقات وعراقيل ومعوقات كثيرة، وقد يكون كل ما سبق صحيحا أو خاطئا. لكن أنا لا يشغلنى اليوم هذا السجال بين خالد على وأنصار الحكومة، بل ما يشغلنى هو الرسالة السلبية التى وصلت إلى قطاعات كثيرة من المجتمع خصوصا الشباب.

والمحزن أن كثيرين لا يلتفتون لهذا الأمر، وخسائره المستقبلية الفادحة. هؤلاء لا يقدرون الآثار السلبية جدا للكوميديا السوداء التى انطلقت عقب التحفظ على عنان أو انسحاب خالد على وقبله محمد أنور السادات.

مرة أخرى لا أدافع عن هؤلاء بل ربما بعضهم ارتكب أخطاء قاتلة، وبعضهم لم يكن مستعدا عمليا للانتخابات بالمعنى الحقيقى، لكن ما أقصده هو «التريقة والقلش والتنكيت» التى انطلقت على وسائل التواصل الاجتماعى حتى بين بعض من يقول علنا إنه مع الحكومة!!.
من أسوأ الآثار أن يبدأ كثيرون فى التعامل مع انتخابات أهم منصب فى مصر، بهذا الشكل من الخفة واللامبالاة.

 

 

نقلا عن الشروق القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

احذروا من انسحاب الشباب نهائيًا احذروا من انسحاب الشباب نهائيًا



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:23 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة
  مصر اليوم - أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 13:51 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة
  مصر اليوم - ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة

GMT 21:37 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية
  مصر اليوم - إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية

GMT 17:01 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس
  مصر اليوم - أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 22:02 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إحالة عمرو دياب إلى المحاكمة في واقعة صفع شاب
  مصر اليوم - إحالة عمرو دياب إلى المحاكمة في واقعة صفع شاب

GMT 13:37 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 06:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 05:30 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ميسي يثير الغموض حول مشاركته في كأس العالم 2026

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 09:00 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

جرح فلسطين المفتوح

GMT 12:11 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

5 طرق للقضاء على مشكلة الشعر المتقصف بلا رجعة

GMT 04:36 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جهود مكثفة لكشف غموض اختفاء فتاة في أسيوط
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon