توقيت القاهرة المحلي 11:54:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصر فى المصلحة

  مصر اليوم -

مصر فى المصلحة

بقلم - عمر طاهر

عزيزى توم هانكس.

يومك جميل، بخصوص سؤالك: «ما العلاقة بين منصب رئيس الجمهورية ومصلحة الشهر العقارى؟»، فالحقيقة أنا مش عارف أجيبهالك إزاى؟ البلد «عهدة»، والعهدة فكرة لها مكانتها فى وجداننا كمصريين، وتسليمها يحتاج ترتيبات مقدسة، ومنصب الرئيس يبدأ من مكتب مدام فايزة فى الدور الثانى، بالضبط مثل كهنة المعابد فى مصر القديمة، حيث كان مستحيلا أن يمر الفرعون إلى كرسى الحكم بدون ختم الكاهن وتقديم القرابين للإله فى هيئة 25 ألف استمارة بردى.

فى مصر القديمة كان الكهنة هم الذين يحكمون البلد، وكان سهلا أن يثور المصريون على الفرعون ويزيحوه، لكن من المستحيل التخلص من «مدام فايزة»، حكام الظل هم «بلوة» هذا البلد، وقانون «العهدة» هو الحاكم، والتحرك بالورق المختوم هو طريقة حياة عندنا تبدأ من صرف السكر والزيت وتمر بحضور ماتشات الزمالك ولا تنتهى عند قصر الاتحادية، فاعلية القصر نفسه مرهونة برضا الكهنة، وهم فى الأصل سحرة اخترعوا فكرة اسمها «الروتين» تستطيع أن تكسر بها مجاديف التيتانيك أو تطفش من البلد أشجارا ضخمة فى عرض ظلها تستأصلها ببراعة، وكله بالورق، حكام الظل لديهم وسائل إعدام أرق من المشنقة والمقصلة، فهم يعدمون أفكارا قادرة على التغيير بوسائل من نوعية اللجان والمذكرات، وبناء على تعليمات الأمن، سلطتهم عميقة الأثر لكنها سطحية الذهن. يعنى مثلا عندنا فريق غنائى اسمه «كايروكى» رفضت الرقابة منحه الموافقة على طبع وتوزيع ألبوم، لأن حسه النقدى مزعج، فتنازل الفريق عن السوق والمبيعات، وطرح أعضاؤه أغنياتهم مجانا على يوتيوب، فوضع الكهنة الموضوع فى دماغهم، وعلى مدى الشهرين السابقين كلما أعلن أعضاء الفريق عن حفلة تركوهم يبيعون كل التذاكر، ثم يلغون الحفل، فيتورط الفريق فى الاعتذار ومشقة إرجاع الفلوس للناس وما يصاحب ذلك من امتعاض يُفقد الفريق جزءا من جمهوره، كرر الكهنة الأمر نفسه مع «كايروكى» خمس مرات حتى هذه اللحظة، العقاب بفكرة «استمارة الموافقة الأمنية على الحفل لم تصل».

لا يتحرك هذا البلد بحيوية لأن شرايينه مثقلة بالكهنة وقوانينهم ورغبتهم الدفينة فى تربية كل مَن يفكر أن يخرج من الدائرة. زمان كان عندنا محافظ للبحيرة، اسمه وجيه أباظة، كان جريئا ثوريا لا يخضع للكهنة، وكان يرى القانون هو كل ما يخدم الناس فقط، وكانت قراراته عظيمة، وعندما حان وقت مغادرته البحيرة كان يعرف أن الكهنة على الأبواب و«هيطربقوها» على صغار الموظفين، فكتب وسجل فى الشهر العقارى مذكرة يقول فيها إن كل القرارات الإدارية والمالية كانت على مسؤوليته الخاصة، فبُهت الكهنة، وعاشت دمنهور فى نعيم لفترة.

عزيزى «توم» اطرد من ذهنك أن فكرة مشوار الشهر العقارى هذا لا معنى له، فهذه الأوراق هى «مينيم تشارج» شرعى، وهى مصدر رزق للدولة مع كل طابع تمغة، وتأديب و«تقطيم» لكل مَن يفكر فى مرشح لا يحبه الكهنة، وهى «لايكات» موثقة تساعد الأمن مبكرا على عمل «بلوك» لكثيرين، وفرصة للكهنة أن يتباهوا بـ«نقلة ديمقراطية» بعد سنوات لم يكن فيها أحد يمتلك «أكاونت» إلا الفرعون.. قال يعنى.

 

نقلا عن المصري اليوم القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر فى المصلحة مصر فى المصلحة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon