توقيت القاهرة المحلي 09:00:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

آيس كريم فى يناير

  مصر اليوم -

آيس كريم فى يناير

بقلم - عمر طاهر

عزيزى توم هانكس..

يومك جميل، بخصوص سؤالك عما يمكن للواحد أن يقوله فى الذكرى السابعة لثورة 25 يناير.

1- النظام الحالى لم يحدد حتى هذه اللحظة موقفه من ثورة يناير، «ثورة» فى الدستور و«أحداث» فى الخطابات الرسمية، واليوم الموافق للاحتفال بعيد الشرطة فقط، هى تصلح لوصم مَن شاركوا فيها بالعار وقت الحاجة، وفى وقت آخر تصلح لمهاجمة «شفيق»، الذى كان مسؤولا عن «موقعة الجمل» وشهداء الميدان الأبرار، يهينون الطفل حديث الولادة ويكرمون مَن كان مسؤولا عن تنشئته، يعايرنا النظام الحالى بأخطاء مبارك و«يزعق فينا» لأننا صبرنا على المقالب، حلو كده؟ يعنى نظام مبارك كان مؤذيا صح؟ يقول النظام صح، ثم يهاجم مَن ثاروا عليه فى يناير.

2- الكلام بنظرية «مؤامرة 25 يناير» يفتح بيوت ناس كثيرين، أكل عيشهم التفتيش عن أى تفصيلة و«لوى عنقها» حتى تخدم النظرية، معظم أصحاب هذه البيوت وقفوا ضاربين تعظيم سلام للثورة وشبابها، ثم جاء التحول حادا صارما، لم يعتذر مثلا أحدهم قائلا إنه أخطأ التقدير، بالعكس يجتهد الآن متى جاءت السيرة أن يضع إعجابه القديم فى حجم يمكن ابتلاعه وسط الكلام.

3- الإنجاز الأهم لثورة يناير أنها افتتحت خط إنتاج «الفرز»، سبع سنوات لم تتوقف فيها الاختبارات لحظة واحدة، مع كل اختبار يسقط قناع وتسقط عباءة، يستعيد كل صاحب حق مهدور حقه، وتُنزَع الشعبية بضغطة زر، سقطت القدسية وتعلم الناس اللعبة والوقت عامل مساعد يضع كل شخص وكل فكرة فى حجمها المناسب فى الوقت المناسب.

4- «مسكة المايك غدارة»، ولا أحد قادر على تعلم هذا الدرس، مَن يمسك بـ«المايك» فى مصر يقاتل حتى يتحدث بمفرده قاطعا الصوت عن الآخرين، «أنا بس اللى هاتكلم»، ويلتف الناس حول حامل المايك ويطلون من خلفه فى الصورة، ولم يتعلم أحد أن المايك غدار «يوم فى إيدك» ويوم فى يد مَن سيعاملك بالمثل وسيقطع عنك المية والنور ويزج بك فى متاهات مؤلمة، أما مَن كانوا حولك ساعة أن كان المايك فى يدك فسيقوم معظمهم بـ«شقلبة» انتحارية حتى يظهروا فى الصورة الجديدة.

5- ثورة يناير كانت فرصة ذهبية، أثق أنها لم تضِع، لكنها تعانى إرهاقا شديدا، بعد أن تعامل معها كثيرون بالطريقة التى يتعامل بها مواطن مصرى أصلى مع سيارة معطلة فوق كوبرى أكتوبر، طريقة «افتح الكبوت كده؟»، مع تقديم خلطة من الجهل المغرور والفتاوى الاستعراضية، تتحرك السيارة لفترة، ثم تتوقف من جديد بخسائر أكبر.

6- فى اللحظة التى كان الشباب فيها ينظفون المكان الذى انطلقت منه ثورتهم ويعيدون تجميل الميدان ودهن أرصفته وإعادة تشجيره وتبليط أرصفته، بإمكانياتهم المحدودة وعزيمة أكسبتهم مهارة لم يختبروها من قبل، فى هذه اللحظة كانت جملة إحدى شخصيات فيلم «آيس كريم فى جليم» حاضرة: «إحنا بلد متحضرة بتمر بظروف صعبة»، وكانت هذه هى الأزمة، لو انتصر «التحضر» فسيجلس كثيرون فى بيوتهم بعد خمس دقائق على أى مقعد مهم، ولا سبيل لمواجهة هذا الخطر إلا بالرهان على انتصار «الظروف الصعبة».

 

 

نقلا عن المصري اليوم القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آيس كريم فى يناير آيس كريم فى يناير



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon