توقيت القاهرة المحلي 10:32:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عن وقعة الشاطر

  مصر اليوم -

عن وقعة الشاطر

بقلم - عمر طاهر

تبدو الجملة كأنها جمل طبطبة وجبر خواطر، (مايقعش إلا الشاطر)، قم ولا يهمك أنت لست مغفلا فالمغفلون لا يقعون.

لكنها أكبر من مجرد طبطبة.

هذه الجملة تصلح لأن تكون درسا فى الجغرافيا.

فشرط الوقوع أن تكون فى الأساس فى موقع مرتفع، وهذا يليق بالشاطر فعلا، النقطة التى تقف عندها كلما كانت عالية كلما كانت الحركة غير الموفقة (وقوعا)، بعكس البليد الذى يلتصق وجهه بالأرض، هو (واقع خلقة)، معجزته ألا تدهس وجهه الأقدام.

هذه الجملة تصلح لأن تكون درسا فى علم الاجتماع.

فالشاطر هو شخص مرصود من المجتمع، بما أنه ارتفع عن الأرض فهو يشغل حيزا لا بأس به من مدى الإبصار، يراقبه الناس بمشاعر مختلفة، البعض معجب بهذا التحليق، والبعض الآخر يود أن يقع الشاطر فتنكسر رقبته، غالبا من يتمنى ذلك هو الشخص الذى تكلمنا عنه فى الفقرة السابقة، تلك المراقبة لا تخلو من تحفز حقيقى، بعض هذا التحفز غيرة يود صاحبها أن يحلق عاليا مثل الشاطر، والبعض الآخر غيرة لا يود صاحبها أن يحلق من الأساس ويتمنى الأسهل وهو أن يقع الشاطر.

هذا التحفز يجعل كل ذلة أو خطأ أو سوء تقدير للشاطر مضروبة فى مائة بفعل الغيرة السوداء، يتناسب حجم الوقوع طرديا مع النقطة التى وصل إليها الشاطر، المجتمع الذى صفق للشاطر وهو يصعد يتلكك له ويتعامل مع خطأ صغير بدراما صارخة، فتلك الوقعة التى قد تبدو صغيرة يمكن لتضخيمها أن يساهم فى أن ينام البليد قرير العين ليلا.

هذه الجملة تصلح لأن تكون درسا فى علم الفيزياء.

لكل فعل رد فعل مساو له فى القوة ومضاد له فى الاتجاه، وقوع الشاطر أكبر دليل على أنه يتحرك إلى أعلى، وقوعه يعنى أنه لم يركن للحركة الآمنة التى تجعله يستمر فى تحليق متوسط القوة، لكنه قرر أن يغامر وأن يتحرك بقوة أكبر وأن يكسر الثوابت وأن يزيح خوفه بعيدا آملا فى أن يفاجئ نفسه، يستطيع الشاطر أن يكتفى بما حققه وأن تكون حركته من أجل الحفاظ عليه فقط، وهذا أمر غاية فى الأمان ويقى الواحد من خطر الوقوع، لكن الشاطر مغامر وطماع وبالبلدى (طفس) يحلم باكتشاف آخر الماكينة الموجودة داخل روحه، وهذا ما يجعله معرضا للوقوع، وربما يتكرر وقوعه كثيرا، لكنه فى نهاية الأمر سيحول هذا الوقوع المتكرر إلى لقطة للتاريخ والذكرى الخالدة، وسيثبت ببراعة أن الهجوم الرائع يبدأ بخطوة إلى الخلف، إنها سياسة الانتصار.

يقع الشاطر لأنه لا يخاف من الوقوع، يقع ليرى فيما كان الخطأ.

الجميع يخشون الوقوع، إلا الشاطر فلا أحد يقع غيره.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن وقعة الشاطر عن وقعة الشاطر



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon