توقيت القاهرة المحلي 10:38:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تعليقات صادمة

  مصر اليوم -

تعليقات صادمة

بقلم - كريمة كمال

حدثت هذه الواقعة فى أتوبيس عام.. وضعت نهال الزوجة رأسها على كتف زوجها، وفجأة اندفع الرجل الجالس وراءهما لينهال بالضرب على الزوجة مرددا عبارات غاضبة، ومرددا عبارات دينية من قبيل هذا فحش وهذا عهر، وعندما تدخل الزوج ليعترض، انهال الرجل بالضرب عليه هو أيضا كل ذلك لمجرد أن الزوجة جرؤت على أن تضع رأسها على كتف زوجها بينما تبين فيما بعد أن الزوجة طبيبة امتياز ووضعت رأسها على كتف زوجها لشعورها بالإرهاق الشديد نتيجة لساعات عملها الطويلة الشاقة.

من الذى أعطى الرجل الحق فى أن يعترض بهذا الشكل الفج وما الذى أغضبه إلى هذا الحد فى تصرف بسيط ليس به أى نوع من أنواع الانحراف؟ وهل أصبحنا مجتمعا رافضا لأبسط مظاهر الإنسانية؟ الإجابة ليست فى تصرف الرجل العنيف وحده لكن الإجابة حقا بل الصدمة هى فى التعليقات التى جاءت على الواقعة على مواقع التواصل الاجتماعى والتى كان الكثير منها لا يقل عنفا عن تصرف الرجل نفسه فمن كتب هل أصبحنا مجتمعا غربيا حتى تتصرف هذه الزوجة بهذا الشكل ومن كتب أين الحياء.

ليست هذه هى الواقعة الوحيدة التى ترصد تغير المجتمع ليصبح مجتمعا متشددا رافضا للمحبة يدين أبسط التصرفات فهناك واقعة أخرى أكثر عنفا وأكثر دلالة أيضا وهى الواقعة التى حدثت على شاطئ الإسكندرية عندما كانت أسرة مصرية تستمتع بالتصييف على الشاطئ والزوجة ترتدى جلابية وتحاول أن تستمتع بمياه البحر مثلها مثل الكثيرين فتحرش بها رجل، وعندما ضاقت به واعترضت تدخل زوجها وحاول نهره ومنعه ما كان من هذا الرجل إلا أن أخرج سلاحا وطعنه به فسقط مضرجا فى دمائه التى اختلطت بمياه البحر وسط صدمة المصطافين.

الأهم من كل هذا العنف الغريب والطارئ على مجتمعنا هو أيضا التعليقات التى جاءت على مواقع التواصل الاجتماعى تعليقا على الواقعة الدامية، فبدلا من أن يكتب الناس ليدينوا كل هذا العنف كتب أغلبهم يدين الضحية وهو الزوج لأنه سمح لنفسه أن يأخذ امرأته إلى الشاطئ لتنزل إلى المياه وتختلط بالناس على الشاطئ وأنها لو بقيت فى منزلها لحافظت على نفسها ولما تعرضت للتحرش وانهالت التعليقات على الضحية بدلا من أن تنهال على الجانى وملخصها كلها أنه من الأفضل أن يحتمى الإنسان ببيته لكى لا يتعرض للعنف.

الصدمة ليست فقط فى تفاصيل الواقعتين بل الصدمة الحقيقية فى التعليقات التى جاءت على الواقعتين هى فى ردة فعل المجتمع عليهما مما يكشف كيف يفكر هذا المجتمع وهل هو مجتمع صحيح أم أنه مجتمع مريض؟.. هذا بكل المقاييس ليس مجتمعا صحيحا بل هو مجتمع مريض يعانى من التزمت والتشدد والخوف من الاختلاط مع الآخر ومصادرة أبسط المظاهر الإنسانية.. هذا مجتمع ينزلق أكثر وأكثر ليس نحو العنف فقط بل نحو الانغلاق والمصادرة.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعليقات صادمة تعليقات صادمة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس
  مصر اليوم - فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon