توقيت القاهرة المحلي 20:30:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل تقف الدولة على الحياد؟

  مصر اليوم -

هل تقف الدولة على الحياد

بقلم - كريمة كمال

هذا هو السؤال المطروح بحق الآن، والذى تبدت إجابته واضحة جلية.. فقبل أن تعلن الهيئة الوطنية للانتخابات عن فتح باب الترشح بدأ بالفعل التجاوز فى هذا الحياد المطلوب من كل أجهزة الدولة فى الانتخابات الرئاسية القادمة، وهو تجاوز إن استمر يفرّغ هذه الانتخابات من مضمونها، ويحولها لمواكب مبايعة للرئيس.

والخطورة هنا أن كل أجهزة الدولة تستمر فى ذلك، دون أن تدرك أنها تحول الانتخابات من تنافسية حقيقية إلى مواكب مبايعة للرئيس أو ربما هى تدرك وتسعى لترسيخ ذلك! فما معنى أن تستمر وسائل الإعلام الرسمية، وغير الرسمية فى الانحياز السافر المعلن للرئيس حتى قبل أن يعلن عن فتح باب الترشح، ورغم أن الرئيس نفسه لم يعلن عن ترشيح نفسه حتى الآن، ومع ذلك فبرامج الإشادة بإنجازات الرئيس مستمرة على كل شكل ولون، سواء التسجيلية منها أو الحوارية أو حتى التلقينية التى تذاع كل ليلة لمقدمى برامج يروجون للرئيس فى الافتتاحيات الخاصة ببرامجهم قبل أن يستضيفوا أحدا يكمل حوار الإنجازات.

فأين هنا الحياد؟ وأين حق المرشحين الآخرين فى التحدث إلى الناس؟ وهم إن تذكرتهم هذه البرامج، فهى تتذكرهم بالتشويه والتقليل من الأهمية، ونحن لم ننسَ بعدُ الدور الذى لعبته هذه البرامج وهذا الإعلام فى تشويه من ينوى الترشح إلى حد السقوط فى الجرائم الإعلامية من تعدّ وسب وقذف دون محاسب أو رقيب فى الوقت الذى يظهر فى الأفق كل ما جرى لمنع من أعلن نيته الترشح من الترشح، وليس مهما هنا ما تم الترويج له، بل ما استقر لدى الناس من قناعات حول حقيقة ما جرى.

الأمر لا يتوقف عند الإعلام بل إنه يمتد إلى مؤسسات الدولة كلها فرغم أن مجلس النواب مطالب بالحياد كسلطة تشريعية فى مواجهة سلطة أخرى هى السلطة التنفيذية التى يعلوها الرئيس إلا أن المجلس لم يراعِ لا الحياد المطلوب ولا الوقار المطلوب، وانطلق إلى مبايعة الرئيس فى شبه إجماع دون حتى إعطاء فرصة ولو شكلية فى الاستماع لباقى المرشحين.. أما الأمن فحدث ولا حرج، ويكفى الشكوى التى تقدم بها «محمد أنور السادات» للهيئة الوطنية للانتخابات والتى يشكو فيها من عدم قدرته على حجز قاعة فى فندق لعمل مؤتمر صحفى لإعلان نيته الترشح، حيث اعتذرت كل الفنادق وهو ما سبق أن حدث مع «خالد على» من قبل.. فهل يستقر لدى الناس الإحساس بأننا أمام انتخابات حقيقية فى الوقت الذى تقام فيه فعاليات حملات تأييد الرئيس فى مختلف الفنادق، بينما يمنع أى مرشح آخر من مجرد حجز قاعة؟

هناك تسابق بين أجهزة الأمن والمحليات فى المشاركة فى حملات التأييد الشعبية للرئيس التى تقيم المؤتمرات وتعلق اللافتات والتى لا يعلم أحد من يقف وراءها ومن يمولها، حتى إن كثيرا من المحافظين قد أعلنوا عن تأييدهم للرئيس دون الأخذ فى الاعتبار أنهم على رأس أجهزة للدولة المنوط بها أن تتحلى بقدر من الحياد لكن الواقع أن كلا منهم يسارع بأن «ينقط» حرصا على موقعه دون أن يدرك أنه يورط أجهزة الدولة فى الانحياز حتى قبل أن يعلن الرئيس نفسه عن رغبته فى الترشح، ومن هنا نجد لافتات التأييد تملأ الشوارع والمؤتمرات تحتل الفنادق، وبالطبع رغم تقدم المرشحين بالشكاوى للهيئة الوطنية للانتخابات من كل هذه المظاهر التى سبقت فتح باب الترشح، إلا أن الهيئة لم تحرك ساكنا.

الخسارة الحقيقية فى كل هذا الأداء أنه يعكس أننا محلك سر وأننا لم نخطُ ولو خطوة واحدة فى اتجاه الدولة الديمقراطية.. وأن الانتخابات تدار بما يفرغها من محتواها وينزع عنها مصداقيتها ويحولها لدى كثير من الناس إلى مسرحية معروف سلفًا خاتمتها، ومرة أخرى هل بعد ذلك نطالب الناس بالمشاركة؟

 

نقلا عن المصري اليوم القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تقف الدولة على الحياد هل تقف الدولة على الحياد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة
  مصر اليوم - انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة

GMT 11:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 20:30 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

جماعة الحوثي تعلن تنفيذ 3 هجمات على أهداف حيوية في إسرائيل
  مصر اليوم - جماعة الحوثي تعلن تنفيذ 3 هجمات على أهداف حيوية في إسرائيل

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

سوسن بدر تخوض تجربة فنية جديدة
  مصر اليوم - سوسن بدر تخوض تجربة فنية جديدة

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 20:12 2024 الخميس ,15 آب / أغسطس

عمر كمال يوجه رسالة مؤثرة لأحمد رفعت

GMT 10:00 2016 الأربعاء ,09 آذار/ مارس

إصبع ذكي يعيد حاسة اللمس للاصابع المبتورة

GMT 23:53 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مصمم مغربي يطرح تشكيلة راقية من القفطان الربيعي لموسم 2016

GMT 05:09 2015 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

توثيق ازدهار ونهاية مؤسس "داعش" أبو مصعب الزرقاوي

GMT 21:24 2017 السبت ,09 أيلول / سبتمبر

5 مواقف فتحت النار على سهير رمزي بعد خلع الحجاب

GMT 05:22 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

خبيرة موضة تقدم نصائح لارتداء فساتين الصيف خلال الشتاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon