بقلم - كريمة كمال
لا يهم كثيرا ما يُقال رسميا.. لا يهم كثيرا ما يتم السعى لاستقراره.. لا يهم ما يخرج من بيانات.. لا يهم ما يخرج من تصريحات. ما يهم حقا هو ما يستقر لدى الناس بالفعل سواء كان الحقيقة بعينها أو كان غير ذلك.. ما جرى مع الضابط «قنصوة» بعد أن أعلن عن نيته الترشح للرئاسة.. وما جرى بعد ذلك مع الفريق «أحمد شفيق» بعد أن أعلن عن نيته الترشح للرئاسة، ثم ما جرى أخيرا مع الفريق «سامى عنان» بعد أن أعلن عن نيته هو الآخر الترشح للرئاسة، لا يرسخ سوى شىء واحد، وهو استهداف كل مَن يتقدم للترشح للرئاسة.. هل يصب ذلك فى صالح المعركة الانتخابية أم المؤكد أنه يصب فى غير صالح المعركة الانتخابية؟، فهو لا يصدر سوى شىء واحد فقط، وهو أن هناك استهدافا لكل مَن يقدم على الترشح للرئاسة، مما يعيدنا إلى نفس السؤال الذى طرحناه فى المقالات السابقة، وهو هل يقبل الناس على النزول للإدلاء بأصواتهم فى المعركة الانتخابية القادمة؟. هذا السؤال تستقر الإجابة عنه فى شىء واحد، وهو ما استقر لديهم منذ الآن، هل استقرت لديهم القناعة بأن هناك معركة حقيقية تستدعى النزول للمشاركة أم أن الأمر قد انحسر إلى حد أنه تحول إلى استفتاء على الرئيس الحالى، ونتيجته محسومة، لا تستدعى أصلا النزول للمشاركة، فالنتيجة لن تتغير بأى حال من الأحوال؟.. مرة أخرى الناس تنزل للإدلاء بأصواتها عندما تدرك أن هناك معركة حقيقية، وأن الصوت يمكن أن يكون فارقا فى النتيجة، لكن تداعيات الأحداث بهذا الشكل لا ترسخ سوى إحساس واحد، وهو أن هناك سعيا ألا يكون هناك على الساحة سوى مرشح واحد، وبالتالى الأمر يتحول من انتخابات إلى استفتاء.. علينا أن ندرك أن حملات «علشان تبنيها» ومثيلاتها من الحملات التى ملأت أفيشاتها الشوارع والإقدام على الحشد فى استخراج التوكيلات من أجل الرئيس عبدالفتاح السيسى، والتى تمت على مستوى الوزارات والمصالح الحكومية، قد رسخت تماما هذا الإحساس بأننا أمام استفتاء على شرعية الرئيس، ولسنا أمام انتخابات رئاسية بمنافسين عديدين.
مرة أخرى، راقبوا النكات التى تُطلق على مواقع التواصل الاجتماعى، بل فى الجلسات الخاصة، لتدركوا تماما ما استقر لدى الناس من قناعات، هى التى ستتحكم فى إقبالهم على النزول فى الانتخابات القادمة من عدمه.
لا توجد حقائق مؤكدة.. توجد حقائق مستقرة.. توجد شواهد تؤدى إلى نتائج، وهذه النتائج هى التى تدفع الناس إلى اتخاذ المواقف، وما جرى حتى الآن لا يرسخ لدى الناس الإحساس بأنهم أمام انتخابات ديمقراطية تنافسية حقيقية. أولاً ما جرى من استهداف للمرشح «خالد على» سواء قانونيا أو إعلاميا، ثم ما جرى مع المرشح «أحمد شفيق» من حملة إعلامية ضارية حتى أعلن انسحابه من الانتخابات بعد فترة غامضة من الممارسات التى طالته.. وأخيرا ما جرى مع الفريق «سامى عنان» وما انتهى باعتقاله والتحقيق معه.. ومرة أخرى: هل نريدها انتخابات أم نريدها استفتاء بمرشح واحد محسومة نتيجته سلفا؟.
هل يخرج علينا إعلاميو التوك شو ليطالبوا الناس بالنزول للإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات الرئاسية، وهو ما بدأوه بالفعل منذ الآن؟، وهل تلقى هذه الدعوة رواجا أم أن ما استقر لدى الناس هو الأكثر تأثيرا لديهم فى إقبالهم على النزول للإدلاء بأصواتهم.. ما استقر لديهم أن النتيجة محسومة سلفا، فلِمَ يحركون ساكنا؟!.
مرة أخيرة، ما يُقال فى البيانات الرسمية أو التصريحات المعلنة شىء وما يستقر حقا لدى الناس شىء آخر تماما.
نقلا عن المصري اليوم القاهريه