توقيت القاهرة المحلي 10:57:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حدود الفارق

  مصر اليوم -

حدود الفارق

بقلم : عمرو الشوبكي


هناك مَن يردد دائمًا أنه لا يوجد فارق بين الديمقراطيين والجمهوريين فى أمريكا وبين اليمين واليسار فى أوروبا فى التعامل مع القضايا العربية، وخاصة القضية الفلسطينية، وهناك مَن يرى أن هناك فارقًا جزئيًّا بين الجانبين، وأن المرشح الديمقراطى سيكون أفضل أو أقل سوءًا من المرشح الجمهورى فيما يخص تحديدًا القضية الفلسطينية.

صحيح أن كثرة المآسى التى تعرض لها الشعب الفلسطينى بسبب الدعم غير المحدود الذى قدمته الإدارات الجمهورية والديمقراطية لإسرائيل جعلت هناك وجاهة لهذا التصور، الذى يقول إنه لا يوجد فرق بين الاثنين.

ومع ذلك، فإن المعركة الانتخابية الحالية تقول إن هناك فارقًا جزئيًّا يمكن الاستفادة منه عربيًّا وفلسطينيًّا بين الديمقراطيين والجمهوريين، وتحديدًا بين ترامب وهاريس.

لقد اتهم ترامب هاريس أثناء المناظرة الأخيرة بأنها تكره إسرائيل، فى حين أنه يمكن اتهامها بأنها منحازة إلى إسرائيل مع إدارة الرئيس بايدن، التى كانت نائبة له، ولكنها تعلن ضرورة حماية المدنيين الفلسطينيين، ولا توافق على بعض الممارسات الإسرائيلية، فى حين أن ترامب يعتبر قيام دولة الاحتلال بقتل الأطفال والنساء فى غزة عملًا «Job» يجب على إسرائيل إتمامه.

إن المواقف الخافتة، التى اتخذتها إدارة بايدن/ هاريس فى مواجهة العدوان الإسرائيلى وشحنة السلاح اليتيمة، التى أوقفتها مؤقتًا، قبل أن تعيد إرسالها إلى إسرائيل، لم تمنع ترامب من مهاجمتها، واتهامها بأنها ستكون سببًا فى زوال إسرائيل إذا وصلت إلى الحكم، فى محاولة لتأليب اللوبى الصهيونى عليها.

وبدا لافتًا أنها قبل أى كلمة تعاطف تُبديها تجاه المدنيين الفلسطينيين تكرر جملة أنها تدعم إسرائيل فى مواجهة إيران وحلفائها خوفًا من تأثير اللوبى الداعم لإسرائيل على فرصها فى الفوز فى انتخابات الرئاسة.

إجمالًا يحرص المرشحان على نَيْل رضا تل أبيب وجماعات الضغط المؤيدة لها، ومن ضمنهم المرشحون المعتدلون من الحزب الديمقراطى، فيما عدا الجناح التقدمى، الذى مثله «ساندرز»، الذى انتقد بوضوح الممارسات الإسرائيلية، وطالب بأن توقف أمريكا تسليحها، ولذا لم يستطع أن يكون مرشح الحزب الديمقراطى فى انتخابات الرئاسة.

صحيح أن مدخل كمالا هاريس فى سعيها لوقف حرب غزة سيكون إنسانيًّا، وستظل تدافع عن أمن إسرائيل، وتتبنى جوهر روايتها فيما يتعلق بالتهديدات المحيطة بها، وستتخذ موقفها نفسه من فصائل المقاومة، إلا أنها ستكون أفضل من ترامب باعتبارها ستعظم من فرص الضغط على إسرائيل لوقف الحرب، ولو لدوافع إنسانية وسياسية داخلية محضة.

إن فوز كمالا هاريس كما نرجح لا يعنى أنها ستكون المخلصة، التى ستحل مشاكل أمريكا والعالم وتدافع عن القضية الفلسطينية بدل العرب، إنما لأنها ستفوز على رجل أدمن الكذب والارتجالية وكراهية العلم، ومارس التمييز، الذى وصل إلى حد العنصرية فى حق ليس فقط أبناء الحضارات الأخرى، إنما ضد كل ألوان البشرة غير البيضاء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حدود الفارق حدود الفارق



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon