توقيت القاهرة المحلي 09:13:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حدود الفارق

  مصر اليوم -

حدود الفارق

بقلم : عمرو الشوبكي


هناك مَن يردد دائمًا أنه لا يوجد فارق بين الديمقراطيين والجمهوريين فى أمريكا وبين اليمين واليسار فى أوروبا فى التعامل مع القضايا العربية، وخاصة القضية الفلسطينية، وهناك مَن يرى أن هناك فارقًا جزئيًّا بين الجانبين، وأن المرشح الديمقراطى سيكون أفضل أو أقل سوءًا من المرشح الجمهورى فيما يخص تحديدًا القضية الفلسطينية.

صحيح أن كثرة المآسى التى تعرض لها الشعب الفلسطينى بسبب الدعم غير المحدود الذى قدمته الإدارات الجمهورية والديمقراطية لإسرائيل جعلت هناك وجاهة لهذا التصور، الذى يقول إنه لا يوجد فرق بين الاثنين.

ومع ذلك، فإن المعركة الانتخابية الحالية تقول إن هناك فارقًا جزئيًّا يمكن الاستفادة منه عربيًّا وفلسطينيًّا بين الديمقراطيين والجمهوريين، وتحديدًا بين ترامب وهاريس.

لقد اتهم ترامب هاريس أثناء المناظرة الأخيرة بأنها تكره إسرائيل، فى حين أنه يمكن اتهامها بأنها منحازة إلى إسرائيل مع إدارة الرئيس بايدن، التى كانت نائبة له، ولكنها تعلن ضرورة حماية المدنيين الفلسطينيين، ولا توافق على بعض الممارسات الإسرائيلية، فى حين أن ترامب يعتبر قيام دولة الاحتلال بقتل الأطفال والنساء فى غزة عملًا «Job» يجب على إسرائيل إتمامه.

إن المواقف الخافتة، التى اتخذتها إدارة بايدن/ هاريس فى مواجهة العدوان الإسرائيلى وشحنة السلاح اليتيمة، التى أوقفتها مؤقتًا، قبل أن تعيد إرسالها إلى إسرائيل، لم تمنع ترامب من مهاجمتها، واتهامها بأنها ستكون سببًا فى زوال إسرائيل إذا وصلت إلى الحكم، فى محاولة لتأليب اللوبى الصهيونى عليها.

وبدا لافتًا أنها قبل أى كلمة تعاطف تُبديها تجاه المدنيين الفلسطينيين تكرر جملة أنها تدعم إسرائيل فى مواجهة إيران وحلفائها خوفًا من تأثير اللوبى الداعم لإسرائيل على فرصها فى الفوز فى انتخابات الرئاسة.

إجمالًا يحرص المرشحان على نَيْل رضا تل أبيب وجماعات الضغط المؤيدة لها، ومن ضمنهم المرشحون المعتدلون من الحزب الديمقراطى، فيما عدا الجناح التقدمى، الذى مثله «ساندرز»، الذى انتقد بوضوح الممارسات الإسرائيلية، وطالب بأن توقف أمريكا تسليحها، ولذا لم يستطع أن يكون مرشح الحزب الديمقراطى فى انتخابات الرئاسة.

صحيح أن مدخل كمالا هاريس فى سعيها لوقف حرب غزة سيكون إنسانيًّا، وستظل تدافع عن أمن إسرائيل، وتتبنى جوهر روايتها فيما يتعلق بالتهديدات المحيطة بها، وستتخذ موقفها نفسه من فصائل المقاومة، إلا أنها ستكون أفضل من ترامب باعتبارها ستعظم من فرص الضغط على إسرائيل لوقف الحرب، ولو لدوافع إنسانية وسياسية داخلية محضة.

إن فوز كمالا هاريس كما نرجح لا يعنى أنها ستكون المخلصة، التى ستحل مشاكل أمريكا والعالم وتدافع عن القضية الفلسطينية بدل العرب، إنما لأنها ستفوز على رجل أدمن الكذب والارتجالية وكراهية العلم، ومارس التمييز، الذى وصل إلى حد العنصرية فى حق ليس فقط أبناء الحضارات الأخرى، إنما ضد كل ألوان البشرة غير البيضاء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حدود الفارق حدود الفارق



GMT 09:08 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

7 فرق و11 لاعبًا نجوم البريمييرليج!

GMT 08:51 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

بشار في دور إسكوبار

GMT 08:49 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

دمامة الشقيقة

GMT 08:48 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

سوريا الجديدة والمؤشرات المتضاربة

GMT 08:47 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

هجمات رأس السنة الإرهابية... ما الرسالة؟

GMT 08:46 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الشرق الأوسط الجديد: الفيل في الغرفة

GMT 08:44 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 08:43 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الفنانون السوريون وفخ المزايدات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
  مصر اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 23:59 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

نانسي عجرم تكشف تطورات فيلمها الجديد مع عمرو دياب
  مصر اليوم - نانسي عجرم تكشف تطورات فيلمها الجديد مع عمرو دياب

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 00:24 2023 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يهدد بتصعيد أزمة الشحات والشيبي للفيفا

GMT 06:06 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

شاومي تعلن عن حدث في نيويورك بداية الشهر القادم

GMT 23:00 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الشاعِرة سندس القيسي تُصدِر كتابها الشعري الثاني

GMT 03:05 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع أسعار الخضراوات في الأسواق المصرية الجمعة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon