بقلم - عمرو الشوبكي
وجَّهتُ رسالة إلى «العباقرة» أمس.. وأظن أن الرسالة وصلت بعلم الوصول.. كان الهدف أن أُحرِّضهم على بناء المؤسسات لا تدميرها ولا حرقها.. سواء المؤسسات المدنية أو الإعلامية.. ربما ساعتها لم نكن لنقع فى هذه الورطة الكبرى.. طالبتهم بأن تكون عيونهم على الوطن، وليس الرئيس فقط.. ومن المؤكد أنهم تعلَّموا درساً جديداً مما حدث فى حزب الوفد على مدار الساعات الماضية!.
فالتفسير الوحيد لغضب بعض الوفديين أنهم لا يريدون أن يكونوا ديكوراً فى انتخابات محسومة.. ولا يريدون أن يكون رئيس الوفد مجرد «كومبارس».. وعندهم حق.. هم لا يتفهَّمون فكرة أنه دور وطنى.. فقد خسر الوفد من قبل حين ترشح الدكتور نعمان جمعة أمام مبارك.. فقد الوفد أرصدته وودائعه.. والآن يبيعون بعض العقارات للوفاء بالمرتبات.. ولم يحفظ لهم أحد هذا الجميل!.
والغاضبون لا يريدون أن تتكرَّر المأساة.. فجرت محاولات لإقناع الثائرين.. وسمعت رأياً من قيادة برلمانية أن أمر الترشح للرئاسة بيد الهيئة العليا.. وإذا لم توافق الهيئة العليا فإن الدكتور البدوى شخصية سياسية لها ثقل كبير يمكن أن يترشح مستقلاً إذا أراد.. إذن لا بديل عن الترشح أمام السيسى.. ولا يعرف صاحبنا أن ترشحه مستقلاً يصبح أعجوبة، ويعجِّل بانهيار «بيت الأمة»!.
والمثير للاستغراب أن «العباقرة» لم تكن أمامهم سيناريوهات مختلفة لمعركة الانتخابات.. ولم تكن لديهم خطط بديلة.. فهل هذا معقول؟.. وهل كان الهدف إخلاء الساحة أمام الرئيس؟.. هل كان ذلك فى صالح الرئيس؟.. لا والله.. لا هو فى صالح الرئيس، ولا فى صالح مصر.. ارجعوا إلى بيانات أمريكية وصحف غربية، يتعجبون أن مصر بلا مرشحين «بعد 7 سنوات ثورة»!.
والآن أتحدَّى أن تكون الأجهزة قد وضعت فى حساباتها أى مرشح آخر.. أتحدَّى أن تكون فكرت فى الوفد قبل ليلة الخميس الماضى.. وأتحدَّى أنها كانت أسعد الناس بغياب الفريق عنان وانسحاب خالد على.. تفكير العباقرة وصل لحد فين!.. إيه يعنى أن يترشح السيسى وحده!.. مصر ليست أعجوبة.. حدث ذلك أيضاً مع مانديلا، وديجول، وجورج واشنطن وعرفات والحبيب بورقيبة!.
وأقول لهؤلاء العباقرة إن مصر وقفت بجوار السيسى فى الدورة الرئاسية الأولى.. وتحوَّلت الأحزاب إلى أحزاب تدعم الرئيس تقديراً لدوره الوطنى.. فهل المنطق يقتضى أن يترشح كل مرة بلا منافسة؟.. وهل الدول التى أخلت الانتخابات لمانديلا أو ديجول أو غيرهما، كانت الأجهزة هى التى تتدخل أم كانت رغبة شعبية؟.. أليس غريباً ألا يكون هناك واحد من مائة حزب يترشح للرئاسة؟!.
بالتأكيد فيه حاجة غلط.. فى النهاية سوف يترشح الدكتور البدوى أمام السيسى.. سواء باسم الوفد أو مستقلاً كما قيل.. وسنكون أمام «شكل ديمقراطى».. المهم أن نبدأ بناء المؤسسات من الآن.. عيب جداً أن يبقى الحال كما هو عليه فى انتخابات 2022.. «خلُّوا عيونكم على مصر» أولاً!.
نقلا عن المصري اليوم القاهريه