توقيت القاهرة المحلي 12:33:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

٣٠ سنة على رحيل فرج فودة

  مصر اليوم -

٣٠ سنة على رحيل فرج فودة

بقلم - خالد منتصر

هذه بعض التغريدات التى كنت قد دوّنتها فى ذكرى اغتيال شهيد التنوير فرج فودة:

هل الرصاص الذى أطلق على شهيد التنوير فرج فودة من رشاش الغدر والخسة والجهل هو آخر الرصاص؟، هل صمت الكلاشينكوف عن استهداف المفكرين؟، أم ما زال هناك رصاص ينطلق ورشاشات تستهدف ومحتسب يتربص؟!، هذا هو السؤال الذى يجب أن نجيب عنه بعد ٣٠ عاماً مرت على اغتياله.

فرج فودة، هذا المفكر الشجاع الذى قتلناه حياً بيننا بالإهمال واللامبالاة، ثم اغتلناه ثانية بعد رحيله بالتخلى عن أفكاره وسد آذاننا وغلق عقولنا عن نشرها وتقبلها وتبنيها، فى 8 يونيو 1992 تلقى المفكر فرج فودة الرصاص فى قلبه وكبده أمام مكتبه فى شارع أسماء فهمى.

وبعد اغتيال الجسد تلقى فكر فرج فودة رصاصة الرحمة بسطوة قانون الازدراء، صادف اغتيال التنوير هوى ومزاج المجتمع الذى يخشى التفكير النقدى ويكره المنهج العلمى ويخلط ما بين الدين والتدين والإلهى والبشرى والإسلام والمسلمين.

لقطات وكادرات عبثية تمر أمامى الآن من شريط حياة فرج فودة قصيرة الزمن، عميقة المعنى، فرج فودة كان «سيزيف»، بطل الإغريق الأسطورى، الذى ظل عمره يحاول أن يدفع بالصخرة إلى قمة الجبل، لكنها وهى تقترب من تلك القمة إذا بها تهبط إلى السفح ثانية، فيكرر المحاولة إلى ما لا نهاية.

كان فرج فودة كالمساق إلى قدره الحتمى. كان يواجه الموت كل يوم بالتهديد والوعيد وخناجر السباب الفاحش ورصاص التطاول البذىء، كان يواجهه بصدر عارٍ، بلا درع أو سيف، كان أكبر مثال حى على تلك العلاقة الملتبسة بين دولة لا تعى الدرس ومثقف يظن أن رسالته قد وصلت، وأن درسه قد فُهم.

الدولة وقتها التى كانت تحارب الإرهابيين وقت فرج فودة ضحّت بمن يحارب الإرهاب، قالت له خُض معركتك منفرداً، اذهب أنت وكتبك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون، متفرجون، منتظرون، مبسوطون، منشكحون!، انضم «فودة» إلى حزب الوفد، ثم خرج عنه عندما تحالف هذا الحزب، صاحب التاريخ العلمانى، مع الإخوان فى انتخابات البرلمان.

رشّح فرج فودة نفسه مستقلاً فى دائرة شبرا، محروماً من أى دعم، ورغم ذلك كان مكتسحاً بحجته القوية وصلابته فى مواجهة الفاشية الدينية، لكن الدولة باعته وضحّت به على مذبح الفاشية الدينية وتحالفت مع المرشح المنافس، لأنه راجل بتاع ربنا، و«فودة» عليه كلام وعلامات استفهام!

وتمّت الصفقة وسقط فرج فودة العلمانى فى الانتخابات، كما سقط من قبله لطفى السيد الديمقراطى!!، ظل «فودة» يطل على الناس من خلال مقالاته وكتبه وندواته كلما تيسّر وسط حصار إعلامى مريب، بينما يطل تيار التخلف من خلال شاشات التليفزيون فى أوقات الذروة بشكل مكثف وإلحاح مقصود.

لم يدخل فرج فودة طوال حياته باب ماسبيرو إلا من خلال ربع ساعة مع المذيع أحمد سمير، تعليقاً على حادث إرهابى كانت الدولة تحتاج إليه وقتها لاستخدامه فى تلميع الصورة وإجراء عملية تجميل للضمير المترهّل، لكن دائماً كان اسمه مدرجاً على قائمة الممنوعات السوداء!، حصار فى الحياة والممات يا فودة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

٣٠ سنة على رحيل فرج فودة ٣٠ سنة على رحيل فرج فودة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon