توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا سيتأخر لقاح "كوفيد -19"؟

  مصر اليوم -

لماذا سيتأخر لقاح كوفيد 19

خالد منتصر
بقلم - خالد منتصر

تحت وطأة التوتر والاختناق والضائقة الاقتصادية، يستعجل البشر فى كل العالم الباحثين فى معاملهم كى ينجزوا اللقاح سريعاً، بل ويتهمونهم بالتخاذل والبطء، ويتخيلون أن إنتاج لقاح هو أشبه بعمل فطيرة بيتزا، المقادير جاهزة وما عليهم إلا إدخال اللقاح إلى الفرن!!، العملية يا سادة ليست جهجون ووجبة جاهزة دليفرى. إنتاج لقاح لأى فيروس عملية مجهدة وغاية فى الصعوبة، وتعالوا معاً نقرأ ما قالته المجلات العلمية تفسيراً لتأخر اللقاح حتى نكون جاهزين لهذا الماراثون الطويل ونتحلى بالصبر والثبات على إجراءات التباعد الاجتماعى وجدية التنفيذ.

قال fauci، مدير المعهد الوطنى للحساسية والأمراض المعدية الأمريكى، مؤخراً إن لقاح COVID-19 قد يستغرق من 12 إلى 18 شهراً لتطويره واختباره والموافقة عليه للاستخدام العام، لكن اللقاحات الجديدة تستغرق عادةً سنوات للحصول على الموافقة - فهل يمكننا حقاً أن نتوقع أن يكون لقاح فيروس كورونا جاهزاً بحلول صيف 2021؟

قال الخبراء لمجلة Live Science نظراً للضغوط الحالية لدرء الوباء، قد يكون لقاح COVID-19 جاهزاً فى وقت أقرب، طالما أثبت العلماء والوكالات التنظيمية استعدادهم لاتخاذ بعض الاختصارات، لكن ما سبب عدم إمكانية تطويره قبل 12 إلى 18 شهراً؟

وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يجرى حالياً اختبار وتطوير أكثر من 60 لقاحاً فى جميع أنحاء العالم، وقد دخل العديد منها تجارب سريرية مبكرة على متطوعين بشريين، تهدف بعض المجموعات إلى إثارة استجابة مناعية لدى الأشخاص الذين تم تطعيمهم عن طريق إدخال فيروس سارس COV-2 ضعيف أو ميت، أو قطع من الفيروس، فى أجسامهم. وهذه ليست طريقة جديدة، فإن لقاحات الحصبة والإنفلونزا والتهاب الكبد B والجدرى، تستخدم هذا الأسلوب منذ فترة طويلة، يمكن أن تستغرق هذه العملية الأولية لإنشاء لقاح فقط من 3 إلى 6 أشهر، طبعاً «إذا كان لديك نموذج حيوانى جيد لاختبار منتجك»، كما يقول راؤول أندينو بافلوفسكى، أستاذ علم الأحياء الدقيقة والمناعة بجامعة كاليفورنيا، لكن بالنظر إلى أزمة الوقت الحالية، اختارت بعض المجموعات اتباع طريقة أسرع وأقل تقليدية، يستخدم أول لقاح COVID-19 لدخول التجارب السريرية فى الولايات المتحدة، على سبيل المثال، جزيئاً جينياً يسمى mRNA كقاعدة له، ويقوم العلماء بتوليد mRNA فى المختبر، وبدلاً من حقن فيروس SARS-CoV-2 مباشرة فى المرضى، يقدم بدلاً من ذلك mRNA، حسب التصميم، يجب أن يدفع اللقاح الخلايا البشرية إلى بناء البروتينات الموجودة على سطح الفيروس، وبالتالى تحفيز استجابة مناعية وقائية ضد الفيروس التاجى، وتهدف مجموعات أخرى إلى استخدام المواد الوراثية ذات الصلة، بما فى ذلك الحمض النووى الريبى والحمض النووى، لبناء لقاحات مماثلة من شأنها أن تتداخل مع خطوة سابقة فى عملية بناء البروتين.

حتى الآن، لم يحصل أى لقاح تم بناؤه من المواد الوراثية للجراثيم على موافقة، وأفادت «ناشيونال جيوغرافيك» أنه على الرغم من وجود تلك التكنولوجيا منذ ما يقرب من 30 عاماً، فإن لقاحات الحمض النووى الريبى والحمض النووى الجديدة لم تتطابق بعد مع القوة الوقائية للقاحات الحالية، وبافتراض أن لقاحات COVID-19 غير التقليدية هذه ستجتاز اختبارات السلامة الأولية، «هل ستكون هناك فاعلية؟» قال الباحثون: «النماذج الحيوانية تقترح ذلك، ولكن سيتعين علينا الانتظار لنرى»، وقال «بافلوفسكى»: «بسبب حالة الطوارئ هنا، سيحاول الناس تجربة العديد من الحلول المختلفة بالتوازى». وقال إن مفتاح تجربة العديد من المرشحين للقاحات فى آن واحد هو تبادل البيانات بشكل مفتوح بين مجموعات البحث، من أجل تحديد المنتجات الواعدة فى أقرب وقت ممكن، وأضاف أن المقاييس المستخدمة لقياس الفاعلية فى الدراسات على الحيوانات والتجارب السريرية المبكرة يجب تحديدها بوضوح، وبعبارة أخرى، ينبغى أن يكون الباحثون قادرين على استخدام هذه الدراسات المبكرة لتحديد أى اللقاحات للمضى قدماً، وأيها يمكن تعديله وأيها يجب التخلى عنه، وقال أندينو بافلوفسكى إن العملية برمتها -من أطباق المختبر إلى الدراسات على الحيوانات- يمكن أن تستغرق من 3 إلى 6 أشهر.

ولكن ما التحديات التى تواجه اللقاح؟، إن تصميم لقاح يمنح الحصانة ويسبب الحد الأدنى من الآثار الجانبية ليست مهمة بسيطة، يطرح لقاح الفيروس التاجى، على وجه الخصوص، تحديات فريدة خاصة به، على الرغم من أن العلماء قاموا بالفعل بإنشاء لقاحات مرشحة للفيروسات التاجية SARS-CoV وMERS-CoV، إلا أن هذه لم تخرج من التجارب السريرية أو دخلت للاستخدام العام بعد، ويرجع ذلك جزئياً إلى نقص الموارد، قال Fauci فى مقابلة مع مجلة JAMA فى 8 أبريل: «أحد الأشياء التى يجب أن تكون حذراً عند التعامل مع فيروس كورونا هو إمكانية الطفرات»، فبعض اللقاحات تسبب ظاهرة خطيرة تجعل الجسم على العكس أكثر عرضة للأمراض الشديدة بعد التطعيم.

أفادت بعض الأبحاث السابقة بأن اللقاحات المرشحة لفيروس حمى الضنك، على سبيل المثال، أنتجت مستويات منخفضة من الأجسام المضادة التى توجه الفيروس إلى الخلايا الضعيفة، بدلاً من تدمير العامل المسبب للمرض، ووفقاً لمقال نُشر فى 16 مارس فى مجلة Nature، فإن لقاحات الفيروس التاجى للأمراض الحيوانية ومرض السارس تسببت فى تأثيرات مماثلة فى الحيوانات، لذلك هناك بعض القلق من أن اللقاح المرشح لـSARS-CoV-2 قد يفعل نفس الشىء. وقال Fauci يجب على العلماء مراقبة علامات ما يسمى antibody dependent enhancement (AED) فى جميع تجارب لقاح COVID-19 القادمة. وقال إن تحديد ما إذا كان التحسين يمكن أن يحدث أثناء الدراسات الأولية للحيوانات، ولكن «لا يزال من غير الواضح كيف سنبحث عن AED»، وقال: «بمجرد أن يكون هناك نموذج حيوانى جيد يعطى أعراضاً بعد الإصابة بالسارس - CoV - 2، يمكننا أن نتساءل عما إذا كان التطعيم يقلل أو يعزز إمراضاً»، «قد تكون هذه دراسات طويلة الأجل قد تستغرق عدة أشهر». وأضاف أندينو بافلوفسكى أنه يمكن إجراء دراسات AED بالتوازى مع تجارب الحيوانات الأخرى لتوفير الوقت، لكن هناك تحدياً آخر أيضاً، فقد قال أندينو بافلوفسكى إن اللقاح الناجح ضد الفيروس التاجى سيقضى على انتشار السارس- CoV-2 عن طريق تقليل عدد المصابين الجدد، وعادةً ما تنتشر عدوى COVID-19 فيما يسمى بالأنسجة المخاطية التى تبطن الجهاز التنفسى العلوى، ولمنع انتشار الفيروس بشكل فعال، «نحتاج إلى مناعة فى موقع العدوى، فى الأنف، فى الجهاز التنفسى العلوى»، فمسببات الأمراض المعدية تتخلل هذه النقاط الساخنة الأولية للعدوى بسهولة. أسطول متخصص من الخلايا المناعية المنفصلة عن تلك التى تجوب الأنسجة فى جميع أنحاء الجسم، مسئول عن حماية هذه الأنسجة الضعيفة، وتتولد الخلايا المناعية التى تحمى الأنسجة المخاطية عن طريق خلايا تسمى الخلايا الليمفاوية التى تبقى قريبة، قال أندينو بافلوفسكى لـLive Science: «الأمر يشبه قسم الشرطة المحلى»، لكن ليست كل اللقاحات تستدعى استجابة قوية من الجهاز المناعى المخاطى، فلقاح الإنفلونزا الموسمى، على سبيل المثال، لا يؤدى إلى استجابة مناعية مخاطية موثوقة لدى جميع المرضى، وهو ما يفسر جزئياً سبب استمرار إصابة بعض الأشخاص بمرض الجهاز التنفسى بعد تلقيه، لذلك حتى إذا استطاع لقاح COVID-19 إطلاق الاستجابة المناعية الضرورية، فإن الباحثين غير متأكدين من المدة التى قد تستمر فيها هذه المناعة، بينما تشير الأبحاث إلى أن الفيروس التاجى لا يتحول بسرعة، «لدينا فيروسات تاجية موسمية تأتى، عاماً بعد عام، ولا تتغير كثيراً من عام إلى آخر». على الرغم من تغير شكلها، فإن الفيروسات التاجية الأربعة التى تسبب نزلات البرد تستمر فى إصابة الناس - فلماذا لم نبن مناعة ضدها؟، هذا سؤال مهم لم يُجب عليه؟، ربما، هناك شىء غريب حول الفيروس نفسه، خاصة فى مضاداته، والبروتينات الفيروسية التى يمكن أن يتعرف عليها الجهاز المناعى، والتى تتسبب فى تلاشى المناعة، وقال أندينو بافلوفسكى إنه بدلاً من ذلك، قد تتلاعب الفيروسات التاجية بطريقة ما بجهاز المناعة نفسه، وقد يفسر ذلك انخفاض المناعة مع مرور الوقت. للتأكد من أن اللقاح يمكن أن يمنح مناعة طويلة الأمد ضد السارس- CoV-2، سيتعين على العلماء معالجة هذه الأسئلة، وقال الباحثون إنه على المدى القصير، سيتعين عليهم تصميم تجارب لتحدى جهاز المناعة بعد التطعيم واختبار مرونته بمرور الوقت، وقال إنه فى نموذج الفأر، قد تستغرق هذه الدراسات «شهرين على الأقل»، ولا يمكن للعلماء إجراء تجربة معادلة على البشر قبل التأكد من نجاحها على الفئران، ولكن يمكنهم بدلاً من ذلك مقارنة معدلات الإصابة الطبيعية فى الأشخاص المُلقحين بمعدلات الأشخاص غير المُلقحين فى دراسة طويلة الأمد.

فى النهاية، المسألة ليست سهلة ولا تتوقعوا إنتاج اللقاح فى الصيف القادم، فمغامرة إنتاج لقاح غير فعال ومنح أمان زائف أخطر من وباء الكورونا نفسه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا سيتأخر لقاح كوفيد 19 لماذا سيتأخر لقاح كوفيد 19



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon