توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كارل ماركس عاشقاً

  مصر اليوم -

كارل ماركس عاشقاً

بقلم : خالد منتصر

 يحتفل العالم بعيد ميلاد كارل ماركس، وتحتفى ألمانيا بشكل خاص ومتميز بذكرى مائتى عام على ولادة هذا المفكر الفيلسوف، الذى كما يفاخر به الألمان بأنه خلّدهم فى التاريخ، مثله مثل جوته ونيتشه وفاجنر وبريخت، فإن البعض ما زال يتهمه بأنه قسمهم وفصلهم ومزقهم إلى شرقية وغربية بفكره وفلسفته، لكن كل جوانب الاحتفاء ما زالت فى معظم جوانبها لا ترى إلا زاوية كارل ماركس الفيلسوف صاحب المعارك الكبرى من رأس المال وفائض القيمة إلى الصراع الطبقى وأفيون الشعوب، لكن أنا مؤمن بأن المثقف الكبير والمفكر المؤثر العظيم دائماً يحمل قلب طفل محب عاشق متيم، لذلك فزاوية الحب وجانب العشق فى حياة كارل ماركس زاوية مهملة وجانب مبتور ومطموس فى حياته، الجميع يعيش وهماً أن صانع الماركسية هو بالضرورة رجل عربيد لا يمكن أن يستقر على رفيقة حياة واحدة، هو حتماً شخص بدون مشاعر.. إلى آخر هذا القالب الجامد الذى دوماً نقولب به وفيه الأشخاص فى زنزانات أفكارنا الفاشية المعلبة سابقة التجهيز، المدهش أنك عندما تبحث فى حياة كارل ماركس تجد قصة عشق وإخلاص لزوجته جينى فون ويستفالن تستحق أن تكتب فى رواية رومانسية، وعندما تبحث فى كتبه ومخطوطاته تجد ثلاثة دفاتر من أشعار الحب والغزل الملتهبة!، وفى نهايتها دوماً تلك العبارة: «إلى عزيزتى جينى فون ويستفالن، المحبوبة أبداً»، حبيبته جينى كانت بنت الثراء والأرستقراطية، والدها بارون ثرى مستشار لحكومة بروسيا، ووالدتها تعود أصولها إلى الأرستقراطية الأسكتلندية ولها صالون ثقافى شهير، كل الشباب يتمنى مجرد القرب من جينى الجميلة ولكنها تختار كارل ماركس الذى كانوا يشبهونه بعطيل، لأنه كان مخاصماً للوسامة، امتدت فترة الخطوبة سبع سنوات حتى يستكمل دراسته، ظل الحب مشتعلاً أثناءها ولم تنطفئ جذوته أثناء الزواج، تعالوا نطلع على إحدى قصائد عشقه، يكتب ماركس:

«أترين؟ قد أملأ ألف مجلد،

كاتباً فقط «جينى» فى كل سطر،

ومع ذلك، فالجملة قد تخفى عالماً من الفكر،

عقداً أبدياً، وإرادةً لا تتبدل،

أبياتاً حلوةً بلطفٍ ما زالت تحن،

فيها كل الوهج وكل لمعان الأثير،

بها عذاب ألم الحزن وفرحٌ قدسىٌ..

فيها كل حياتى ومعرفتى،

أقرأها فى النجوم البعيدة،

وعلى النسيم الغربى تعود إلى،

ومن وجود الأمواج البرية ترعد.

حقاً، قد أكتبها كلازمة،

لتراها القرون القادمة: الحب هو جينى، وجينى هو اسم الحب»

فلتبحثوا دائماً عن الوجه الآخر والعصفور الراقد فى حنايا القلب.. ابحثوا عن همس الإنسان لا صراخ معاركه الفكرية فقط.
 
نقلا عن الوطن القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كارل ماركس عاشقاً كارل ماركس عاشقاً



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon