ما زالت الأبحاث التى تخدم علاج السرطان هى التى تحصد جائزة نوبل، فمثلما منحت جائزة العام الماضى لأخصائيى المناعة جيمس ب.
أليسون وتاسوكو هونجو عن عملهما الذى أظهر كيف يمكن تسخير جهاز المناعة لمكافحة السرطان، مُنحت جائزة نوبل فى الفسيولوجيا أو الطب لهذا العام لثلاثة باحثين ساعدوا فى الكشف عن الآلية التى تستشعر بها الخلايا فى الجسم وتتكيف مع توافر الأكسجين، ببساطة الورم السرطانى يحتاج إلى دم للنمو وكذلك أنواع الأنيميا الخبيثة تحتاج لمزيد من تدفق الدم، إذن لو منعنا تدفق الدم إلى الورم وجعلناه يزيد فى الأنيميا إذن ستزيد فرص شفاء المرضين، وقد شارك ويليام كايلن جونيور وبيتر راتكليف وجريج سيمينزا فى الجائزة عن عملهما الذى لعب دوراً مهماً فى فهم -وفى النهاية علاج- أمراض مثل فقر الدم والسرطان، وقال راندال جونسون من معهد كارولينسكا، عضو لجنة نوبل، فى مؤتمر صحفى بالسويد يعلن فيه عن الجائزة، صباح الاثنين: «هذه الجائزة مخصصة لثلاثة علماء أطباء وجدوا المفتاح الجزيئى الذى ينظم كيفية تكيف خلايانا عندما تنخفض مستويات الأكسجين».
يمكن أن تنخفض مستويات الأكسجين فى جميع أنحاء الجسم -على سبيل المثال، على ارتفاعات عالية أو أثناء ممارسة الرياضة- أو فى موضع محدد، مثل موقع الجرح، تؤدى مستويات الأكسجين المنخفضة، أو نقص الأكسجين، إلى تكوين أوعية دموية جديدة، أو تكوين خلايا الدم، أو تحلل السكر (التخمير اللاهوائى).
كان من المعروف أن نقص الأكسجة يؤدى إلى ارتفاع هرمون الإريثروبويتين (EPO)، الذى يشارك فى إنتاج خلايا الدم الحمراء، لكن علماء الجوائز كشفوا عن آلية كيفية عمل هذه العملية.
تؤثر استجابة نقص الأكسجين على العديد من جوانب علم وظائف الأعضاء، بما فى ذلك حالات مثل فقر الدم والسرطان والسكتة الدماغية والعدوى والنوبات القلبية.
تحتاج الخلايا السرطانية، على سبيل المثال، إلى مصدر دم من أجل النمو، ويمكنها اختطاف نظام استشعار الأكسجين هذا لإنشاء المزيد من الأوعية الدموية. البحث يؤدى بالفعل إلى تطوير علاجات جديدة.
وأظهر سيمينزا، وهو فى جامعة جونز هوبكنز، أن نقص الأكسجة يؤثر على الجين EPO، وباستخدام الفئران المعدلة وراثياً، كشف أن بعض شرائح الحمض النووى بجانب هذا الجين تنظم استجابتها لمستويات الأكسجين المنخفضة، اكتشف سيمينزا مركباً بروتينياً يُعرف باسم العامل الذى يحفز نقص الأكسجين (HIF)، كما درس راتكليف، وهو فى جامعة أكسفورد ومعهد فرانسيس كريك فى إنجلترا، كيف ينظم الأكسجين الجين EPO، أظهر فريقه وSemenza أن هذه الآلية كانت موجودة فى جميع الخلايا.
وفى الوقت نفسه كان كيلين، الذى يعمل فى معهد دانا فاربر للسرطان فى بوسطن، يدرس متلازمة وراثية تسمى مرض فون هيبل لينداو (VHL)، مما يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان فى بعض الأسر، لقد أظهر أن جين VHL يشفر بروتيناً يمنع تطور السرطان، وأن الخلايا السرطانية التى تفتقر إلى هذا الجين لها أيضاً مستويات عالية من النشاط فى الجينات التى ينظمها نقص الأكسجة.
البحث ببساطة يقول إن تقليل الجين HIF-1α سيحد من قدرة الورم على إنتاج مصدر دم جديد، وعلى النقيض من ذلك، فإن زيادة تعبيرها يمكن أن تساعد فى علاج المصابين بفقر الدم.
وقال سيمينزا، يوم الاثنين فى مؤتمر صحفى فى الجامعة: «إنه يوم جيد لـ[جونز] هوبكنز». كانت الرسالة التى تلقاها لكل عالم تدريبى اليوم هى: «كنت فى يوم من الأيام حيث أنت الآن، وفى يوم من الأيام سوف تكون هنا. نحن محظوظون للغاية لأن تكون لدينا هذه المهنة حيث نتابع اهتماماتنا وأحلامنا أينما كانوا».
وقال راتكليف فى بيان: «لقد تشرفت وسررت بالأخبار». «إنه تكريم للمختبر، لأولئك الذين ساعدونى فى إعداده وعملوا معى فى المشروع على مر السنين، ولآخرين كثيرين فى هذا المجال، خصوصاً لعائلتى على صبرهم معى».
وقال كايلن: «سأعترف، مثل معظم العلماء، أننى سمحت لنفسى بأن أحلم أنه قد يحدث هذا فى يوم من الأيام»، وأضاف «عندما كنت صغيراً، كان نشاط أبى المفضل هو الصيد، جزء من السر هو معرفة مكان الصيد، شىء واحد حصلت عليه هو فهم أن مرض فون هيبل لينداو كان المكان المناسب للذهاب للصيد».