صار تناول فيتامين «د» إدماناً وهوساً بعد أن صارت الدعاية المزيفة التى تروج له على أنه علاج لجميع الأمراض من الاكتئاب إلى السرطان تزيف وعى الجميع وتجعلهم عرضة للنصب، وصلتنى رسالة مهمة من أستاذ القلب د. شارل مجلى تتناول هذا الموضوع بالتحليل، يقول د. مجلى فى رسالته على هيئة سين وجيم:
• هل يؤدى نقص فيتامين د إلى هشاشة العظام osteoporosis المنتشر فى كبار السن وخاصة السيدات؟
نقص فيتامين دال ليس هو السبب المباشر لهشاشة العظام. ولكن فيتامين دال والكالسيوم من المواد الضرورى توافرها (بالإضافة لأدوية أخرى أساسية) لعلاج هشاشة العظام.
• ما هى مصادر هذا الفيتامين؟
المصدر الأول هو المواد الغذائية كالسالمون والماكريل والأسماك ومنتجات الألبان. والمصدر الثانى هو التعرض لأشعة الشمس باعتدال حيث يتم تصنيعه فى خلايا الجلد من الكوليسترول.
• هل هناك أضرار من زيادة فيتامين دال فى الجسم؟
بالقطع. أمراض خطيرة فى الواقع. إذا زاد هذا الفيتامين بدرجة كبيرة كما يحدث عند تعاطيه بجرعات كبيرة قد يحدث تسمم للجسم بفيتامين دال، وهذا يؤدى إلى زيادة مرضية كبيرة فى نسبة الكالسيوم فى الدم، مما قد يؤدى إلى تكلس الأنسجة الرخوة فى الجسم كبطانة الشرايين والخلايا العصبية وإتلافها بصورة نهائية وحدوث مضاعفات خطيرة تنتج عن انسداد الشرايين وتصلبها المتسارع وتلف الخلايا المخية.
• هل نقص فيتامين دال موجود بصورة وبائية كما تصور لنا التحاليل التى تجرى له؟
موضوع نقص فيتامين دال تم تضخيمه بشكل مبالغ فيه تماماً من قبَل بعض الأطباء فى الولايات المتحدة كالدكتور مايكل هوليك Michael Holick الذى نشر مقالات علمية غير دقيقة بدءاً من عام ٢٠١١ ضخمتها وسائل الإعلام، مما أدى إلى انتشار حمى إجراء تحاليل هذا الفيتامين التى زادت بنسبة ٨ أضعاف وازدياد مبيعات فيتامين دال بنسبة مقاربة، حيث أثبتت التحاليل وجود نقص فى فيتامين دال فى نحو ٨٠٪ من الشعب الأمريكى وهى نسبة غير معقولة ولا مقبولة. وللأسف فقد اتضح لاحقاً أن هذا الطبيب غير الأمين وزملاءه كانوا يتحركون بدافع مصالح مالية لهم مع معامل التحاليل الكبرى والشركات المنتجة لحبوب وشراب وحقن هذا الفيتامين وحتى مع الشركات المنتجة لأسرة التعرض للأشعة فوق البنفسجية Tanning beds. وقد كتبت الـ«نيويورك تايمز» مقالاً عن هذا الطبيب، وقد ساهمت جهود هذا الطبيب غير البريئة ومقالاته فى تغيير توصيات بعض الجهات العلمية، مما أدى -على غير أساس علمى- أن تعتبر هذه الجهات مستوى الفيتامين الطبيعى فى الدم فوق ٣٠ نانوجرام فى المللى رغم أن هذا غير صحيح لأن المستوى الطبيعى هو ما يزيد على ٢٠ نانوجرام. وقد أدى تغيير التوصيات -مع عدم دقة هذه التحاليل أصلاً فى كثير من المعامل وتضارب وسائلها- إلى اعتبار العديد من الأشخاص الطبيعيين وكأنهم مرضى بنقص فيتامين دال بينما هم طبيعيون تماماً.
• ما هى إذاً المستويات الطبيعية لهذا الفيتامين؟
تعتبر التوصيات الحديثة أن المستوى الطبيعى لفيتامين دال هو ما يزيد على العشرين نانوجرام. ولا يعتبر الشخص مريضاً بنقص الفيتامين ويحتاج إلى علاج إلا إذا نقص المستوى عن ١٢ نانوجرام.
• هل ينصح بإجراء تحليل روتينى لكل الناس لهذا الفيتامين؟
لا يجرى هذا التحليل إلا فى حالة وجود أعراض مرضية متعلقة بالعظام أو نقص شديد فى الكالسيوم فى الجسم أو وجود أعراض نقص امتصاص الدهنيات أو عند المرضى الذين يتم إجراء عمليات تخسيس أو تحويل مسار لهم، علماً بأنه لم يثبت علمياً وجود أى تأثير علاجى جيد لهذا الفيتامين فى حالات الاكتئاب أو الإرهاق العام أو تآكل الغضاريف، كما لم يثبت له أى تأثير وقائى من السرطانات والسكر وأمراض القلب والكسور كما كانت تروج وسائل الإعلام، وبالطبع لم يثبت لهذا الفيتامين أى تأثير جيد فى إطالة العمر.
• ما هى الجرعات التى يوصى بها فى الحالات المرضية؟
الجرعة المعقولة فى البالغين تتراوح ما بين ٦٠٠ - ٨٠٠ وحدة دولية فى اليوم. تخطى هذه الجرعة بصورة معقولة مسموح به. لكن هناك من يتعاطى جرعات جنونية يومياً فى حدود ١٠٠٠٠ وحدة دولية وقد تصل إلى ٥٠٠٠٠ وحدة يومياً. هذه الجرعات هى جرعات سامة بالتأكيد ويجب تجنبها. كما يجب متابعة تحاليل الكالسيوم والفوسفور فى الدم أثناء العلاج.
نقلًا عن الوطن القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع