بقلم : خالد منتصر
العلم صراع مع المستحيل، ولو قال العالم «مافيش فايدة» لتوقفت عجلة الاكتشافات العلمية عن الدوران، تليف الكبد كان من ضمن تلك المستحيلات التى ظل الطب لا يطرق بابها، وعندما يصل إليه يرفع أمامه الراية البيضاء، الحال قد تغير الآن، والحمد لله أن هذا التغير والاقتحام قد حدث بفريق يضم طبيباً مصرياً يعيش فى أستراليا، تعالوا نقرأ قصة الانتصار القريب على التليف من د. هشام الخياط أستاذ الكبد بمعهد تيودور بلهارس، ذهبت إلى د. هشام لأفهم منه وقال لى الآتى:
تليف الكبد يحدث نتيجة لالتهابات كبدية مزمنة تؤدى إلى حدوث موت لبعض خلايا الكبد أو تنكرز مع وجود عقيدات متجددة من خلايا الكبد واستبدال لجزء من نسيج الكبد بنسيج ليفى.. وأمراض الكبد المزمنة التى تؤدى فى النهاية إلى التليف الكبدى عديدة، نذكر منها الالتهابات الفيروسية وخاصة الناتجة عن فيروسى «C» و«B» والالتهابات المناعية والالتهاب الكحولى المزمن والتدهن الكبدى وبعض الأمراض الوراثية وترسيب بعض المعادن فى الكبد بصورة زائدة مثل الحديد والنحاس.. كما يؤدى الاستخدام العشوائى لبعض الأدوية إلى حدوث تليف كبدى فى بعض الأحيان.
وينتج عن التليف الكبدى اضطراب فى وظائف الكبد التخليقية من تصنيع للبروتينات ومواد التجلط وعدم القدرة على التخلص من السموم، وأيضاً اضطراب أيض الأدوية وزيادة نسبة الصفراء فى الدم، وقد يؤدى التليف الكبدى إلى مضاعفات متعددة منها تورم الرجلين والاستسقاء ودوالى المرىء النازفة والغيبوبة الكبدية والبؤر الكبدية وارتفاع نسبة الصفراء بالدم.
وعلاج التليف الكبدى يكمن فى علاج المسببات فى البداية حتى لا تتطور حالة الكبد الملتهب إلى تشمع وتليف بمعنى علاج الفيروسات الكبدية فى بدايتها وعلاج واكتشاف الالتهاب المناعى فى بدايته وعلاج دهون الكبد المترسبة فى الخلايا الكبدية فى مراحل مبكرة وعلاج ترسيبات المعادن فى الخلايا الكبدية واكتشافها مبكراً وبالتأكيد الإقلاع عن شرب الكحول.
ولكن لوحظ فى بعض الأحيان أن هناك بعض المرضى يتطور عندهم مرض التليف الكبدى بصورة سريعة إذا ما تم مقارنتهم بمرضى آخرين.. وقد تم اكتشاف بروتين جديد ناتج عن تحور جين مهم يسمى إنترفيرون لامدا3.. يؤدى إلى حدوث تلف شديد فى النسيج الكبدى وتليف سريع.. وقد اكتشف هذا البروتين عالمان من أستراليا هما الدكتور يعقوب جورج والدكتور محمد إسلام.. وأصبح هناك تشخيص يرصد هذا البروتين الناتج عن الجين المتحور الذى يحدد المرضى المعرضين أكثر لحدوث تلف سريع فى كبدهم وتليف متطور..
ويطور العلماء الآن علاجاً فعالاً لوقف ومنع تأثير هذا البروتين الضار على مرضى التليف الذى من شأنه منع تطور وتقدم حالة المريض ويحد من تطور التليف أيضاً.
وهناك العديد من الأدوية التى يتم تجربتها فى مراحل التجارب الإكلينيكية الثانية والثالثة، والتى تحد من ترسيب النسيج الليفى وتكسر النسيج الليفى الذى تم عمله فى كبد المريض منها دواء السيمتزماب SIMTUZUMAB الذى يمنع إنزيماً مهماً من شأنه أن يحول النسيج الليفى فى مراحله الأولى إلى تليف كامل غير قابل للارتجاع.
وهناك أيضاً دواء حمض الأوبتوكوليك OBTICHOLIC ACID وكذلك دواء الـELAFIBRANOR أو اليفيبرنور اللذان أثبتا فاعلية فى تقليل والحد من ترسيب النسيج الليفى الناتج عن الكبد الدهنى.
بالإضافة إلى دواء السينكريفورك CENICRIVROC ودواء سولانوسرتيب SELONSERTIB اللذين يحبطان بعض الخلايا المحفزة التى من شأنها تحفيز الخلايا النجمية الساكنة الموجودة بالكبد والتى تؤدى إلى ترسيب النسيج الكبدى.
وهذه الأدوية سوف ترى النور قريباً بعد الانتهاء من التجارب السريرية الكاملة فى غضون خمس سنوات من الآن.
نقلا عن الوطن
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع