توقيت القاهرة المحلي 20:27:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الكليب الشرعى والدراما المعقمة

  مصر اليوم -

الكليب الشرعى والدراما المعقمة

بقلم: خالد منتصر

منتج أغانٍ شهير يحذف مشهد بنت ترقص من أغنية ويعيد عرضها بدون تلك الرقصة بناء على طلب الجمهور!، حدث هذا بعد وفاة الفنان القدير محمود رضا بأسابيع قليلة، رضا الذى كان يقدم نفسه على أنه راقص بدون أى خجل، وحدث هذا بعد أكثر من نصف قرن على وقوف فريدة فهمى بنت أستاذ الهندسة على المسرح لتكون بطلة فرقة رضا التى كانت سفيرنا إلى العالم كله، ويتم تكريمها من رؤساء الجمهوريات، لم يكن أحد يسخر منها بوصف هز الوسط أو أنها من العوالم، لم يسبها أحد وقتها أو ينعتها بالفسق والفجور، وإذا ظل الفنان يتعامل مع الجمهور بمنطق «الزبون دايماً على حق»، فلن يحدث أى تغيير، فالمزاج السلفى الذى لا أستطيع أن أقول إنه يحتل كل العقول المصرية، لكن أستطيع أن أقول إن هذا المزاج هو صاحب الصوت العالى واللجان الإلكترونية والصراخ والضجيج، هذا ما جعل هذا المنتج يرضخ و«يطاطى» للريح و«يماين» ويغازل هذا التيار، لكن الفنان الذى يطاطى ويماين لا يستحق لقب فنان، الفنان هو محرك التغيير، هو المخاصم للسائد، هو الخارج عن المألوف والمستقر والبديهى، هو المقتنع بأن ركود البحيرة لا يورث إلا طحالب العفن، هذا المنتج صاحب الكليب الشرعى الذى ألبس الأغنية الجبة والقفطان والعمامة، هو جزء من تيار فهم الفن خطأ، فهمه على أنه خطبة وعظ، وما أكثرها على المنابر إذا أراد وطلب، هذا التيار خرج منه أخيراً ممثل هو صاحب شعار «ممنوع لمس الممثلات»، واستمتع كثيراً وعاش نشوة تشجيع ألتراس السلفيين، وعندما اطمأن إلى تشجيع هذا الجمهور، قام بنشر صوره مع زوجته غير المحجبة، لتخرج ضده مظاهرات السوشيال ميديا من نفس الجمهور السابق الذى صفق له ورفعه على الأعناق وقت إعلانه مبدأ التمثيل الشرعى والدراما المعقمة بالديتول السلفى، واللمس بالريموت والبلوتوث، شتموه هو وزوجته بأقذع الألفاظ وأكثرها سفالة، شرب الممثل من نفس الكأس، رغبته فى مغازلة الشارع السلفى وزغزغة المتطرفين المتعصبين، أعمته عن رؤية حقيقة مهمة، وهى أن هؤلاء لن يرضوا عن أى فنان أو بالأحرى عن أى شخص إلا أن يكون شبههم ونسخة منهم، وأن يتحول إلى الفنان «أبوبكر البغدادى» أو الممثل «الملا عمر»!!، لم يكن هذا الممثل أو ذلك المنتج هما أول الرواد فى مجال الأغنية والدراما الشرعية، فقد كان هناك الممثل حسين صدقى الذى تبرأ من أعماله الفنية واعتبرها رجساً من عمل الشيطان، بعدها جاءت هوجة حجاب الفنانات بتحريض من الدعاة الذين كانوا يقومون وقتها بالرعاية والترويج لشركات توظيف الأموال فى أكبر عملية نصب اقتصادية حدثت للمصريين، والتى تزامنت مع أكبر عملية نصب فنية حدثت للمصريين والتى حملت اسم «السينما النظيفة»!، روجوا لهذا التعبير الخادع المراوغ تحت شعار «سينما تشاهدها كل الأسرة»، فتحولت السينما إلى ما يشبه المسرحيات الوعظية الصارخة التى تقدمها المدارس الابتدائية فى هذه الأيام، سينما نظيفة مغسولة بمسحوق «رابسو» الدعاة الكاجوال، وكأن سينما صلاح أبوسيف وتوفيق صالح ويوسف شاهين وكمال الشيخ وحسين كمال وشادى عبدالسلام.. إلخ، سينما غير نظيفة!!!، صدقونى يا فنانى الكليبات الشرعية والدراما المعقمة والسينما النظيفة والفن الوعظى، لن يرضى عنكم التكفيريون ولن يقبلوا منكم «النص نص»، إلا لو حملتم الكلاشينكوف وذبحتم وقتلتم ووصلتم إلى أعلى السقف الطالبانى القندهارى، عيشوا فى كهف وهم الشعبية والجماهيرية حتى تفاجأوا حين يحكمكم هؤلاء بفضل نفاقكم لهم، أنكم أول من سيعلق على المشانق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكليب الشرعى والدراما المعقمة الكليب الشرعى والدراما المعقمة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon