توقيت القاهرة المحلي 07:31:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عاد الجثمان.. لكن هل عاد الأمان؟

  مصر اليوم -

عاد الجثمان لكن هل عاد الأمان

بقلم : خالد منتصر

  عادت جثامين شهداء الأقباط فى مذبحة سرت، لترقد مطمئنة فى ثرى مصر وترابها، عادت الجثامين مظللة بالياسمين، عادت لتسطر قصة حب وشجاعة وصفاء روح وثبات مبدأ، عادت لتفضح بربرية أكلة لحوم البشر، عاد الجثمان، فمن يضمن لنا الأمان؟ من يضمن عدم تكرار تلك الجرائم البشعة؟ الفكرة ما زالت موجودة وتنتشر كالطاعون، والأيدى ما زالت مرتعشة، والرهان الخاسر ما زال على السرطان فى محاربة الإيدز!!، عندما وجدوا الرفات فى ليبيا سبقتنى دموعى، وأنا أكتب رسالة إلى القتلة، إلى القتلة الذبّاحين الذين يتصورون أنهم يتقربون إلى الرب بالجماجم والأشلاء، رفات هؤلاء أشرف منكم وأغلى، لأنهم وبرغم اختلاف الدين، فإنهم يعشقون تراب هذا الوطن، لذلك عادوا ليدفنوا فيه وتحت ثراه، تتعطر أرض مصر بدمائهم الزكية التى سالت فى البحر عندما نحرتموهم بلا ذنب، لكنهم لم يحققوا لكم لذة شماتتكم أيها الضباع، فقد ماتوا بكل إباء وشمم وكرامة وبلا انكسار ولا مذلة لكم، هم أثرياء تحت الثرى، وأنتم أيها القتلة يا فقراء القلب والروح نبصق على وجوهكم العفنة التى مسحة منها تنجّس محيطاً!!، كفكفت دموعى ولم أستطع مقاومة تقززى وقيئى من القاتل وإعجابى وانبهارى بالمقتول، وأنا أرى السكين تجزّ العنق والضحية تتمتم وتصلى، الضحية كانت أقوى من القاتل وأكثر صلابة، يد القاتل كاذبة وعنق المذبوح صادقة، ونصل القلب المحب كان أمضى من سكين الكاره، المذبوح كان مغمض العينين، والذابح كان مغمض القلب، انسدل الجفن لحظة النزف، سمسار الموت كان يشد الوثاق، بينما كان الشهيد فى لحظة الفراق، مجرد نظرة قبل الذبح رأى فيها القاتل عورته وعريه الداخلى الفاضح برغم القناع الكثيف، الله الذى يسكن قلب الشهيد حتماً غير الذى يسكن دماغ المجاهد التكفيرى، أراد المجرم إسكات دعاء الضحية الهامس، كان يظن أنه ببتر الحنجرة سيكتم تغريدة الحب، كان لا يعرف أن الصوت صادر من أعماق القلب، ذلك الطائر الشفاف، ذو الأجنحة النورانية، الذى لا تستطيع سيوف وخناجر الدنيا أن تصنع له قفصاً أو تسوّر حوله زنزانة، ما عاد إلى مصر ليس مجرد رفات، ليس مجرد بقايا عظام وفتافيت بشر وأشلاء موتى، ما عاد إلينا هو مخزون كرامة ورائحة وطن وعبير زمن كنا ظنناه قد ولّى ودُفن، عاد إلينا الجثمان.. فمتى يعود الأمان؟

نقلا عن الوطن القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاد الجثمان لكن هل عاد الأمان عاد الجثمان لكن هل عاد الأمان



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon