توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عاد الجثمان.. لكن هل عاد الأمان؟

  مصر اليوم -

عاد الجثمان لكن هل عاد الأمان

بقلم : خالد منتصر

  عادت جثامين شهداء الأقباط فى مذبحة سرت، لترقد مطمئنة فى ثرى مصر وترابها، عادت الجثامين مظللة بالياسمين، عادت لتسطر قصة حب وشجاعة وصفاء روح وثبات مبدأ، عادت لتفضح بربرية أكلة لحوم البشر، عاد الجثمان، فمن يضمن لنا الأمان؟ من يضمن عدم تكرار تلك الجرائم البشعة؟ الفكرة ما زالت موجودة وتنتشر كالطاعون، والأيدى ما زالت مرتعشة، والرهان الخاسر ما زال على السرطان فى محاربة الإيدز!!، عندما وجدوا الرفات فى ليبيا سبقتنى دموعى، وأنا أكتب رسالة إلى القتلة، إلى القتلة الذبّاحين الذين يتصورون أنهم يتقربون إلى الرب بالجماجم والأشلاء، رفات هؤلاء أشرف منكم وأغلى، لأنهم وبرغم اختلاف الدين، فإنهم يعشقون تراب هذا الوطن، لذلك عادوا ليدفنوا فيه وتحت ثراه، تتعطر أرض مصر بدمائهم الزكية التى سالت فى البحر عندما نحرتموهم بلا ذنب، لكنهم لم يحققوا لكم لذة شماتتكم أيها الضباع، فقد ماتوا بكل إباء وشمم وكرامة وبلا انكسار ولا مذلة لكم، هم أثرياء تحت الثرى، وأنتم أيها القتلة يا فقراء القلب والروح نبصق على وجوهكم العفنة التى مسحة منها تنجّس محيطاً!!، كفكفت دموعى ولم أستطع مقاومة تقززى وقيئى من القاتل وإعجابى وانبهارى بالمقتول، وأنا أرى السكين تجزّ العنق والضحية تتمتم وتصلى، الضحية كانت أقوى من القاتل وأكثر صلابة، يد القاتل كاذبة وعنق المذبوح صادقة، ونصل القلب المحب كان أمضى من سكين الكاره، المذبوح كان مغمض العينين، والذابح كان مغمض القلب، انسدل الجفن لحظة النزف، سمسار الموت كان يشد الوثاق، بينما كان الشهيد فى لحظة الفراق، مجرد نظرة قبل الذبح رأى فيها القاتل عورته وعريه الداخلى الفاضح برغم القناع الكثيف، الله الذى يسكن قلب الشهيد حتماً غير الذى يسكن دماغ المجاهد التكفيرى، أراد المجرم إسكات دعاء الضحية الهامس، كان يظن أنه ببتر الحنجرة سيكتم تغريدة الحب، كان لا يعرف أن الصوت صادر من أعماق القلب، ذلك الطائر الشفاف، ذو الأجنحة النورانية، الذى لا تستطيع سيوف وخناجر الدنيا أن تصنع له قفصاً أو تسوّر حوله زنزانة، ما عاد إلى مصر ليس مجرد رفات، ليس مجرد بقايا عظام وفتافيت بشر وأشلاء موتى، ما عاد إلينا هو مخزون كرامة ورائحة وطن وعبير زمن كنا ظنناه قد ولّى ودُفن، عاد إلينا الجثمان.. فمتى يعود الأمان؟

نقلا عن الوطن القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاد الجثمان لكن هل عاد الأمان عاد الجثمان لكن هل عاد الأمان



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon