توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الماميز» الباب الخلفى للإخوان

  مصر اليوم -

«الماميز» الباب الخلفى للإخوان

بقلم : خالد منتصر

تصلنى كل يوم مئات الرسائل المكتوبة والصوتية لسيدات فضليات على جروبات الواتس آب وصفحات الفيس بوك. معظمهن ينتمين إلى ما يسمى جروبات الماميز، وهى جروبات المفروض أنها قد تأسست لمتابعة الأطفال فى المدارس والنقاش حول أحوالهم الدراسية وكتابة مقترحات للنهوض بالعملية التعليمية فى المدرسة أو مراقبة أداء المعلمين... إلخ، لكنها قد تحولت فى الفترة الأخيرة إلى ماكينة شائعات مرعبة حول الكورونا، تصرخ إحداهن: الحقوا ٢٥٠ حالة، ترد الأخرى: لا، أصبحوا ٣٠٠... مين يزود؟! إنه مزاد الرعب، فتحته جروبات الماميز.

لا تقلقنى تلك الجروبات بقدر ما تقلقنى العقلية التى تشكل معظم من يروّجن لتلك الشائعات، كيف تشكلت تلك العقليات؟ وكيف صارت بهذا الانتشار؟ تلك الأمهات على أعلى مستوى من التعليم، وفى أرقى المستويات الاقتصادية، أنا أتحدث عن جروبات لأمهات معظمهن فى كومباوندات، يركبن أحدث موديلات السيارات، مشتركات فى أغلى الأندية، باختصار.. معظمهن مرفهات ينتمين إلى طبقات ثرية، والمفروض أن مدارس الأولاد إنترناشونال، أى إن المناخ مهيأ لإفراز أفكار عقلانية ليس فيها نبرة انتقام من الدولة، لكن ما يحدث على أرض الواقع يفضح تلك الشيزوفرينيا المحيرة، ويطرح سؤالاً خطيراً ومؤلماً: لماذا زادت نبرة الأخونة والتفكير الغيبى الخرافى وانعدام التفكير النقدى بين أولئك السيدات اللاتى سيربين الأجيال التى نراهن عليها للخروج من النفق المعتم؟ والسؤال من الممكن أن يُطرح بطريقة أخرى: لماذا استطاعت الأخوات الإخوانيات التسلل إلى تلك التجمعات التواصلية، بل والسيطرة عليها وقيادة الدفة؟

هناك مظاهر تمر مرور الكرام على الدولة، ولكنها تنخر كالسوس فى نخاع ومفاصل الوطن، على سبيل المثال دروس ما بعد صلاة العشاء للسيدات والتى تلقيها عادة داعية منقبة، وكلها تبث سموم الخرافة والكراهية للآخر والتحقير للذات والنيل من تاء التأنيث وتأثيمها حتى تتجلى شيطاناً رجيماً إغوائياً، تعتبر نفسها عورة ونجاسة!! انتقلت تلك الدروس من المساجد إلى الشقق والقصور، حيث تستضيف سيدة أرستقراطية مجموعة سيدات أخوات لتلقى الدرس عبر داعية سلفى من المشاهير، تلك الممارسات وغيرها أفرزت تلك الطبقة النسوية الهستيرية سريعة التصديق للشائعة، سريعة النشر لها باستمتاع وتلذذ.

أنا دائماً منحاز للمرأة، وأرى فيها مفتاح إنقاذ مصر بدون مبالغة. وتيار الفاشية الإسلاموى قد جعل هدفه الأساسى الآن، وبالطبع من قبل، هو المرأة لفرملة مصر وعرقلة خطواتها، الأخوات صرن هن الباب الخلفى لعودة هذا التيار، حصان طروادة الذى سيأتى وبداخله تجار الدم للتسلل خلف الحدود، وأخص بالذكر إخوانيات وزارة التربية والتعليم، ما يحدث منهن من غسيل مخ لأطفالنا شىء فى منتهى الخطورة، كارثة أن تفترس المُدرسة الإخوانية من خلال الحاجز الأسود السميك الذى ترتديه أطفالاً فى عمر الزهور، تشكل عقلاً هو صفحة بيضاء، على مزاجها هى، تنشر أفكارها وسمومها من خلال حصة يومية، وبعدها نتساءل: «هما الإرهابيين ليه مابيخلصوش؟»، ببساطة لأنك تذهب إلى المشتل الذى ينتجهم كل يوم وتسلم ابنك إلى الطابور والفصل، لتستقبله الإخوانيه والإخوانى، ولا تقل لى: «هم فى مدارس الغلابة فقط». هذا وهم، فقد اقتحموا مدارس اللغات أيضاً التى مصاريفها بعشرات الآلاف، فهل آن الأوان أن نستيقظ؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الماميز» الباب الخلفى للإخوان «الماميز» الباب الخلفى للإخوان



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon