بقلم : خالد منتصر
«ساندرا نشأت» لا تجيد إلا لغة السينما، تتكلم بالضوء والظل والكادر واللقطة، وهى أميرة الإيقاع السينمائى، لذلك نجح حوارها مع الرئيس، لأنها تعرف أن الجاذبية والفن والإبداع هى فى النهاية حصيلة إيقاع، لن أتحدث عن محتوى الحوار، فعند نشر هذا المقال سيكون مائة ألف مقال قد ناقش وحلّل المحتوى السياسى له، لكننى مهتم اليوم بتحليل المحتوى الإعلامى وأيضاً الرسائل التى أرسلتها «ساندرا» من خلال هذا الحوار، ببساطة فضحت «ساندرا» الإعلام المصرى، وكشفت عوراته.
كشف الرئيس فى عجالة مأساة ما يُسمى «التوك شو»، ذلك الديناصور الذى يُوشك على الانقراض ويتشبث مذيعوه المحنّطون فيه بكراسيهم الوثيرة وبكسلهم المزمن، كشفهم فى جملة ونُص «حيقولوا إيه كل يوم فى تلات ساعات!»، «ساندرا» حفرت أكثر وأعمق وكشفت مزيداً من المسكوت عنه، كشفت الكسل الإعلامى والرخاوة والطراوة والدعة والخمول التليفزيونى لفئة إعلاميى الفتة والإثارة الرخيصة والبرامج الصفراء!!، هى حقّقت تليفزيونياً، استخدمت «ساندرا» المونتاج السريع اللاهث فى الدقائق العشر التسجيلية، وضعت يدها على نبض الناس ولغة الشارع البسيطة، تعبت وأجهدت نفسها، وعينها اللاقطة المحبة للناس بجد، التقطت كالمغناطيس عينة مصرية معبّرة، أصحاب ملايين التوك شو صارت ياقاتهم البيضاء لا تحتمل تراب الشارع، دمهم الأزرق لا يختلط بالعوام والحرافيش، فتح الرئيس قلبه لطفلة اسمها «ساندرا» بسيطة اقتحمت خلوته فسمح لها بمساحات شقاوة طفولية وأسئلة تتجاوز السقف الذى وضعه أو تخيّله كسالى الإعلام ومعوقوه بفتح القاف وكسرها، البساطة والتلقائية والحب مفاتيح «ساندرا» وشفرتها.
شكراً «ساندرا» الجميلة، وننتظر إبداعك السينمائى المقبل بلهفة.
نقلاً عن الوطن القاهرية