بقلم : خالد منتصر
هناك أزمة فى مصر فى أقراص منع الحمل!!، مصر التى تعانى من أكبر مشكلة سكانية وأعلى معدل تزايد مواليد فى العالم تعانى من نقص رهيب فى أقراص منع الحمل، إنها كوميديا سوداء!!
وقد أرسل لى الصيدلى د.رائف رفعت من الأقصر قائلاً إنه لا يوجد فى الأقصر أى نوع من تلك الأقراص!!
كلنا نعرف أن مشكلة الانفجار السكانى وزيادة معدل المواليد تتناسب طردياً مع زيادة نسبة الفقر، وأن الأسر التى تعانى من انخفاض الدخل هى التى تتكاثر أرنبياً وتتزايد سرطانياً وهى التى تعرف السبعة والثمانية عيال!!، وبرغم ذلك لو توفرت أقراص منع الحمل فلا تتوفر إلا غالية الثمن مثل فعلاً هناك نقص إلا أقراص Yasmin التى سعرها خمسة وخمسين جنيهاً وYaz سعره ٦٢ جنيهاً!!.
وأرسل لى صيدلى تلك الرسالة وهو يصرخ قائلاً:
«اختفاء أقراص ميكروسبت دى كانت بتصرف من مؤسسة الأدوية بنظام الكوتة كانت بتصرف علبة تحتوى على ١٠٠ شريط لكل صيدلية إلى أن ألغت المؤسسة توزيعها تماماً ثم بعد ذلك ترايوسبت أقراص منع الحمل إنتاج شركة سيد كان تمنه ٢٫٢٥ وبعد زيادة الأدوية المتكررة وصل إلى ٦ جنيهات ثم اختفى تماماً من الصيدليات منذ أكثر من سنة.. أما بخصوص المستورد، وأقصد جينيرا وسلست، فهذا هو الشهر الثانى على اختفائهما وقبل كده كان بيوزع بنظام علبة واحدة لكل صيدلية وده تمنه ٤٥ جنيهاً...لا الوحدات الصحية ولا مراكز تنظيم الأسرة ولا الصيدليات الأهلية موجود فيها أى نوع من أقراص منع الحمل وبالذات الرخيصة التى تخص ملايين الشعب الذين يشترونها لرخص ثمنها.. لصالح مين عدم وجود الأقراص ومين اللى المسئول عن اختفائها».
ببساطة ما كان سعره ٣ جنيهات فى مراكز تنظيم الأسرة اختفى؟!، هل هذا تعطيش سوق لنزول أنواع أغلى؟، هل نحن نحتمل فى ظل مشكلة مزمنة مأساوية سرطانية تلتهم كل مواردنا، هل نحتمل ألا تجد من تريد تأخير حملها أو تنظيم نسلها وتكوين أسرة فى ظل تلك الظروف الاقتصادية الضاغطة؟!، إن غياب أقراص منع الحمل صار مشكلة أمن قومى ولا بد من التصدى لها وحلها، غير كده يبقى هزار.