توقيت القاهرة المحلي 13:08:00 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المرشد وسياحة الهداية

  مصر اليوم -

المرشد وسياحة الهداية

بقلم: خالد منتصر

مصر تعيش حالة هستيريا دينية ووسواس هداية ليس له مثيل فى مجرة درب التبانة.. مرشد سياحى مشغول بهداية السياح إلى الإسلام وتوزيع كتب دينية عليهم!!

تصرف له دلالة وسلوك ليس نادراً، فقد شاهدت وسمعت شخصياً فى زياراتى للأقصر والمناطق الفرعونية الأخرى عدة مرات مرشدين سياحيين يتحدثون عن التماثيل الفرعونية كأصنام ويُبسملون ويُحوقلون ويستعيذون بالله وهم يتحدثون عن ممارسات الفراعنة وأنهم يبيحون زواج المحارم ويعددون الآلهة... إلخ، لا يتحدثون بصيغة الحكاية الحيادية الأسطورية بطريقة علمية، لكنهم يتحدثون بصيغة الإدانة الاتهامية الإجرامية، وكأنهم يعقدون محاكمة دينية للفراعنة، إنها حالة ثقافية توجها وكللها هذا المرشد الذى يعبر عن حالة ثقافية وتوجه اجتماعى لبعض المرشدين وليس كلهم والذى يعكس مزاجاً سلفياً كاسحاً، لكن هذا البعض أو تلك القلة تعمل فى مهنة حساسة أساسها استيعاب كل الثقافات والاختلافات وهذا هو ألف باء تلك المهنة، السياحة ثقافة وسلوك قبل أن تكون حجارة وشواطئ، وإذا تعاملنا مع السائح بمنطق الهداية إلى طريق الحق لا الهداية إلى طريق الكباش، فنحن بذلك قد حشرنا أنوفنا فيما لا يعنينا، وهذه الحشرية قد أصبحت سمة مصرية غالبة ومسيطرة، خاصة الحشرية الدينية النابعة من ثقة مفرطة فى أن هذا الشخص الناصح الهادى داخل إلى الجنة لا محالة ويريد جرك معه إلى هناك.

أحترم حاجتك إلى إيمانك لكن ما هى حاجتك إلى إيمان السائح؟!، انت مالك؟!، ولماذا لا بد وحتماً أن يكون مقاس إيمان السائح على قدر إيمان حضرتك؟!، وهل أنت مرشد السياحة أم مرشد الجماعة؟!، السؤال الذى يشغلنى، هل نحن نعانى من نقص إنتاج السلع أم نعانى من نقص إنتاج المسلمين؟!، نحن والحمد لله نتناسل كالأرانب طبقاً لشعار كل مولود جاى برزقه، ولسنا فى حاجة على الإطلاق لأى فائض إنتاج، ونحن مستعدون للتصدير إلى كل دول العالم، وبالفعل منطقتنا تصدر اللاجئين والفقراء إلى أوروبا والأمريكتين، فما هى الحاجة الملحة لإضافة وإدخال آخرين إلى القائمة الإسلامية؟، هل هو مجرد غيظ وكيد وخلاص؟، هل هى تصرفات ألتراسات كروية أم توجهات ثقافية؟

هذه تساؤلات من الممكن أن تتيح الإجابة عنها تفسير تلك الفرحة الغامرة والغبطة العميقة المهللة عند دخول سائح إلى الإسلام، والغريب والمدهش أننى لم أسمع عن احتفالات بوذية بدخول مسلم أو مسيحى أو يهودى إلى البوذية، ولم أشاهد ولو صدفة يابانياً شنتاوياً يقف فى طوكيو كل همه أن يدعو هندوسياً إلى الدين الشنتاوى الحق، أو يشغل باله بوسواس هدايته!!، لكننا نحن الوحيدون المتفردون بذلك الوسواس القهرى الإرشادى لزيادة معدل الإنتاجية الدينية دوناً عن العالم كله، ما هى أسباب هذا الهاجس والوسواس المتوطن فى مصر؟

لا أعرف رداً حتى هذه اللحظة، ومن يصل إلى حل تلك المعضلة النفسية ياريت يرسل لى الإجابة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرشد وسياحة الهداية المرشد وسياحة الهداية



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon