توقيت القاهرة المحلي 20:54:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جنة نوال السعداوي

  مصر اليوم -

جنة نوال السعداوي

بقلم: خالد منتصر

فقدت مصر المفكرة والرائدة والمناضلة والمبدعة نوال السعداوى، ودعها العالم كله وليس مصر فقط، فنوال السعداوى ليست مجرد شخص عادى أو قصة عابرة، ولكنها تاريخ نضال وعناد وتمرد وتنوير، أكثر من أربعين كتاباً، رئاسة تحرير مجلة، عمل نقابى فى نقابة الأطباء، عمل اجتماعى فى منظمة تضامن المرأة، عمل سياسى وثقافى فى كافة الميادين، فصل ورفد من وزارة الصحة لأنها هاجمت ختان النساء وكتبت عن الجنس والمرأة، تشريد ومطاردة ونفى، سجن فى زمن السادات، إلقاء محاضرات فى أكبر جامعات أمريكا، جوائز ودكتوراهات فخرية وأوسمة من كافة قارات العالم وبلاد الدنيا إلا مصر!!

أصدق وأشرف من رأيت وسمعت، فى كل معاركها لم تشتم أو تسب أو تتلفظ بلفظ خارج برغم كل السفالات التى تعرضت لها، رُفعت عليها قضايا سحب جنسية وازدراء أديان وحسبة وتفريق، هُددت بالقتل من جماعات التطرف، وبرغم ذلك أصرت على أن تعيش وتموت فى هذا الوطن الذى عشقته وحاربت من أجله وناضلت من أجل تحرير بناته من العبودية والقهر والاستغلال.

كل هذا التاريخ ويأتى بعض الحمقى اليوم ليقرروا حرمانها من الجنة، وشتمها بأقذع الألفاظ وألعن السباب، منتهى الوضاعة وفجر الخصومة، وهكذا دائماً أصحاب الأفكار الهشة، مرعوبون ممن يدفعهم إلى التفكير والتساؤل، انطلق الفاشيون والضباع فى وصلة استعراض وبلطجة، لنشهد ويشهد معنا العالم الذى اندهش وتساءل مع صلاح عبدالصبور: متى ترعرع فى وادينا كل هؤلاء الحمقى الأوغاد؟! كل منهم مشروع إرهابى مستعد للقتل والذبح وقت أن تحين له الفرصة، إن كتبت ودافعت فستجد فوراً قذائف المولوتوف اللاعنة والشاتمة بالأم والأب، وتنتهى عباراتهم دائماً بجملة «ربنا يحشرك معاها»، وكأنهم امتلكوا مفاتيح الجنة وتوكيلاتها، يوزعون البشر حسب المزاج إلى الفردوس أو جهنم، كل منهم لديه رقم «واتساب» السماء البرايفت، منتهى الثقة، كان ردى: «وهو الواحد يطول، يتحشر مع مبدعة ومفكرة ليستزيد من علمها وفكرها وفنها، يحشر مع كل من تكرهه خفافيش الظلام، مع مجدى يعقوب وأينشتين وداروين ونيوتن وشكسبير وسعاد حسنى ووحيد حامد، وغيرهم من ملح الأرض وبهجة الكون».

وإذا كان معيار الجنة هو الصدق فنوال السعداوى فى أفضل مكان، وإذا كان عدم النفاق فهى فى المقدمة، يكفيها دعوات كل بنت أنقذتها من الختان، وانتشلتها من بربرية تلك الجزارة التى تمارس باسم الطهارة، تكفيها كل ابتسامات السيدات اللاتى تحررن من سجن الذل والقهر بقوانين الخلع والحضانة، يكفيها كل ذلك لكى تكون فى أفضل مكان تكفله عدالة السماء، الشماتة فى الموت غباء، لأننا كلنا سنموت، وحتى الأنبياء ماتوا، وإذا كنتم تحسبون أن الموت عقاب إلهى وقصف عمر، فتعالوا نحسبها، ماتت نوال السعداوى عن عمر يناهز ٩٠ عاماً، ومات حسن البنا فى بدايات الأربعين!!، فإذا كنتم تشمتون فى الموت وتحسبونها بالأعمار، ففكروا يا عنبر العقلاء أيهما عوقب طبقاً لمنهج تفكيركم المتخلف!!، للأسف كنا نظن هذا التيار الإسلاموى مكروهاً لأنه منعدم الوطنية، واتضح أننا نكرهه لأنه منعدم الإنسانية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جنة نوال السعداوي جنة نوال السعداوي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon