توقيت القاهرة المحلي 14:45:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دعوة للكتابة بالأرقام الأجنبية

  مصر اليوم -

دعوة للكتابة بالأرقام الأجنبية

بقلم: خالد منتصر

هناك معلومة تقول إن الأرقام الأجنبية هى فى الأصل أرقام عربية، وإن الأرقام التى نكتب بها الآن هى أرقام هندية الأصل، ولكن حتى لو كانت هذه المقولة خاطئة فإننى أفضّل الكتابة بالأرقام الأجنبية، وأدعو للكتابة بها وأتعمّد كتابة رقم تليفونى لأصدقائى بهذه الصيغة، ليس على سبيل «الأنعرة» أو التعالى، وليس لأننى متفرنج أو مغترب، ولكنى أكتب بها لأنها أكثر دقة، ولأن أرقامنا العربية رديئة جداً، ومن السهل تزويرها جداً جداً.

كان أبى، رحمة الله عليه، مدير أبحاث التزييف والتزوير بمصلحة الطب الشرعى، وكان يقول لى، من خلال خبرته الطويلة فى هذا المجال، إن من ضمن أسباب سهولة تزوير الشيكات والكمبيالات عندنا رداءة أرقامنا العربية، وخاصة الصفر! ولينظر كل منا إلى هذا الصفر الهلامى الذى ليس له قوام أو كيان، مجرد نقطة تائهة، من السهل تحويلها إلى أى رقم، من السهل حذفه وإضافته، الصفر حقاً لعنة رقمية لا تستحق التمسك بها.

سبقتنا تونس إلى استخدام الأرقام الأجنبية فى صحفها ومكاتبات مصالحها الحكومية، وهى بالفعل محقة فى ذلك، فالرقم الأجنبى له منطق وكيان وحيوية، فالواحد له زاوية واحدة، والاثنان لو كتبناها كحرف الزد لها زاويتان.... وهكذا، والصفر الأجنبى له أيضاً هيبة وكينونة وأهمية، وليس مجرد غرسة سن قلم تائه فى البرية. واستخدام تلك الأرقام ليس له أى علاقة بخيانتنا لعروبتنا ولا لهويتنا، ولا يُعد غزواً ثقافياً ولا مؤامرة صهيونية صليبية أمريكية استعمارية كونية، ولكنه بحث عن مزيد من الدقة والمنطق والوضوح.

اندهشت عندما اطلعت على فتوى مجلس هيئة كبار العلماء فى المملكة العربية السعودية فى دورته الحادية والعشرين المنعقدة فى مدينة الرياض ما بين ١٧ و٢٨ من شهر ربيع الآخر عام ١٤٠٣ هـ فى هذا الموضوع بتحريم استعمال الأرقام الأجنبية لأسباب كثيرة، من ضمنها: أن الفكرة لها نتائج سيئة، وآثار ضارة، فهى خطوة من خطوات التغريب للمجتمع الإسلامى تدريجياً!. والسؤال: هل هذه الأرقام التى نقول عنها عربية مقدسة؟ هل نزلت بشأن كتابتها على هذا النحو نصوص قرآنية تحث على استخدامها ورفض غيرها؟ هل عرب الجزيرة العربية هم مخترعو هذه الأرقام؟!

إننا لا نتحدث عن مقدسات، ولا نخوض فى أوامر ونواهٍ سماوية. تطوير الأرقام وحتى تطوير النحو وقواعد اللغة العربية شىء مطلوب ومُلح وضرورى، وهذا التغيير ينبغى ألا يُطرح على بساط الخلافات الفقهية فى المجامع الإسلامية، ولكنه يخضع للعقل وللضرورة ولظروف التطور فقط.

فلنجرب الكتابة بهذه الأرقام، وثقوا بأنكم لو كتبتم بها لن تخونوا دينكم أو هويتكم أو عروبتكم، بل ستخونون شيئاً واحداً، ستخونون الجمود والتشرنق والتحجر، وهذه خيانة مشروعة جداً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دعوة للكتابة بالأرقام الأجنبية دعوة للكتابة بالأرقام الأجنبية



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

منى زكي في إطلالة فخمة بالفستان الذهبي في عرض L'Oréal

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:36 2024 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

الإعلامية مروة صبري تهاجم مها أحمد

GMT 10:27 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

هند صبري تتألق بجمبسوت أنيق باللون الأحمر

GMT 04:48 2019 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

وفاة مصمم استعراضات "فرقة رضا" المصري حسن عفيفي

GMT 22:50 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

رقم مُخيب ل جونزالو هيجواين أمام نابولي

GMT 16:22 2022 الإثنين ,19 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يعلن توقيع غرامة مالية علي أفشة وفقاً للائحة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon