توقيت القاهرة المحلي 20:02:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جهاد اللافشكيرى وغزوة الترعة

  مصر اليوم -

جهاد اللافشكيرى وغزوة الترعة

بقلم: خالد منتصر

مشهد إلقاء الشباب للجبن الفرنسى فى إحدى الترع للرد على الرسوم المسيئة ونصرة للإسلام وانتصاراً للدين وحماية للعقيدة، هذا المشهد هو قمة الكوميديا السوداء، وقد وصل أصحاب غزوة اللافشكيرى أمام هذه الترعة إلى قمة الهذيان، أولاً: هذا الجبن الذى أُلقى فى الترعة بكميات مهولة، إنتاج شركة مصرية حاصلة على العلامة التجارية بالاسم الفرنسى، صاحبها مصرى، وموظفوها مصريون، والعمال الذين يقفون أمام ماكيناتها مصريون يقبضون راتبهم بالجنيه المصرى وليس باليورو الأوروبى!!، وأنت بهذه الفعلة العبثية مثل من شاهد زوجته تخونه فقام بإخصاء نفسه!!، ثانياً: هذه الترعة التى حولتموها إلى أقذر بركة على سطح الأرض، والآن تلقون فيها بعلب كرتون وبلاستيك وجبن.. إلخ، لتزيدوا البركة عفناً وانسداداً وركوداً وقذارة، هل هذه هى نصرة الدين فى رأيكم؟، نصرة الدين أن تجملوا حياتكم ولا تألفوا القمامة وتتخيلوا أن رائحة النتانة الصادرة منها وعنها هى عطر كريستيان ديور!!، أن تنظفوا تلك الترعة من فضلاتكم النورانية هى أقدس المهام الآن بالنسبة لكم، ثالثاً: الله جل جلاله لا يحتاج إلى بودى جاردات والنبى عليه الصلاة والسلام لا يحتاج إلى بلطجية وإرهابيين يذبحون البشر ويقطعون الرؤوس حماية له، بل يحتاج إلى أن تعمر الأرض وتنشر العلم والنور وتساهم فى تنمية الحضارة، حتى يشير إليك العالم قائلاً: هذا من أتباع محمد، ناجح ومتفرد وفاعل فى مجتمعه وفى العالم، رابعاً: إذا كان صاحب السوبرماركت الورع التقى المؤمن مستغنياً عن هذه البضاعة الكافرة وكارهاً لذلك الجبن الشيطانى، هناك فقراء وأطفال شوارع يبحثون فى القمامة عما يأكلونه، كان بإمكانك أن تحميهم من الجوع وتقدم لهم وجبة تسندهم وتساعدهم على استكمال حياتهم البخيلة المعذبة، خامساً: هذه الهستيريا، وذلك السرور والحبور الذى يعتريكم ويتلبسكم وأنتم تلقون بكراتين الجبن فى تلك الترعة البائسة، ما هى إلا أعراض خلل واضطراب نفسى عميق، وإحساس جارف بالدونية والتهميش، يتم تعويضه بهذا التصرف المعتوه، سادساً: متى سيخرج من جماجمكم مفهوم الجهاد بغزو العالم، حيث ينتصر فسطاط الإيمان على فسطاط الكفر، هذا الشاب الذى يلقى بكرتونة الجبن فى غضب وتوتر وهستيريا، إذا منحته سيفاً سيذهب مثل الشاب التونسى إلى نيس ليقطع رأس السيدة العجوز فى الكنيسة!!، البرمجة المخية تسمح بذلك وتؤهل له، مسحوا مخه بفكرة المؤامرة الكونية على دينه، وبأنه الأفضل رغم جهله، والناجى رغم تخلفه، فصار فى حالة زهو زائف بنفسه، ويحارب من أجل التعويض وتكملة البورتريه الخادع بالهلاوس والضلالات.

هذا المشهد الذى لم يكن جزءاً من اسكتش «ساعة لقلبك» أو فقرة فى مسرح مصر الكوميدى، هو مشهد كانت له دلالات كثيرة على المستوى العقلى والنفسى، ويحتاج فهمه إلى تحليل من علماء الاجتماع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جهاد اللافشكيرى وغزوة الترعة جهاد اللافشكيرى وغزوة الترعة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon