توقيت القاهرة المحلي 14:49:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل يستفيد الأزهر من «الزيتونة»؟

  مصر اليوم -

هل يستفيد الأزهر من «الزيتونة»

بقلم: خالد منتصر

كان المجددون من شيوخ جامعة الزيتونة التونسية دائماً يضعون الشيخ محمد عبده وشلتوت وعبدالمتعال الصعيدى وأبورية واجتهاداتهم موضع التقدير والاحتفاء، الآن جاء الوقت لنعترف وبصراحة بأننا يجب أن نطّلع على التجربة التونسية فى تجديد الفكر الدينى، وأن يستفيد الأزهر من الزيتونة، وبرغم أن مفكرين تونسيين علمانيين ما زالوا يتهمون الزيتونة وبرغم كل هذه المرونة بالجمود!!، فإن مقارنة بسيطة بين ما يقدمه التقليديون المخترقون للأزهر من أطروحات وبين ما يقدمه أبناء الزيتونة، حتى المحافظين منهم، ستكتشف أننا قد تقهقرنا كثيراً، وأننا يجب أن نعيد النظر ونطّلع على تفاعلات التوانسة مع الواقع المتغير وتجديد الفكر الدينى بناء على معطياته الجديدة، وتكفى ملاحقات بعض المفكرين المصريين بتهم، منها ازدراء الأديان التى تخرج من جنبات تلك المؤسسة الدينية العريقة، ومنها طلب منع مفكر مصرى من الظهور على التليفزيون!!، الطلب عجيب والقضية كانت مرفوعة من قامة رفيعة داخل المؤسسة وباسمه شخصياً، وهذا يدل على أننا نحتاج نقل العدوى من الزيتونة لنا، لمست هذا الاختلاف عن قرب عندما حاورت رئيس جامعة الزيتونة ووزير الشئون الدينية السابق د. عبدالجليل سالم، الذى كان صديقاً لنصر حامد أبوزيد، والذى استضاف فرج فودة لمحاورته فى كلية الشريعة بالزيتونة!!، وطبعاً سيقفز السؤال: هل يستطيع الأزهر الذى لم يحتمل د. الخشت، وكان يريد عقاب سعد الهلالى، هل يستطيع استضافة «فودة» لو كان حياً الآن؟!، السؤال إجابته معروفة، تعالوا نتعرف على بعض نقاط الحوار مع رئيس جامعة الزيتونة السابق لنعرف مقدار المسافة التى قطعتها تونس فى تجديد الفكر الدينى، يقول عبدالجليل سالم فى حواره معى:

ازدراء الأديان هو بالأساس نتاج خلافات سياسية منذ خلاف المعتزلة والحنابلة.

لا بد أن نفرق بين ازدراء الدين ونقد التراث، ولا بد كذلك أن نفرق بين الدين والفكر الدينى، المشكلة عند المسلمين أنهم قدسوا هذا التراث وصار التراث هو الدين، هذا باطل يراد نشره باسم الدين، تقويم هذه الأفهام الإسلامية عمل بشرى، ونقد «البخارى» لا يعد ازدراء للدين، لا قداسة للبخارى، لا بد أن نعيد النظر فى «البخارى» وفى الأحاديث، العقلية الحديثة من الممكن أن ترفض بعض تلك الأحاديث، لا قداسة للتراث، لا بد أن نخلخل هذا التراث، العقل العربى يعيد ويجتر مشاكله القديمة.

التراث لا يمكن أن يُقتل، التراث هو فينا ومخزون نفسى يسكننا، نحن كائنات تراثية نتيجة لصيرورة تاريخية، نريد تطوير التراث، نتجاوز قصوره وحدوده التاريخية والاجتماعية، د. نصر أبوزيد كان صديقى، المنظومة القانونية فى ذلك الوقت كبّلته ونفته وفرقته عن زوجته، كنا فى تونس كأساتذة نضحك على هذا الاتجاه وحكم التفريق، أما فرج فودة فقد استضفناه فى كلية الشريعة وتحاورنا معه بكل أريحية.

وقوانين الازدراء هى ترضية للقوى المحافظة وليست نتاج الإسلام السياسى فقط.

يجب ألا تكون هناك حدود للخيال، ولا حجر على الإبداع الفنى بكافة ألوانه، يجب أن يكون باب الإبداع مفتوحاً على مصراعيه، تراثنا الأدبى لو عرضنا نصوصه الآن لتم تكفير أصحابه.

المتطرف لا يقتنع بالحوار، يتغير بالتعليم، قلت لمسئول سعودى: أنصحكم بإصلاح مدرستكم الوهابية، ولحسن الحظ الآن أن المسئولين السعوديين اقتنعوا، لا يمكن أن نتقدم بفكر صار خارج التاريخ، مشكلة المسلمين أننا نريد أن ننزل ونحكم القديم على الواقع الجديد المتغير.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يستفيد الأزهر من «الزيتونة» هل يستفيد الأزهر من «الزيتونة»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon