توقيت القاهرة المحلي 02:08:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل يستفيد الأزهر من «الزيتونة»؟

  مصر اليوم -

هل يستفيد الأزهر من «الزيتونة»

بقلم: خالد منتصر

كان المجددون من شيوخ جامعة الزيتونة التونسية دائماً يضعون الشيخ محمد عبده وشلتوت وعبدالمتعال الصعيدى وأبورية واجتهاداتهم موضع التقدير والاحتفاء، الآن جاء الوقت لنعترف وبصراحة بأننا يجب أن نطّلع على التجربة التونسية فى تجديد الفكر الدينى، وأن يستفيد الأزهر من الزيتونة، وبرغم أن مفكرين تونسيين علمانيين ما زالوا يتهمون الزيتونة وبرغم كل هذه المرونة بالجمود!!، فإن مقارنة بسيطة بين ما يقدمه التقليديون المخترقون للأزهر من أطروحات وبين ما يقدمه أبناء الزيتونة، حتى المحافظين منهم، ستكتشف أننا قد تقهقرنا كثيراً، وأننا يجب أن نعيد النظر ونطّلع على تفاعلات التوانسة مع الواقع المتغير وتجديد الفكر الدينى بناء على معطياته الجديدة، وتكفى ملاحقات بعض المفكرين المصريين بتهم، منها ازدراء الأديان التى تخرج من جنبات تلك المؤسسة الدينية العريقة، ومنها طلب منع مفكر مصرى من الظهور على التليفزيون!!، الطلب عجيب والقضية كانت مرفوعة من قامة رفيعة داخل المؤسسة وباسمه شخصياً، وهذا يدل على أننا نحتاج نقل العدوى من الزيتونة لنا، لمست هذا الاختلاف عن قرب عندما حاورت رئيس جامعة الزيتونة ووزير الشئون الدينية السابق د. عبدالجليل سالم، الذى كان صديقاً لنصر حامد أبوزيد، والذى استضاف فرج فودة لمحاورته فى كلية الشريعة بالزيتونة!!، وطبعاً سيقفز السؤال: هل يستطيع الأزهر الذى لم يحتمل د. الخشت، وكان يريد عقاب سعد الهلالى، هل يستطيع استضافة «فودة» لو كان حياً الآن؟!، السؤال إجابته معروفة، تعالوا نتعرف على بعض نقاط الحوار مع رئيس جامعة الزيتونة السابق لنعرف مقدار المسافة التى قطعتها تونس فى تجديد الفكر الدينى، يقول عبدالجليل سالم فى حواره معى:

ازدراء الأديان هو بالأساس نتاج خلافات سياسية منذ خلاف المعتزلة والحنابلة.

لا بد أن نفرق بين ازدراء الدين ونقد التراث، ولا بد كذلك أن نفرق بين الدين والفكر الدينى، المشكلة عند المسلمين أنهم قدسوا هذا التراث وصار التراث هو الدين، هذا باطل يراد نشره باسم الدين، تقويم هذه الأفهام الإسلامية عمل بشرى، ونقد «البخارى» لا يعد ازدراء للدين، لا قداسة للبخارى، لا بد أن نعيد النظر فى «البخارى» وفى الأحاديث، العقلية الحديثة من الممكن أن ترفض بعض تلك الأحاديث، لا قداسة للتراث، لا بد أن نخلخل هذا التراث، العقل العربى يعيد ويجتر مشاكله القديمة.

التراث لا يمكن أن يُقتل، التراث هو فينا ومخزون نفسى يسكننا، نحن كائنات تراثية نتيجة لصيرورة تاريخية، نريد تطوير التراث، نتجاوز قصوره وحدوده التاريخية والاجتماعية، د. نصر أبوزيد كان صديقى، المنظومة القانونية فى ذلك الوقت كبّلته ونفته وفرقته عن زوجته، كنا فى تونس كأساتذة نضحك على هذا الاتجاه وحكم التفريق، أما فرج فودة فقد استضفناه فى كلية الشريعة وتحاورنا معه بكل أريحية.

وقوانين الازدراء هى ترضية للقوى المحافظة وليست نتاج الإسلام السياسى فقط.

يجب ألا تكون هناك حدود للخيال، ولا حجر على الإبداع الفنى بكافة ألوانه، يجب أن يكون باب الإبداع مفتوحاً على مصراعيه، تراثنا الأدبى لو عرضنا نصوصه الآن لتم تكفير أصحابه.

المتطرف لا يقتنع بالحوار، يتغير بالتعليم، قلت لمسئول سعودى: أنصحكم بإصلاح مدرستكم الوهابية، ولحسن الحظ الآن أن المسئولين السعوديين اقتنعوا، لا يمكن أن نتقدم بفكر صار خارج التاريخ، مشكلة المسلمين أننا نريد أن ننزل ونحكم القديم على الواقع الجديد المتغير.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يستفيد الأزهر من «الزيتونة» هل يستفيد الأزهر من «الزيتونة»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:14 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
  مصر اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 15:26 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز "غلوب سوكر"
  مصر اليوم - رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز غلوب سوكر

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
  مصر اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 14:07 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"يوتيوب" يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي
  مصر اليوم - يوتيوب يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة

GMT 23:05 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

يونيون برلين الألماني يسجل خسائر بأكثر من 10 ملايين يورو

GMT 02:11 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

طبيب روسي يكشف أخطر عواقب الإصابة بكورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon