توقيت القاهرة المحلي 14:27:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صراع البيرفيكشن

  مصر اليوم -

صراع البيرفيكشن

بقلم: خالد منتصر

بعد مشاهدة موكب المومياوات الملكية بدقته وإبهاره وروح الرغبة فى الكمال التى سرت فى أوصال كل من شارك فى هذا الحدث المبهر، قمة البيرفيكشن كما يصفه الأجانب، بعدها تساءلت إذا كنا نستطيع أن نفعل كل ذلك وبكل هذا التميز، فلماذا نرى فى الشارع سلوكيات «الطلسأة» و«اللكلكة» و«الطناش»، تحكمنا ثقافة «إلا خمسة»، كل شىء نفعله «إلا خمسة» و«ناقص حتة» أو «سيكا»، كما يقولها الجيل الجديد!، لماذا كل تلك الحوادث على الطرق التى أساسها ثقافة الطلسأة والسربعة، وعبارة «يعنى هى جت على دى»! لماذا كل تلك الأطنان من أهرامات القمامة فى الشوارع ثم نأتى لنضيف إلقاءها فى الترع التى نظفتها الدولة كنوع من التعود والألفة مع القبح؟ لماذا الكسل فى صيانة ما بعد الصناعة والإنشاء؟ لماذا يبنى شخص خمسة أدوار مخالفة أو يفتتح مصنعاً فى عمارة ليس فيه أى نوع من أنواع الحماية المدنية ويستخدم أدوات قابلة للاحتراق تنفجر مع أول شرارة؟ لماذا الطلسأة والطناش فى إبلاغ عطل قطار أو تجهيز فرملة أمان فيه؟ عدم التزام أو اهتمام فى الشارع بالإجراءات الاحترازية، بطل مسلسل فرعونى مكسل يحلق لحيته.. إلخ، مظاهر طلسأة كثيرة صارت تحكم تفاصيل حياتنا، تندهش وأنت ترى أن هؤلاء المطلسئين ينتمون إلى نفس البلد الذى نفذ الموكب الملكى، وهم فى نفس الوقت أحفاد هؤلاء الفراعنة العظام ملوك الدقة والبيرفيكشن فى الفن والحياة.

قبل الموكب بأيام حالفنى الحظ وحضرت حدثاً شاهدت فيه ذلك «البيرفيكشن» لايف، الاحتفال بمئوية د. ثروت عكاشة فى مكتبة الإسكندرية ومشاهدة جناح شادى عبدالسلام، وهما مثالان على هذا البيرفيكشن أو الرغبة فى الكمال والدقة الشديدة واحترام التفاصيل، حكى د. مصطفى الفقى أن عكاشة كان يراسله من أجل شريحة لعمل فنى يرسلها له من النمسا لاستكمال معلومة فى مجلداته عن الفن، وحكى شقيقه د. عكاشة عن وسوسته ومراجعته الدقيقة وحرصه على البحث عن المعلومة من مصدرها، حتى إنه فى مذكراته السياسية كان يطلب ممن كتب على لسانهم شيئاً أن يوقعوا بجانب الكلام أنهم قد قالوه بالحرف! وكان عكاشة الكبير يطلب من شقيقه الأصغر وهو فى باريس أن يذهب إلى اللوفر ويكتب وينقل كل ما يتعلق باللوحات فى كراسة ويمنحه مكافأة على أدائه لتلك المهمة!

أما المخرج شادى عبدالسلام فهو قصة وحكاية من الممكن أن يكون ملخصها أو عنوانها المخرج المهووس بالبيرفيكشن، الباحث عن الكمال، كان يطارد التفاصيل ويبحث فى المراجع وكأنه يعد رسالة دكتوراه، عندما أعد فيلم «إخناتون» حوّل البطل محمد صبحى إلى تلك الشخصية بكل ملامحها وكأنها صورة كربون، انبهرت وأنا أشاهد رسوماته للمشاهد والكادرات قبل تصويرها بكل دقة التفاصيل، حتى زاوية الإضاءة وإكسسوار الأساور والعقود والأقراط، ثم أشاهدها فى الفيلم فتصيبنى الحيرة، هل معقول أن يكون الخيال كاميرا فوتوغرافية بكل تلك الدقة؟

فعلناها فى موكب المومياوات، إذن نحن نستطيع فعلها فى كل سلوكياتنا وممارساتنا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صراع البيرفيكشن صراع البيرفيكشن



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon