بقلم: خالد منتصر
منذ أكثر من ثلاثين عاماً ونحن نناقش قانون زراعة الأعضاء بأيادٍ مرتعشة، وحتى عندما وضعنا قانوناً لزراعة الأعضاء من المتوفين حديثاً، لم يفعّل القانون منذ ٢٠١٠ حتى الآن وموضوع فى ثلاجة الموتى، نخاف أن ننفذه، وما زلنا نفزع من الاتجاهات السلفية الرجعية المحافظة، فى ظل هذه الأجواء يوافق مجلس الوزراء السعودى على قانون التبرع بالأعضاء فى صورته النهائية ووضع الضوابط، بما يرسل رسالة قوية لنا بتفعيل القانون وعدم الخشية من الاتجاهات التى تكفّر وتتهم الموافقين على زرع الأعضاء بأنهم يتصرفون فيما يملك الله ويؤخرون مشيئته.
كل تلك السنوات ونحن نتأخر ونتلكأ فى هذا المجال، ونترك القرنيات للدود يأكلها ونترك العميان ومرضى القرنية المخروطية يستوردونها رديئة بآلاف الدولارات، رافضين أخذها من الجثث وزرعها لهؤلاء الغلابة المساكين، نترك مرضى الكبد المحتاجين لزرع كبد كامل من حديث الوفاة الميت إكلينيكياً بدون حتى أن نسمعهم لأن رجل الدين فلان الفلانى حرمها، نتركهم يطرقون الأبواب دون جدوى ويسمعون عن زراعتها بملايين الجنيهات خارج البلاد وهم لا يمتلكون إلا الكفاف، نترك سوق تجارة ونخاسة الكلى رائجة نتيجة أننا لا نستطيع زرعها من المتوفين إكلينيكياً، والمأساوى أن القانون موجود ولكن لا جرأة ولا إرادة لتنفيذه!!.
اقرأوا ماذا قال المركز السعودى لزراعة الأعضاء على موقعه الإلكترونى، قال فى جملة عبقرية بديعة إن التبرع بأعضاء شخص واحد يمكن أن ينقذ حياة 8 أشخاص، وأن يحسّن حياة حوالى 50 شخصاً من خلال التبرع بالأنسجة والقرنيات. وذكر المركز عدداً من الشروط الأولية لقبول الشخص للتبرع بعضو أو جزء منه عبر موقعه الرسمى، منها ألا يقل عمر المتبرع عن 18 عاماً، وإثبات الهوية للسعوديين وإقامة نظامية لمدة سنة على الأقل لغير السعوديين، وأن يكون التبرع صادراً عن رضا واقتناع، ووجود فحص سريرى أوّلى يؤكد سلامة الشخص الراغب بالتبرع بعضو أو جزء منه وعدم إصابته بمرض جهازى مزمن مثل السكرى أو ارتفاع ضغط الدم أو داء حاد أو مزمن أو مرض وراثى كلوى أو كبدى، مع وجود فحوصات مخبرية تؤكد سلامة الوظيفة الكلوية والكبدية، وعدم وجود التهاب كبد وبائى أو مرض الإيدز مع فحص بول طبيعى وتحديد فصيلة الدم.
وخصص المركز قسماً للحديث عن المزايا التي تُمنح للمتبرعين بالأعضاء، ومن بينها منح وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الثالثة للمتبرعين بالأعضاء الرئيسية، وهى: القلب، والكبد، والكليتان، والنخاع العظمى.